عرض مشاركة واحدة
قديم 05-23-2016, 10:03 PM
المشاركة 10
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
اشترى لي أبي درّاجة ثلاثية العجلات ، بها أزهو و ألعب بدون توقف ، كانت دراجة رشيقة قوية، جعلتني في غنى عن صناعة لعبة من لعب الأطفال ، فالغالبية العظمى ، يضطرّون لصناعة لعبهم من علب معدنية بعد أن تفرغ منها زيوت المحركات ، إزالة وجه من وجوهها المستطيلة و قضيبان حديديان ثم ركّب لها ما شئت من العجلات من بقايا الإطارات المطّاطية ، خيط و ربما حبل مفتول لتجرّ عربتك في أمان و يركب من يشاء من رفاقك ، إن لم يرق لك النوع فالقصبة كافية لإرضاء فضولك ، قضيب معدني في طرفها وعجلتان تصنعان من الأسلاك الحديدية واحدة في اليمين وأخرى في اليسار ثم تلفّ الأسلاك بأشرطة من قماش لتبدو سميكة ، في الطرف الآخر تجد مقودا لسيّارة قديمة أو مقودا لدرّاجة متهالكة أو مقودا من أسلاك و إذا بك تفاخر الأقران بآخر صيحات الابتكار ، خذ نفسا عميقا فمازال بجعبتنا الكثير ، حدّث و لا حرج عن أنواع الشاحنات أو الحافلات و الجرّارات ، بإمكانك أن تستغني عن هذا كله ، فطوق دائري مطاطي أو معدني يمكن أن تدخل به إلى مضمار السّباق . درّاجتي أحمل بها أختي الكبيرة ، تقف على القضيب الخلفي حيث ثبتت العجلتان الخلفيتان و تتمسك بثوبي و أنا جالس على السرج ، ضاغط على الدواستين فإذا بنا نعبر الطرقات منتشيين متبخترين متعاليين على الجميع .
أختي أمينة ، تلبس عروستها قفطانا و خمارا ، قصبة سميكة في طول شبر و أخرى رقيقة أقصر منها ، في النصف العلوي تربطهما بخيط على شكل صليب صغير ، ترسم العينين و الأنف والفم بالصمغ أو قطرات تنبعث من عرش نبتة مميزة عند قطفها ، شعرها تعدّه أختي من الصوف بعد أن تفتل ضفائرها ، فتشدّ رأسها بحزام ملون ، ثم تكسيها بما لذّ و طاب من الفساتين البهيجة ، تقيم لها عرسا فاخرا و تزفّها إلى عريسها مغنّية مواويل ملحّنة ألحانا جميلة ، تزغرد عند دخولها إلى مخدعها النظيف ، تؤانسها هناك حتى لا تحس بالوحدة والوحشة .