عرض مشاركة واحدة
قديم 05-20-2016, 04:20 PM
المشاركة 7
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
استقبلنا بيت أبي يوم لفضتنا القصبة ، قصبة تنتعش برائحة البارود ، حيث كان إدموسى الأوائل أصحاب شكيمة ، لم يكونوا قوّادا ولا شيوخا بل أحرارا و فقط ، يؤكّد جدّي : تمّ اجتثات هذه الأسرة و قضي على رجلها الأول و تمت السيطرة على الأراضي ، لكن القدر شاء أن ينجو اثنان من أبنائه إذ هرّبتهم عجوز مدّعية بأنهم من الرعاة ، و عندما بلغا أشدّهما قادا جيشا جرّارا رابض على طرف الجبل المطلّ على القرية من الغرب ، و أطلقا العنان للرصاص في السماء ، فبُهت أهل القرية و فرّوا إلى بيوتهم و غلّقوا الأبواب و زغردت الأرض هيت لكما . فاوض أهل القرية الولدين و اقترحوا عليهما أن يختارا أنّا شاءا لبناء قصبتهم ، فاقتلعت أشجار الزيتون و التين والرمان، لتنبت القصبة وسط مزارع "الملت" معلنة بداية جيل آخر من أبناء موسى، يحرثون أرضهم و يرعون قطعانهم و يصونون عرضهم بالزناد والنار ." يضيف جدّي: "لم تسلم القصبة من التدمير ، إذ قام الأعداء بتلغيمها لهدمها على أهلها ، لكن القدر شاء لهم البقاء و قاموا بترميمها من جديد ."
بيت أبي ليس ببعيد عن القصبة ، بل على مرمى عين منها ، بجانه بئر و حقول ، عصر الآلة في ضخ المياه قد حان ، اشترى أبي محرّكا ومضخة و انطلق الرجل القصير في الأعمال الفلاحية ،عمي عبدالله التحقت به زوجته وابنته وابنه الذي لم يفطم بعد إلى مقر عمله كرصّاص بمدينة " أكادير" تبتعد عن موطننا بمئتي كلومتر أيضا جهة الغرب ، مدينة ساحلية ناعمة رقيقة عصرية . هكذا انطلق الروتين الماحق ، زرع الخضروات و الحبوب ، ولادة الأولاد تباعا ، ففي البيت الجديد ولد أربعة من إخوتي ثلاثة منهم ذكور.