عرض مشاركة واحدة
قديم 04-20-2012, 12:29 AM
المشاركة 7
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
ب- ظروف الدراسة وأهم الأحداث حتى الانتهاء من الدراسة المدرسية:
- الروضة؟
- المدرسة؟ الابتدائي الثانوي؟ التدريس الخصوصي؟ القراءة والمطالعة؟ وكيف كانت العلاقة مع المدرسة: هل كنت تحبين الدارسة والمدرسة أم كنت تتفلتين منها؟
-هل حدث أي تغير في الظروف المعيشية خلال هذه الفترة (من 3 - 18 سنة) هل تعرض الوالد لظروف اقتصادية صعبة أو خسائر مالية صادمة أثناء فترة الطفولة؟
- وما هي الأحداث التي حصلت خلال هذه الفترة وتركت اثرا في الذاكرة بغض النظر عن قيمتها بالنسبة لك؟ مثلا هل تعرضت احدى زميلائك في الصف لحادث؟ هل تعرضتِ أنت أو قريب للغرق أو لعضة حيوان؟ (توضيح : المطلوب هنا البحث في ثنايا الذاكرة عن كل الأحداث التي تركت بصمتها في الذاكرة والتي قد لا تبدو مهمة بالنسبة لنا ).
- هل حدث تغير على مكان السكن؟
- هل كان هناك سفر إلى بلاد أخرى؟ وأين؟
- ما هو عدد الإخوة في العائلة ؟ وما هو الترتيب بين الإخوة والأخوات؟
- هل اختبرت الموت في هذه المرحلة وحتى سن الحادية والعشرين وكيف؟ بمعنى هل مات احد قريب منك وشكل موته صدمةأو إشكالية لك؟
- متى كانت اول مرة تعرفت على الموت؟

يتبع،،،

تابعوا معي اجابات الاستاذة نريمان الشريف، وعسى أن لا تكون طفولتها بتلك الدرامية الرهيبة التي اختبرناها في روايتها المذكورة، على كل حال وعلى سبيل الاحتياط جهزوا المحارم الورقية حتى وإن لم تكن طفولتها بتلك الدرامية، سوف يؤثر اسلوبها في الحكي المغمس في الوجع علينا الى حد دفعنا للبكاء ربما؟! ألا يكفي أنها عاشت طفولتها في جزء ملتهب من العالم فيه الكثير من الألم والخوف والقهر والوجع والذئاب!

ربما يكون هذا السؤال هو الأصعب إجابة حيث بدأت أعي بشكل أكبر من ذي قبل ..
فالوالد يرحمه الله انتقل عمله إلى العاصمة ( عمان ) وفي إحدى مدارسها درست الصف الأول والثاني .. وخلال هذه الفترة كانت ترافقني أربعة من أخواتي بنفس المدرسة .. وأذكر أن لي عماً كان موجهاً تربوياً بوزارة التربية والتعليم بالأردن ..يرحمه الله تعالى وهو ( الشيخ محمد عزت الشريف ) له شأنه ومركزه في الوزارة .. فكنت أتباهى به كثيراً وهو يزور مدرستي .. وكثيراً ما كان يعطيني قرشاً فأطير فرحاً .. وأباهي به زميلاتي بالمدرسة .. حيث كانت حالة والدي ما زالت بسيطة .. بل على العكس تراجع الوضع الاقتصادي كوننا نعيش في العاصمة ..
وقبل أن أدخل في الصف الثاني نقل والدي من عمان إلى الخليل - حيث كانت الخليل قبل سنة 67 تابعة سياسياً للأردن .. ونقلنا من عمان إلى الخليل في وقت تزامن فيه احتلال فلسطين عام 67 ..
وأخذت حياتي منحى مختلف تماماً عما كنت أعرفه ..
فكان السكن الجديد هو بيت جدي المتوفى وفيه جدتي التي أتعرف عليها لأول مرة ومن ثم شهدت بأم عيني أحداث النكسة والحرب وكل ما يتبعها من أهوال .. كان عمري آنذاك ثماني سنوات .. ولا زلت أذكر الكلمات الخطابية الموجهة للشعب ( كلوهم بأسنانكم ... بأظافركم .. ) وكم كنت أحاول أن أفسر هذه الكلمات وأتساءل .. كيف نأكلهم بأسناننا ؟ ..
كانت الأجواء المدرسية غريبة عما ألفت في الأردن .. فأطفال فلسطين يختلفون .. حيث كانوا أكثر وعياً وأكثر نضجاً .. فوجدت نفسي بين أطفال يعرفون ما لا أعرف .. ولديهم ثقافة مختلفة .. حتى الأغاني المشتعلة بالثورة والمحرضة - عبر محطة منظمة التحرير الفلسطينية الإذاعية التي كانت تبث من إحدى الدول العربية - هي المحطة الأكثر استماعاً لدي أكثر أبناء الشعب .. وشيئاً فشيئاً بدأت أتشرب حب الوطن على أيدي زميلاتي الصغار بالمدرسة .. وما أن وصلت الاعدادية حتى صرت في الصفوف الأوائل للمسيرات والمظاهرات المناهضة للاحتلال وممارساته البشعة . .. وفي الصف الثالث الاعدادي أصبت بشظايا قنبلة في رجلي .. ونزفت لأكثر من ساعة وأنا أهرب من منطقة الحدث حتى مكان سكناي .. وكم كان والدي يفتخر بي ويشجعني ولم يكن يعارض أبداً مشاركتي في المظاهرات ...
لا أدري .. لمَ كنت الوحيدة من بين أخواتي السبعة التي اكتسبت هذه الصفات .. لدرجة أن والدي كانا يعتبراني الأخ الرابع لإخوتي الثلاثة ..
كنت شخصية محبوبة ومؤثرة في المدرسة ولأنني ذكية وجميلة ومتفوقة ووهبني الله نعمة الخط الجميل كنت أساعد معلماتي في كتابة اللوحات ومجلات الحائط .. وكنت جريئة فأشارك في عرافة الحفلات والتمثيل في المناسبات الوطنية في المدرسة ..
تزوجتْ أولى أخواتي وعمرها ستة عشر عاماً .. تلتها الثانية وبنفس العمر .. ولما صار عمري خمس عشرة سنة تزوجت بقريب لنا .. كان مريضاً بمرض نفسي صعب .. ولم نكن نعرف عن مرضه .. حيث أنه جاء من الخارج ونحن تحت الاحتلال لا نغادر البلد .. لم أمكث في بيت الزوجية سوى أربعة أشهر أو أقل .. كنت أفطر على الضرب وأتغدى وأتعشى وأتحلى .. ولم أكن أشكو لأحد نظراً لأنني بعيدة عن أهلي لكنني وبرغم هذا كنت أتابع الذهاب إلى المدرسة وحصلت على علامات جيدة جداً ..
وفي إحدى المرات وزوجي يضربني بقسوة والدم يسيل من فمي وأنفي .. عرف الجيران بالقصة ... فنقلوا إلى والدي ما يسمعونه من بكاء وصراخ ..
فأرسل والدي من يتحسس الأمر حيث أن والدة زوجي لم تكن تسمح لي بمخالطة الجيران .. ولأنه يشك في كل حركة من حركاتي كنت أتلاشى الصدام معه .. وعاد الرسول بالخبر اليقين يحمل إلى والدي كل أخباري .. فأرسل يطلبني بحجة أن والدي مريض في المستشفى يريد رؤيتي ..
عندها فقط سُمح لي بزيارة أهلي فجئتهم وأخبرتهم بكل ما يجري .. عندها لم يكن هناك حل سوى الطلاق ... وعدت بعد ذلك أستكمل دراستي مع زميلاتي اللواتي تركتهن قبل الزواج ..
بعدها سارت الحياة بي .. لكنني تعلمت الكثير خلال هذه التجربة الفظيعة ..
في الصف الثاني ثانوي .. أصبت مرة أخرى برصاصة في رجلي الثانية أثناء مشاركتي في أحداث جرت مع المستوطنين في الحرم الابراهيمي الشريف .. حيث داهمت قوات كبيرة من المحتل الاسرائيلي أروقة الحرم وأغلقوا الأبواب وبدؤوا بإطلاق الرصاص على أقدام المتظاهرين شباباً وصبايا ..
وبعد فترة احتجاز طالت لأكثر من خمس ساعات من التعذيب .. سمحوا لنا بمغادرة الحرم .. وكان وقتها منع للتجوال .. فعدت إلى البيت أنزف .. نقلت بعدها إلى المستشفى وأجري لي اللازم من العلاج ..
في هذه الأثناء كان الأهل بانتظاري وهم يعرفون أنني من ضمن المحتجزين .. فصاحت عمتي تقول ( للبيت رب يحميه ) .. وعنفتني بقوة على ما فعلت ..
هذا بالطبع لم يثنيني عن المواصلة بنفس الدرب .. إلا أن الضغوط كانت كبيرة لألتزم في دراستي حيث أنني اقتربت من الثانوية العامة وعلي أن أجد في دروسي ... وفعلاً نجحت ..
هذه القصة كان لها الأثر الكبير في حياتي الأدبية حيث كتبت ولأول مرة موضوع ( صرخة أنثى ) وكان عمري وقتها فقط ستة عشر عاماً .. وهذا نصه :

( صرخة أنثى )

رفض ما يسمونه ربُ الأسرة , ثم رفضت الأم من بعده
أن تقول الصغيرة : أين حريتي ؟!
قال , ثم قالت : أنت أنثى !
وقالوا : أتركي الحال لمن فيه , فللبيت ربٌ يحميه
لم تكترث لما قالوا , وأصرّت على المضي في المسير
هنيهات
وانهال الجميع بسياطهم على موطن الكلمات التي تقول
وأضافوا : أنتِ لستِ كما نريد !
ضمـّتْ على نواة الجرح في صدرها , ثم وقفت بصمت وبلا حراك من غير أن تجيب ..
وراحت أيامها تزحف وسط غابة مزدحمة بالرجال
والنساء والألسنة
لكن الصمت !
أبى أن يخضع للصمت , فتكلم الصمت في ذاتها :
لا وألف لا ! أريد أن أكون , ما أريد أن أكون .
إن عيون تلك الطفلة الشامخة , التي كانت قد رسمت بالأمس
طريقها بجملة - أين حريتي -
عادت اليوم لترسم الطريق الأوسع للخلاص من القهر
ومن ترديدهم جملة - أنت لست كما نريد -
تلك الجملة التي يرددونها في كل مناسبة
ومن غير مناسبة وتناقلتها أفواههم عبر الأيام
ثم أسموها عادات وتقاليد
ها هي اليوم بابتسامتها واصرارها تعود
وتؤكد - سأكون ما أريد أن أكون -
ولا زالت تناضل ))))



... أستكمل ما تبقى فيما بعد ..أرجو ألا تملوني

تحية ... ناريمان