عرض مشاركة واحدة
قديم 04-19-2012, 10:49 PM
المشاركة 5
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
س2 - أريد أن أعود بكِ في سؤال إلى بدايات التكوين...هل صدف أن قصت عليك والدتك كيف كانت ظروفها اثناء الحمل بك؟ أي كيف كانت ظروف الحمل وأنت جنين؟ هل مرت الوالدة بتجربة صادمة مثلا خلال فترة الحمل تلك؟ ام كان الحمل طبيعيا؟ وكم كان عمرها اثناء الحمل بك؟

س-3 كيف تصفين ظروف العائلة الإقتصادية قبل الولادة وأثناء الطفولة؟ وما طبيعة عمل الأب وما هي طباعه:هل كان مزاجيا ً؟ هل كان شديدا ً صعبَ المراس؟ أم متسامحا ً؟؟ هل كان كبير السن عند الولادة؟ هل كان متواجدا ً أثناء الطفولة؟ وهل كانت الأم تعمل وما طبيعة عملها في حينه؟ وكيف تصفين مزاجها؟


بالنسبة لظروف الحمل فكانت اعتيادية كباقي النساء .. إلا أنها كانت تتعب فترة الحمل قليلاً بسبب ما يُشاع في عالم النساء عما يسمى ب ( الوحم ) .. حيث حملت أمي لأكثر من خمس عشرة مرة .. لكنها فقدت خمسة منهم , ثلاثة قبل الولادة واثنتان بعدها .. وبقي من المجموع عشرة .. سبع بنات وثلاثة أولاد .. ويعتبر ترتيبي الرابعة .. من بين البنات والأولاد .. فأول خمسة في العائلة كنّ إناثاً وهذا بالتأكيد مزعج في تقاليد عالمنا العربي ... وكم كانت أمي تروي أنها وأبي كانا ينزعجان من تتالي البنات في العائلة .. وفي كل مرة يدعوان الله تعالى أن يرزقهما بالصبي ..ومع ذلك كنت الأسعد حظاً بينهن لأن البنت التي كانت قبلي توفيت والتي بعدي توفيت .. حتى أحبتني أمي وأحبني أبي وبدا ذلك واضحاً حتى وأنا في هذي السن من عمري ... أما عمرها عندما أنجبتني فكانت صبية وبالتقريب في العشرينات .. أما أبي فكان في الثلاثينات ..
ومن البديهي أن تكون الحياة الاقتصادية بسيطة جداً فأبي موظف بسيط راتبه بالكاد يكفي للنفقات الضرورية جداً من طعام ومسكن وملبس وعلاج .. وأعتقد أن هذا أحد الأسباب التي جعلت منه عصبي المزاج جداً جداً .. فكان يثور لأتفه الأسباب وخاصة بعد انتهاء الراتب مباشرة .. حيث كان يعمل في العاصمة عمان ويعود كل يوم إلى السلط مكان السكن .. وهذا ما يزيد من مصاريف النقل .. وحسب روايات أمي أنه لم يكن يطيق بكاء الصغيرات .. وبرغم عصبيته الشديدة إلا أنه كان عطوفاً رقيق القلب يحمد الله على ما رزقه ويبكي كثيراً ليرزقه الله بالصبيان ...
الكثير من الحكايا ترويها أمي عن سهرها طوال الليل على ماكينة الخياطة تحيك لنا الملابس .. وأحياناً كثيرة تقصّر ملابس الكبيرة لتناسب الصغيرة .. حتى نبدو بأجمل صورة وأحلى لباس ..وهذا ما يؤكد أنها ست بيت مدبرة .. وكثيراً ما كانت تستشهد بالمثل الشعبي القائل ( الرجل جنّى والمرأة بنّى )
حتى رزقه الله بأول الصبيان بعد خمس بنات .. كانت فرحته لا توصف .. ومنذ تلك اللحظة .. بدأت معاملته للصبي تختلف عن البنات .. فكل ما يقوله الصبي صحيح وكل ما يفعله مقبول .. وكبرنا وحكاية التفوق الذكوري على الأنوثة تكبر معنا ..


......