عرض مشاركة واحدة
قديم 04-19-2021, 01:46 AM
المشاركة 12
عبد الكريم الزين
من آل منابر ثقافية

اوسمتي
الوسام الذهبي الألفية الرابعة الألفية الثالثة وسام الإبداع الألفية الثانية التواصل الحضور المميز الألفية الأولى 
مجموع الاوسمة: 8

  • غير موجود
افتراضي رد: المأساة من منظور فلسفي
المأساة حقيقة من حقائق الحياة الإنسانية، وتتبدى في حالات كثيرة تعبيراً ساطعا عن مأزق الوجود الإنساني ذاته ، وقد ذهب البعض من دارسي الفكر إلى القول بأنها الجوهر الأصيل للتجربة الإنسانية، فهي كما يؤكد هؤلاء ميزة تضعه فوق الكائنات الحية وتجعله في مرتبة أعلى منها.
والمأساة عادة ما تستدعي إلى الذهن ثلاثة مفاهيم، فهناك المسرح المأساوي الذي ابتدعه اليونانيون القدماء ونقل لنا التاريخ رموزه الكبيرة، وهناك كذلك التعريف الذي يضفي صفة المأساة على بعض الحوادث المروعة التي تصيب أفرادا على نحو مفاجئ، وهناك مفهوم آخر للمأساة تهتم به الدراسات الفلسفية وهو تحديداً المنظور المأساوي للحياة.
تحية طيبة
ارتبطت المأساة في نشأتها بالصراع بين الآلهة الوثنية، أو بينها وبين البشر ، أو بين البشر أنفسهم ، ولعل ملحمتي الإغريق: الإلياذة والأوديسا خير من يمثل ذلك الموضوع ، وتجلت أيضا في الديانة المسيحية من خلال تضحية المسيح، ابن الله حسب معتقدها الباطل - تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا- ثم مع عصر النهضة ومابعدها حيث ترسخت فكرة صراع الإنسان مع نفسه ومع واقعه الخارجي باعتباره مركز الاهتمام الأول في الكون.
و إن كان النقاش يدور حول المأساة فلا يعدو أن يكون الأمر نقاشا فلسفيا، فالمسلمون ليس لديهم مفهوم" مأزق وجود إنساني"، كما أن المصائب والمآسي مرتبطة في الإسلام بالعالم الأخروي ، باعتبارها ابتلاء و قدرا، يجب الرضى به ، ويكون جزاء الإنسان في الدنيا أو الآخرة على قدر صبره واحتماله.
جزيل الشكر لطرحك هذا الموضوع الفلسفي المهم.
تحياتي وتقديري.