عرض مشاركة واحدة
قديم 08-31-2010, 02:04 AM
المشاركة 38
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي


المشهد الرابع عشر من مشاهد الرحلة الى المقابر
( وصف ملك الموت ) **



ووصف رسول الله صلى الله عليه وسلم ملك الموت
عزرائيل عليه السلام في حديث الإسراء فقال :
ثم رأيت ملكا عظيم الخلقة والمنظر قد بلغت قدماه تخوم الأرض السابعة ورأسه تحت العرش
وهو جالس على كرسي من نور والملائكة بين يديه
وعن يمينه وعن شماله ينتظرون أمر الله عز وجل
وعن يمينه لوح وعن شماله شجرة عظيمة
إلا أنه لم يضحك أبدا-
فقلت : يا أخي يا جبريل من هذا ؟
قال جبريل عليه السلام : هذا هازم اللذات ومفرق الجماعات ومخرب البيوت والدور ومعمر القبور
وميتم الأطفال ومرمل النساء ومفجع الأحباب
ومغلق الأبواب ومسود الأعتاب وخاطف الشباب
هذا ملك الموت عزرائيل
فهو ومالك خازن النار لا يضحكان أبدا
أدْنُ منه فسلـِم عليه –
قال عليه السلام : فدنوت منه وسلمت عليه
فقلت : يا أخي يا عزرائيل – هذا مقامك ؟
قال : نعم منذ خلقني ربي إلى قيام الساعة
فقلت : كيف تقبض الأرواح ؟ وأنت في مكانك هذا ؟
قال : إن الله أمْكنني من ذلك وسخر لي من الملائكة
خمسة الاف أفـرّقهم في الأرض
فإذا بلغ العبد أجله واستوفى رزقه
وانقضت مدة حياته ..
أرسلت اليه أربعين ملكا يعالجون روحه
فينزعونها من العروق والعصب واللحم والدم
ويقبضونها من رؤوس أظافره حتى تصل الى الركب
ثم يريحون الميت ساعة
ثم يجذبونها الى السرة ( أي الروح ) ثم يريحونه ساعة
ثم يجذبونها الى الحلقوم فتقع في الغرغرة
فأتناولها وأسلها كما تسل الشعرة من العجين
فاذا انفصلت من الجسد جمدت العينان وشخصتا
لأنهما يتبعان الروح
فأقبضها باحدى حربتي هاتين
واذا بيده حربة من نور وحربة سخط
فالروح الطيبة يقبضها بحربة النور ويرسلها الى عليين
والروح الخبيثة يقبضها بحربة السخط ويرسلها الى سجين وهي صخرة سوداء مدلهمّة
تحت الأرض السابعة السفلى
فيها أرواح الكفار والفجار
قلت وكيف تعرف حضر أجل العبد أم لم يحضر ؟؟
قال : يا محمد ما من عبد إلا وله في السماء بابان
باب ينزل منه رزقه .. وباب يصعد اليه عمله ..
وهذه الشجرة التي عن يساري ما عليها ورقة
إلا وكتب عليها اسم واحد من بني آدم ذكورا واناثا
فاذا قرب أجل الشخص..
اصفرت الورقة التي كتب عليها اسمه
وتسقط على الباب الذي ينزل منه رزقه
ويسودّ اسمه في اللوح
فأعلم أنه مقبوض .. فأنظر اليه نظرة يرتعد منها جسده ويتوعـّك قلبه من هيبتي فيقع في الفراش
فأرسل اليه أربعين من الملائكة يعالجون روحه
وذلك قوله تعالى :
( حتى اذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون )
قلت : يا أخي يا عزرائيل أرني صورتك التي خلقك الله عليها وتقبض فيها الأرواح ؟؟
قال : يا حبيبي لا تستطيع النظراليها
فقلت : أقسمت عليك إلا فعلت ؟؟
واذا بالنداء من العلي الأعلى : لا تخالف حبيبي محمداً
فعند ذلك تجلـّى ملك الموت في الصورة
التي يقبض فيها الأرواح
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
فلما نظر ملك الموت الي وجدت الدنيا بين يديه كالدرهم

بين يدي أحدكم
يقلبه كيف يشاء
فارتعد قلبي ورجف منه
فوضع جبريل يده على صدري فرجعت روحي الي وعقلي
فقال جبريل : يا محمد ..
( ما بعد القبر إلا ظلمة القبر ووحشته وسؤال منكر ونكير)

= وذكر في بعض الأخبار أن سليمان عليه السلام
دعا الله تعالى وسأله أن يريه ملك الموت
وأن يلبسه من القوة حتى يكلمه
فبينما هو قاعد ذات يوم على سريره
اذ خرج رجل من جنب السرير ليس يراه أحد إلا سليمان
فقال : يا عبد الله ما أدخلك داري ؟
فقال : أدخلنيها ربها
أدخلني من هو أملك لها منك ومني
فعلم سليمان عليه السلام عند ذلك أنه من ملائكة الله
فقال له : من أنت من ملائكة ربي ؟
قال : أنا ملك الموت –
قال : فسمعوا من كلامه جلبة فصعق سليمان من خوفه
ومن كان معه في البيت
فقال ملك الموت : يا رب ان عبدك سليمان ونبيك
سألك أن تأذن لي بالدخول عليه
وقد بلغ من خوفه ومن معه ما ترى
فألبسه من القوة ما يطيق النظر الي
فأوحى الله تعالى الى ملك الموت
أن ضع يدك على صدر سليمان ففعل
فأفاق سليمان ومن معه باذن الله تعالى
قال سليمان : يا ملك الموت أترى خلق الله في السموات والأرض مثلك ؟
فقال ملك الموت : يا نبي الله والذي بعثك بالحق
ان رجلي الساعة على منكبي ملك وذلك الملك هو الموت
قد خرق قرناه السموات السبع
وارتفع فوق مسيرة ألف عام ورجلاه
قد جاوزا الثرى بخمسمئة عام فاتحا فاه
رافعا صوته بالتهليل والتقديس والتسبيح باسطا يديه
لو أذن الله له أن يقبضهما الى صدره لضم السموات وما فيهن وما عليهن خلا العرش
وأن فوقه ملكا قائما قد أدخل رجليه تحت منكبي هذا الملك
وهذا من فوق مسيرة ألف عام فاتحا فاه
وأن شفته العليا ملتصقة بالعرش
والسفلى تحت الثرى
لو أذن الله تعالى له أن يضع شفته العليا على السفلى
لأطبق ما بينهما في جوفه
فقال سليمان عليه السلام : يا ملك الموت اكفف عني
فلقد وصفت أمرا أتخوف أن تطير روحي
ولا تثبت نفسي .. ولا أطيق سماعه ..
فكف ملك الموت
فعندها قال سليمان عليه السلام :
يا رب متى ألتقي مع الأحبة؟؟
يا رب قد أحببت لقاءك والراحة من الدنيا-
وهذا كان سبب موت سليمان عليه السلام

= عباد الله تذاكروا أعماركم قبل الفوت
وتأهبوا لأهوال غصص الموت ولا تتمنوا الموت
فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( لا تتمنوا الموت فإن هول المطلع شديد وان من سعادة المرء أن يرزقه الله تعالى الانابة اليه ويطيل عمره )
فانا لله وانا اليه راجعون على من طال عمره وساء عمله
ولا تنفعه الموعظة
فمن كان منكم كذلك فقد عظمت خسارته وما ربحت تجارته

فسلام عليكم أهل مضايق اللحود ومطاعم البلاء والدود
ما أبعد سفركم وما أوحش طريقكم
فليت شعري ما حالكم ؟؟
نعت نفسها الدنيا إلينا فأسلمت ** ونادت ألا جدّوا الرحيل وودعـت
ورمت مطايانا الى برزخ البلى ** وساقت بنا سوقاً حثيثاً فأسرعت
سلام على أهل القبور أحبتي ** لقــد بليـت أجسامهــم وتقطعـــــت
فما موت الأحياء إلا ليبعثوا ** يقينا وتـُجزى كـــــل نفس بما سعتْ


إلى هنا انتهى المشهد
ألقاكم في المشهد التالي في الغد القريب بإذن الله تعالى
هذا إن عشنا ليوم الغد .. لا تنسوني من الدعاء



.......يتبع
أختكم في الله ...ناريمان