"خرجوا للمطالبة بإصلاح المصابيح العامة" بمعنى الإصلاح الشامل الذي ترمز إليه "المصابيح العامة" ضياء الخير والنماء، فانبرت أعمدة الماء لإخماد حرائق النفوس التواقة لملامسة أنوار الازدهار كخيبة أولى، تلتها مباشرة خيبة ثانية أعدت فيها الغرف المظلمة على وجه السرعة لمعالجة كل المصابين بأشعة الخلاص المضرة بمشاعر الغوغاء. لم تنفع خراطيم المياه من إطفاء الجمرة المتقدة في الدواخل ولا الأقبية الدامسة من محو أثر الانبلاج في المهج الحالمة. فكانت مأساة التواقين وملهاة القابضين... أحسن قلم الأخ محمد فاضل حبكها بلمسة ساخرة موفقة، شتان ما بين الطلب والاستجابة، فالإضاءة أعطت بللا جهرا وحلكة سرا. دمت متألقا ومبدعا. اخوكم عبد الحميد.