عرض مشاركة واحدة
قديم 10-12-2012, 08:19 PM
المشاركة 61
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
س10 – ما هي ابرز السمات والصفات التي تتصف بها نريمان الشريف؟ هل تعتقدين أن لديك شخصية قيادية؟ هل تمتلكين كرزما؟ وهل تعتبرين شخصيتك مؤثرة؟

أعود الآن لأكمل الاجابة على هذا السؤال ..
من حمد الله تعالى .. لي قلب رقيق أفتخر به .. وأعتبر هذه من أهم ميزاتي الشخصية .. فكم يرق قلبي على كل مظلوم ..وكم أشعر بالضعف عندما أواجه مظلوماً ولا أملك القدرة على نصرته .. ويظهر هذا جلياً وبشكل واضح ويشهد له الجميع عندما أقدم برنامج ( رغم القيد ) ذلك البرنامج الذي لا زلت أقدمه حتى الآن منذ أكثر من ست سنوات .. فكم مرة بكيت على الهواء مباشرة وسمع الأسرى نحيبي على الإذاعة وهم يستمعون إلى البرنامج .. وهذه المشاعر تنقل إلي أولاً بأول عن طريق الرسائل التي تصلني من الأسرى من داخل السجون .. وأذكر ذات مرة أن أحد الأسرى ومن المحكومين محكوميات تزيد على عشرين مؤبداً أرسل لي رسالة إلى أمه وطلب مني أن أقرأها لأمه بالنيابة عنه ..
وكانت الرسالة تفيض ألماً وشوقاً ووجعاً وحنين .. وعندما وصلت إلى جملة ( أذكرك أمي وأنت تغادرين السجن بعد زيارتي وأنت تزيحين بوجهك حتى لا أرى دمعاتك .... ) ولم أستطع استكمال هذه الجملة المؤثرة جداً فبكيت وبكيت .. وبعد دقيقة أو اثنتين اعتذرت للأسير عن عدم تمكني من إكمال الرسالة لأنها تستفز دموعي ..
وذات مرة .. أرسل لي أحد الأسرى رسالة يحكي لي فيها عن حال أسير أوشك على العمى لأن إدارة السجون ترفض علاجه وترفض أن يجرى له عملية .. وعندما كانت تزوره أمه كان يخفي عنها أنه لا يراها .. فكانت تسأله : هلى ترى هذه الصورة .. يتصنع بأنه يراها ويكذب عليها حتى لا تشعر بالألم من أجله ..
وفي أحد الحلقات من برنامج الأسرى كنت أحدث الناس عن الأسرى المضربين عن الطعام لأيام زادت على سبعين يوماً .. وبنفس الحلقة نقلت التعازي لأسير ماتت أمه ولآخر مات ولده ولآخر توفي والده ..
فلم أجد نفسي في البرنامج إلا أن صرخت بأعلى صوتي والدموع تختلط بصوتي ( الله أكبر .. الله أكبر موت وقهر وذل والآم ومعاناة وجوع وزنازين وظلم وعمى أيضاً ) ثم قرأت خبر الأسير الذي فقد بصره ولم أتمالك نفسي فوجدتني أبكي أبكي وأبكي بلا توقف .. واضطررت لإنهاء البرنامج وأنا في حالة نفسية متعبة ..
ليس في هذا البرنامج أذرف الدمع وأبكي .. فقد سبق أن تحدثت في برنامج خاص عن السيرة النبوية المطهرة .. وأثناء حديثي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يهاجم من قبائل الطائف والدعاء الذي قاله ( اللهم إني أشكو إليك ضعف حالي .... ) لم أستطع استكمال الدعاء لكثرة تأثري بموقف رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ولا أبالغ إذا قلت أنني كنت أتخيل رسول الله عليه الصلاة والسلام والدم يسيل منه أثناء تقديمي للبرنامج ...

هنا أحمد الله تعالى على قلبي الأسيف .. علماً بأن الاعلام يشدد على أن يكون المذيع صلب القلب ينقل الخبر من غير مؤثرات داخلية منه .. لكنني أختلف مع كل المدارس الاعلامية أياً كانت حول هذا الموضوع .. لأن الاعلامي أولاً وأخيراً هو إنسان يتأثر بالحدث .. وبالعكس كلما عاش المذيع الحالة التي يتحدث عنها كلما كان ناجحاً .. هذه وجهة نظري .. وكثيراً ما اختلفت مع زملائي الاعلاميين حول هذا ..


يتبع ...
تحية ... ناريمان