عرض مشاركة واحدة
قديم 06-04-2022, 11:15 AM
المشاركة 634
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: يوميات ياسَمِين


السبت 4 يونيو 2022

- صحيت من النوم -الذي لم أنمه - مبكرة كعادتي رقم إرهاقي وتعبي من رحلة أمريكا ،قمت من فراشي ببطء وبخطى متثاقلة ، اقتربت من النافذة ونظرت من خلالها، كان الهدوء يسيطر على الأرض، شعرت بكآبة كادت تخنقني ، اعتدت سماع أصوات زقزقة العصافير في الصيف والإنصات إلى حفيف الأشجار عندما تهب عليها نسمات الهواء الحارة الخفيفة والاستمتاع بالنظر إلى السماء الزرقاء الصافية التي تسر الناظرين ، إنه جو وطني الذي أحببته رغم حره وشمسه الحارقة أيام الصيف ..
- فتحت التلفاز فوجدت كآبة غشيتني أكثر ،وحزن شديد انتابني بسبب ما رأيت من أخبار للأطفال الثلاثة الغرقى والذين انتشلتهم فرق الإنقاذ جثثا قد فارقت الحياة ليلة أمس ، الحزن والأسى يخيم أهل الكويت والمقيمين الشرفاء فيها، هكذا هي اللِّحمة الوطنية ومشاركة الشعب ببعضه في السراء والضراء ، وأيضا خبر آخر هزَّ بدني ، زلزال قوي بقوة 5.6 درجة شعر بها سكان معظم المناطق داخل الكويت ..
- بما أنني لم أشعر بهذه الهزة القوية ، ( يخرب بيتك هزة أرضية بهذه القوة لا تشعرين بها )إذن يتهيأ لي أنني لم أنم 🤣🤣.
- أغلقت جهاز التلفاز وفكرت بالخروج للترفيه عن نفسي ، ولا شيء يُسعدني غير الالتقاء بأصدقائي من عالم البراءة ، الحب وكياته والمطيورة والباشا ، قررت الذهاب إلى منزلي ، لأراهم …
- وحتى أقف على آخر التطورات في تركيب الأثاث استعدادا للعودة ..
- نزلت إلى قاعة المنزل، فإذا بوالدي حفظه الله ينتظرني بوجهه الذي يشع نورا وأمامه صينية بها أكواب صغيرة للشاي ، وبعض أنواع الحلوى والفطائر ، فبادرني بالكلام لما رآني مقبلة عليه :
- كيف حالك يا ابنتي ؟!
- الحمدلله أبي .
- أشار إلي بالجلوس وهو يتأهب لاحتساء الشاي :
- تفضلي ياسمينتي لتأكلي معي من تلك الفطائر اللذيذة ثم أردف:
- هيا أخبريني الآن :
( لمَ لم تخرجي من الباب الذي اعتدتِ الخروج منه في المطار ليلة البارحة؟! ولمَ أنتِ حملتِ حقيبتك ؟
ولمَ أتصل على ياسمينا وجهازها مغلق ولا ترد علي ، ولمَ ولمَ 🙄 تحقيق صباحي من والدي العزيز ، أجبت على كل استفساراته وأسئلته ، وأعقبت عليه بأنني سأستدعي فواز لزيارتنا وأعرض عليه مساعدتي ، بما أن الله أرسله إلي لن أتركه بشرط أن يقتنع هو داخليا بما سأقدمه إليه من مساعدة !
- ما نوع المساعدة؟
- عندما ألتقي به وأتحدث معه في هذا الشأن ويوافق ، سأخبرك وقتها ، لا داعي لأن أسبق الأحداث يا أبي .
- حسنا ، الهنوف سلّمتك بطاقتي الائتمانية؟!
- لم أكن أرغب بفتح هذا الموضوع معك ، وبما أنك أنت من بادرت أود أن أعرف لم فعلت ذلك؟!
- حتى أريحك وأخفف عنك من المسؤوليات أوكلتها هي أن تقوم بذلك !
- 😅 ، لم تفرق معي ، هل تعتقد أنني جلست في البيت رِجل على رِجل وهي من أدّت وظيفتها على أكمل وجه؟! في كل مكان كنت معها وأقود السيارة أيضا ، يعني التعب مضاعف، هي تدفع فقط لا غير 🙄.
- ما علينا ، الحمدلله أنكِ تركتِ البطاقة معها لتتولى أمور الأولاد إلى حين عودتهم..
- أستأذنك أبي سأذهب إلى منزلي وأمر على العمالة هناك ..
- قبل أن تذهبي سأخبرك بأنني عرضت منزلي للبيع، ولا أُخفيك ، كلما عرضوا علي مبلغا ضخما ، كلما عرفت قيمة منزلي ورجعت في قراري ! 🙄
- الود ودي أن تبيعه حتى أضمن أنك ستعيش معي في منزلي طول العمر !
سأذهب الآن ونكمل حديثنا آجلا..
- بعدما ركبت سيارتي اتصلت على فواز وطلبت لقائه بعد صلاة المغرب في منزل الوالد وأرسلت له اللوكيشن ، ارتعب وسألني عن السبب
دائما وأبدا هذا الشاب مرتعب 😂
- حاليا وصلت منزلي ، وليتني لم أزره ، بدأت مشاكل العمالة ، يبدو أن البعض منهم ينتظر عودتي ليشتكي 🥹..
- نعم " عطا " - المسؤول عن طعام الحيوانات أعزكم الله - مابك؟
- الزراع فهيم استلف مني مبلغ 200 دينار ولم يردهم علي منذ ثلاثة أشهر ، وقد حلّ عليه موعد الدفع ، وأسرتي بحاجة إلى هذا المبلغ حاليا .
- هل أخبرته بذلك؟!
- نعم ، أجاب بأنه لا يملكه في الوقت الحالي..
- سأتأكد من الموضوع وأعوضك وأخصم من راتبه ، لا تهتم يا عطا ، اذهب الآن !
- طلبت من لوراسيا أن تُخبر فهيم الزراع بأنني في انتظاره وأريد التحدث معه..( حضر الزراع ودار هذا الحوار بيننا : )
- اجلس فهيم وجاوبني بكل صراحة .
- هل هناك من يطالبك نقودا من العمالة؟!
- تلعثم وقال نعم ، لا
- كيف نعم ، لا ؟!
- اقترضت من عطا مبلغ 200 دينار وأرجعته عليه ، باقي الفوائد بنفس قيمة الاقتراض، لا أملكه حاليا .
- كيف الفوائد ، فهمني!
- هو يُقرض الأغلبية ويأخذ فوائد بنفس القيمة .
- يعني ربا ؟!
- - نعم .
- ولمَ تلجأ إليه إذا كنت محتاجا ولا تطلب مني؟! هل قصّرت معك أو مع غيرك ؟! اذهب الآن ولي حديث معكم جميعا بعد قليل !
- طلبت من لوراسيا أن تُخبر الجميع باجتماع عاجل وأن يتركوا ما لديهم من أعمال وبسرعة ، ليس لدي متسع من الوقت ، سأدخل المبنى لأتابع آخر التطورات إلى أن يجتمعوا جميعا ..

بدأ الاجتماع بعد أن ألقيت التحية على الجميع ، وطلبت منهم بعدم مقاطعتي إلى أن أتمم حديثي :
- نما إلى علمي أن البعض تمر عليه ظروفًا قاسية مما يدفعه إلى الاقتراض من زميله، هذا الفعل ممنوع منعا باتا في منزلي ، من يحتاج منكم يلجأ إلي ، سأدفع راتبه مقدما ، وإن اقتنعت بظرفه سأستثنيه وأعتبر المبلغ هدية مني له ..
- كل واحد منكم اقترض من عطا ، عليه أن يرد المبلغ كما هو ولا يزيد عليه دينارا واحدا ..
- التفتُ إلى عطا قائلة ، الفوائد الربوية لا أقبل بها في منزلي ، فهيم أعاد مبلغ ال200 دينار ، ولن تطالبه بأي مبلغ آخر بعد اليوم ، أفهمت ؟! وأي مشاكل تخلقه بعد أن أترككم ، تذكرتك ستكون معك الليلة وتغادرني فورا !
- تعميم ، إن كان يُطالب أحدكم بأي فائدة لا تعطونه، فقط القرض الأساسي ، وذلك من حقه .
هل هناك سؤال أو استفسار ؟!
- جينا تُخبرني بأنها أعادت المبلغ المقترض مع الفائدة ، هل يحق لها استرداده؟!
- لأ طبعا ، من دفع منكم وانتهى لا يحق له استرداد الفائدة ، أنتم قبلتم من البداية لابد أن تتحملوا جزءا مما يتحمله " عطا" لأنكم مشاركون في الجريمة نفسها ..