عرض مشاركة واحدة
قديم 09-14-2022, 09:32 PM
المشاركة 788
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: يوميات ياسَمِين
يوم الثلاثاء 13 سبتمبر 2022



- مع مغادرة الأولاد اليوم ، كنا قد جهزنا أنفسنا للذهاب بعدهم حيث نحضر طابور الصباح ومن ثَمّ نحضر أربع حصص على التوالي معهم .
- توصياتي لياسمينة كانت كثيرة فأنا أعرفها جيدا وأعرف جُرأتها وفي نفس الوقت عفويتها في تصرفاتها التي ممكن أن تُسبب إحراج لأيٍّ كان ، وعدتني بأن تكون مهذبة وطبيعية وأن تتنافس مع زملائها بروح رياضية ، ففي جميع الأحوال أخبرتها بأن بابا ناصر سيسافر معهم سفرة مدتها أربعة أيام لأي دولة قريبة ، تبدأ بيوم الأربعاء قبل الانتخابات البرلمانية ويوم الخميس إجازة وهو يوم الانتخابات ،بالإضافة إلى يومي الجمعة والسبت ، فرحت وهدأت .
- ولكن للأسف الشديد ، متى ما استقام ذيل الكلب -بلا تشبيه -استقامت تصرفات هذه البنت ☹
- حضرنا طابور الصباح وقبل انتهائه دخلنا الفصل وأخذنا أمكنتنا كانت مرتبة ومنظمة وأسمائنا مدونة على هذا المنوال { أم بنيامين، أم عبدالله ، جد ياسمينه( حتى لا تغضب) أم لؤي وهكذا… وكانت الطاولات مرصصة على حرف الـ(u) بحيث يجلس كل ولي أمر خلف ابنه أو ابنته ..
- الحصة الأولى مادة اللغة العربية ، دخل الأستاذ وحيى التلاميذ ورحب بالحضور ، أدار وجهه نحو السبورة البيضاء وكتب التاريخين بدءًا بالهجري على اليمين والميلادي على اليسار ، بمجرد أن انتهى من كتابة العنوان ، حتى رفعت ياسمينة يدها ( هنا همست إحدى الأمهات بأذن زوجها : شوف إلى الآن المدرس ما سأل وهالبنت رافعة إيدها عشان تجاوب ، بكل مكان واسطة ، تعرف من تكون هالبنت؟ رد زوجها : لا ، منهي هذي ؟! قالت: هي من ( ………….) عشان جذي معلمينها الأجوبة !
( الضغط هنا ارتفع ، كيف يظنون هذا الظن بابنتي ؟! مع ذلك لم أتدخل ولم أدافع عنها ، أجّلت الرد للوقت المناسب ، ربما يأتي وربما لا يأتي☹
المهم عبدالله وبنيامين عندما شاهدا ياسمينة ترفع يدها ، هما أيضا رفعا أيديهما ، واعتقد بقية التلاميذ أنه لابد وأن يرفعوا أيديهم ، خلاصة الكلام البنت عملت ربكة ، الأستاذ مندهش ، أحس الطلبة باندهاشه الجميع أنزل يده ، لكن ياسمينة مصرة لا زالت يدها مرفوعة ، طلب منها الأستاذ أن تتقدم وتقترب منه، وأمام الجميع سألها :
- ياسمينة! ممكن أعرف لم ترفعين يدكِ ، إلى الآن لم أبدأ ولم أوجّه أي سؤال !
- بالأمس أخذنا الدرس الذي عنونته على السبورة ، وكلنا درسناه وحفظناه ونعلم بالأجوبة ، إن كررته الآن على مسامعنا ، لن تعرف أمهاتنا بمستوانا الحقيقي وسيعتقدن أننا ( شُطار) وعندما تُخفض درجاتنا ستُحاسبكم لأنهن حضرن وشاهدن مستوانا ، نريد درسا جديدا ، لم يمر علينا ، وهنا سيتبين المجتهد من غيره .
- اسمعي يا ابنتي ، صحيح أن العنوان هو نفس العنوان لدرس لم ننهِه بالأمس ، اليوم سنكمله!
- أُحيي فيك هذه الجرأة في مناقشتي وأمام الكم الهائل من الحضور (أولياء الأمور) وفي نفس الوقت لن أسترجع ما درسناه بالأمس حتى يقف الجميع على المستوى الحقيقي لأبنائهم ، وأشكركِ على هذه الملاحظة ..
- وعادت إلى مقعدها بكل فخر لأن الأستاذ أيّد ملاحظتها ..
( التفتُ إلى الأم التي ظنت ظن السوء بابنتي وهمست : هذه هي تربية بنات ( …….) وهذه هي أخلاقياتهن ، وليس العكس كما ظننتِ ،
- أعتذر لم أكن أقصد .
- دائما أقول لنفسي : المدرس هو سيّد المكان هو من يُحييه وهو من يُميته ، ولأن الأستاذ كان في قمة النشاط والحيوية انعكس ذلك على التلاميذ ، حتى طريقة طرحه للأسئلة فيها نوع من الذكاء ، أعجبتني طريقة تعامله مع تلاميذه ، فمن يُخفق في الإجابة لا يُشعره بالإخفاق ، يخبره بأن إجابته غير خاطئة ولكن لابد أن تكون هناك إجابات أفضل ..
- حقيقة لم أميّز أولادي عن بقية الأولاد فالكل يشارك والكل يرفع يده والأستاذ يبحث عمن لا يرفع يده، ووقعت عينيه في إحدى الأسئلة التي طرحها على ياسمينة ، فهي تضع يدها على خدها وتحسسه أنها تفكر ، عندما طلب منها الإجابة أجابت مباشرة ، إذن هي تعرف الإجابة وفي نفس الوقت تعرف أن المدرس يسأل من لايرفع يده 😂
- في نهاية الحصة ، طلب منهم وعلى عجالة أن يقف كل واحد وبالدور أن يذكر جملة تبدأ بأنا سعيد أو أنا حزين …
- سأذكر جمل من يخصني فقط ألا وهم أولادي .
- عبدالله( أنا سعيد لأنّ لي أُمّين){ أنا + والدته}
- بنيامين( أنا سعيد لأن جدّي سيُسفّرنا قريبا )
- إبداعات ياسمينة وجملها😥
- ( أنا حزينة ، افتقدتُ أبي عام 2021 وافتقدت أبي الثاني( السائق) 2022 وحزينة جدا ربما أفتقد جدي 2023
( والدي يهمس في أذني : وبعدين مع هالأحفاد واحد يضعني تحت الأمر الواقع( بنيامين) والثانية تفاول علي ☹) كنتُ قد أخفضت رأسي لأمسح دموعي ، لأجدني أضحك على كلام أبي !
( المدرس لاحظ حزني وطلب من ياسمينه أن تغيّر جملتها 🙄)
غيرتها وقالت : أنا حزينة لأن أمّي ستسافر ربما لن تعود مرة أخرى !
لا حول ولا قوة إلا بالله ما بالها هذه البنت ، قلت لأبي ( لاتزعل دارت وفاولت علي هذه المرة😞 )
عندما يئس المدرس من جملها طلب منها أن تبدأ بـ( أنا سعيدة ) !
هنا قالت : أنا سعيدة لأن جدي سيتزوج قريبا من أم عبدالله ..
قمة الإحراج ، حتى أم عبدالله لم تسلم من لسانها😂😂😂😂
هذه الياسمينة في حصة واحدة جابت فينا العيد ، الله يستر من الحصص القادمة 🥹
الغريب بأنها تتحدث بعفوية ولا كأنها أحرجتنا جميعا .

- سارت بقية الحصص من دون أي شيء محرج ، وكان مستوى الأولاد عال جدا خاصة في المواد العلمية
( العلوم والرياضيات ) أما الإنجليزي فأثنى المعلم على لكنة ومخارج الحروف للأولاد فهي مطابقة للمدرسة الأمريكية على خلاف بعض التلاميذ فإن لكنتهم تغلب عليها الطابع البريطاني ..
والجميع أشاد بسلوكهم واحترامهم للحصص ومواظبتهم على الحضور وحل واجباتهم اليومية.
حتى أننا اتفقنا( أنا وأبي وأم عبدالله ) ألا نوبّخ ياسمينة على ما صدر منها اليوم من تصرفات غريبة تجاهنا 🙃

.