الموضوع: انتقام امرأة
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
4

المشاهدات
1161
 
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9


ياسَمِين الْحُمود will become famous soon enough

    غير موجود

المشاركات
35,006

+التقييم
5.45

تاريخ التسجيل
Oct 2006

الاقامة
قلب أبي

رقم العضوية
2028
03-30-2021, 11:08 AM
المشاركة 1
03-30-2021, 11:08 AM
المشاركة 1
درس انتقام امرأة
لاتخش عزيزي القارئ فلن أقص عليك قصة ريا وسكينة، أو حتى تلك التي قسمت جثة زوجها في أكياس الزبالة، فأنا أشفق على أعصابك ولا أتعاطف مع هذا الصنف المتوحش من النساء.نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

إن المرأة التي انتقمت لنفسها تتجلى في صفحات التاريخ الأدبي العربي الحافل بكل نادر وطريف.
إنّها تُدعى "النوار" وكانت إحدى جميلات عصرها ، لسوء حظها انبهرت بشعر الفرزدق وبنفوذه في بلاط الخلافة حين يؤيد أو يعارض، ولأن لها صلة قرابة بالشاعر فإنها أعطته توكيلاً بأن يتولى تزويجها.
أما المفاجأة فكانت أن الفرزدق أعلن أمام الناس كافة أنه زوجها لنفسه!!
صرخت النوار ، بكت، شدت شعرها ، استعطفت، لعنت، سبت، لأنها لا تطيق أن تكون زوجة للفرزدق بما عرف عنه من فظاظة وإسراف في العلاقات النسائية الحلال وغير الحلال ( بتاع كله).
ولكن الفرزدق صمم على أن الزواج قد تم وأنها لهذا لا تستطيع أن تتزوج غيره، في حين ترى هي أن الزواج قام على خدعة، ولهذا فهو زواج باطل مثل زواج( عتريس من فؤادة).
وتجمد الموقف، ولا يجسر أحد على التوسط للمرأة، لأن الشاعر بذيء اللسان، شرس، فلم يكن أمام النوار إلا أن تهرب بجلدها وتنضم إلى زوجة عبدالله بن الزبير في مكة ، وتحتمي بسلطان هذا الأمير.
فما كان من الفرزدق أن لاحقها إلى مكة ونزل في ضيافة ابن عبدالله بن الزبير، وطلب مناصرته عند أبيه.
هكذا انقسم البيت الزبيري المشغول بالاستعداد لحرب بني أمية في قصة حب النوار والفرزدق، وقد تحدث ابن الزبير إلى النوار، وحاول إغراءها بالموافقة على الزواج من الفرزدق على الأقل ليكسب الفرزدق في حرب الدعاية ضد بني أمية.
ولكن النوار كان قلبها غالياً عليها، وكانت عواطفها نافرة جداً ، حتى أنها رفضت شفاعة عبدالله بن الزبير في أمر الحب، والآخر مصمم و"مچلب"أي متشبث وقد أنشب مخالبه في لحم الضحية، ولا يريد أن ينزعها، حتى لقد تجرأ ولمح إلى أنّ ابن الزبير نفسه يماطل في حسم قضية الحب لأنه هو نفسه يطمع في النوار ويريد أن يتزوجها.
فاستحق بذلك "علقة ساخنة" لكنها جاءت بنتيجة، فقد يئست النوار من الخلاص ، فأسلمت جسدها للفرزدق وأسلمت أمرها إلى الله.
ثم بدأت خطة الانتقام، فقد أغرت الفرزدق بأن يحفظ كل أمواله عندها، ويا ويل الزوج حين يحاول أن يقنع زوجته بأنه رجل شاطر ( وماله مثيل)
فقد اجتهد في تحصيل جوائز القصائد وإيداعها في ( بنك النوار) ولم يحتفظ حتى بدفتر شيكات، فلما تكامل له قدر من الثروة، جاء يطلب بعضها، فرفض البنك أن يصرف للعميل حتى يوقع الطلاق علانية أمام العلماء، لكي لايعود إلى الإنكار وسوء التأويل مرة أخرى.
وهكذا تخلصت النوار من قيد الفرزدق…
فغنمت حريتها وأورثت الشاعر حسرات نجدها في كثير من قصائده.