عرض مشاركة واحدة
قديم 03-18-2022, 02:06 PM
المشاركة 517
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: يوميات ياسَمِين
اليوم الجمعة 18 مارس 2022

- دخلت الطائرة أخذت وضعي في الجلوس أغلقت الجوال فتحت الحقيبة لأضع الجواز والجوال أغلقت الحقيبة ، حملتها لأتركها على الطاولة الجانبية، شعرت هناك شيء غريب في الحقيبة، ماهو ؟! لم أكتشف شيئا ، تجاهلت شعوري ، أخذت صحيفة وبدأت أقرأها، بعد ذلك أخذت مجلة المبيعات ، وقع نظري على عطر جديد لم ينزل في أسواقنا، ضغطت على الجرس ، حضرت المضيفة أشرت إلى العطر وأخبرتني بسعره وذهبت كي تحضره لي، في هذه اللحظة اكتشفت الشيء الغريب ولمَ حقيبتي خفيفة الوزن ، المحفظة ليست في الحقيبة، أظلمت الدنيا في عيني ، ليس من أجل العطر، لكن كيف سأقضي يومين في باريس لا أملك حتى يورو واحد، الإقامة ستكون في منزل عمّي ، التجول والتسوق والأهم من ذلك كله الآيس كريم الذي أعشقه من سيدفع لي أجره، بالتأكيد لن أُلمّح لعمي أو خالتي بقصة اختفاء المحفظة، لأنني على يقين سيفتحانها عليّ بحري ، وعزة النفس لدي تفوق البحار والمحيطات ، مستحيل أطلب منهما شيئا حتى لو كان سلفا..
- جاءت المضيفة وقطعت حبل أفكاري واعتذرت لي وقالت آخر واحد تم بيعه في الرحلة السابقة ، قلت لا بأس ، أول موقف لي انتهى بسلام ولله الحمد ..
- أكملت التفكير بمقتنيات المحفظة ، لن أوقف البطاقات فكلها تحمل أرقاما سرية ، والفترة قصيرة لا تتعدى اليومين ، والبطاقة المدنية، ممكن استخراج بدل فاقد ب20 دينار، ماذا أيضا ؟!!!!! لا نقود داخل المحفظة ، والمحفظة صحيح أنها ثمينة لكنها تتعوض، أراوح غالية علينا غادرتنا ولن نعوضها ، هيا ابتسمي ولا تحزني من أجل محفظة ضاعت !
- ممكن أجد حلا وببساطة ، لكن لن أُقلق راحة أبي ، بإمكانه تحويل أي مبلغ عبر الويسترن يونيون وأستلمه بواسطة الجواز ، لكن لن أفعل ، يجب علي أن أعتاد السير بدون نقود ، هو شعور سيئ ، لكن سأجازف لأستوعب المشاكل التي ستصادفني ، وأظن أولها عامل المطار الذي سيساعدني في حمل الحقيبة، هذا إن وُجد ، ففي أغلب الدول الأوروبية ،لا يوجد من يحمل للمسافرين الحقائب …
- هبطت الطائرة، انتهيت من إجراءات المطار ، وأنا أسير في ممر المطار هناك مشكلة أخرى ستصادفني أجرة التاكسي :( ، إن استدعى الأمر سأعطيه الخاتم الذي يزين إصبعي ، خرجت من صالة المغادرين لأجد أحدهم يحمل بطاقة بإسمي ، كان السائق الخاص لعمي، آخ لو يعلم من يقرأني الآن شعور الفرحة بداخلي ، تنفست الصعداء وركبت معه ، هذا الموقف الثاني وينتهي بسلام لله الحمد…
- أخذني إلى محطة القطار وقبل أن يقطع التذاكر قال لي : أرجوك لا تحرجيني مع أقربائك كل شيء مدفوع ( مسكين لا يعلم بأنني سيدة فقيرة لا أملك شيئا في حقيبتي) ووصلنا إلى منطقة نيس الفرنسية حيث السكن الخاص بالعم والد المرحوم …
الأمور طيبة لا يوجد آكشن إلى الآن 😂
- استقبلاني بحفاوة ورحبا بي وعبّرا عن شعورهما بأن ابنهما موجود معهما في هذه اللحظة ، هنا لم أتمالك نفسي وأجهشت في البكاء 😢
- اعتذرت مني خالتي وأخبرتني بأنهما لا يقصدان تذكيري به، فقلت : هو لم يغادرني حتى أتذكره ، ولكنني أتظاهر بأن الحياة تسير في حين أن الحياة توقفت عندي بعد رحيله..
- غيّر عمّي الموضوع وتركنا ليعود ويده خلف ظهره وطلب مني أن أتعرّف على المفاجأة التي يُخبئها لي خلف ظهره.
- وبعفوية قلت وبعلو الصوت " محفظتي"!!!!!
- نظرا إلى بعضهما وتساءلا ، هل أضعتِ محفظتك؟!
- كلا ، إنها معي ، أقصد محفظتي التي ضاعت هنا في آخر زيارة لي مع المرحوم ..( أستغفر الله لأول مرة أكذب وفي يوم الجمعة، يارب سامحني، أنت وحدك تعلم ما بداخلي لا أريد من أحد أن يمدّ يده لي حتى لو كان عزيزا على قلبي وقريبا منه ..)
- أرِني عمي ما المفاجأة التي تُخبئها خلف ظهرك ؟!
- أووووووووه أجمل مفاجأة ( غزل البنات) اشتراها لي من المطار عندما تأكد بزيارتي لهما، كان المرحوم أثناء زيارتنا لهم بعد الغداء يذهب ويشتري لي غزل البنات..
- جلسنا وتناولنا أحاديث جميلة ورائعة وكيف لا تكون جميلة وهي تخص الأولاد ؟!
- بعد ذلك طلبت منّي خالتي أن أقف وأدور قليلا ، أعجبها جدا البالطو الذي أرتديه ودار هذا الحوار:
- ياسمين ، البالطو لفت نظري راقي جدا ومن المخمل الأسود الزاهي غريب شكله ، لأول مرة أشاهد هذا الموديل من أسفل يأخذ شكل البف، أريد نفسه، من أين اشتريتيه..
( وضعتني في موقف محرج جدا ، إن قلت لها آخر قطعة ستعتقد أنني لا أريدها أن تشتري وترتدي نفس ما أرتديه،..)
- نزعته وقدمته لها ، قلت والله لو تسمعي قصة هذا البالطو ستضحكين ، أولا، لا يغلى عليكِ ، ولأنه آخر قطعة كانت سأقدمه لكِ)
- حلفت برأس المرحوم ألا تأخذه وقالت أنت قياسك وسط وأنا لارج ، وحتى إن كان قياسي فعليكِ أجمل ، فعليك بألف عافية.. والآن أخبريني ما قصته ؟!
- شهر ديسمبر كنت في البحرين بضيافة مرايم آل خليفة تسوقت في مول العالي ، اعجبني البالطو ولَم يتخيل لي أن سعره فقط 15 دينار ، أردت قطعة ثانية مثله أخبرتني البائعة أنها آخر قطعة واسم المحل " Mosa” دفعت وجلست في إحدى الكافيهات وأناظر الكيس بعد أن استوعبت أن السعر ليس 15 دينار بل 130 دينار على ما أعتقد أو 150 دينار لا أذكر بالتحديد ، بإمكاني إن أردت الاتصال بصاحبة المحل ، ربما أتت بقطع أخرى فمعي رقمها !
- أتمنى ، دخل مزاجي البالطو كثيرا ..
وتم الاتصال بالمحل ودار هذا الحوار أمام خالتي في وضع سبيكر :
- ألو من معي ؟! فاطمة
- نعم ، أهلا ياسمين
- وكيف عرفتِ أنا ياسمين ، أول مرة أهاتفكِ.
- فور خروجكِ من المحل احتفظت برقمك وسيفتها ..
- تذكرين البالطو الذي اشتريته منك بسعر 150 دينار بحريني تقريبا .
- لا أتذكر شكله ، ممكن أن ترسلي لي صورته؟!
( بعد أن أرسلت الصورة )

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

- للأسف ياسمين هي قطعة إيطالية واحدة وكانت من نصيبك .
- شكرا فاطمة ..
( هنا ارتحت كل شيء حدث أمام خالتي ، فلست ممن لاتحب أحد أن يشاركها ارتداء نفس الملابس) …
وأثناء حديثي مع فاطمة كانت خالتي تتفحص البالطو وتضع يدها في الجيوب وفتحته ولاحظت أيضا في جيب داخلي وضعت يدها بداخله لتخرج محفظتي التي افتقدتها، وقالت:
- وجدتها ، إذن كانت ضائعة ؟!
- لا ، أعلم بمكانها ، حتى تكون العملية سريعة في الدفع تركتها في الجيب الداخلي ..
( الحمدلله ، كل الأمور طيبة ، لأن كل صدقة أدفعها تأتي أمامي أينما كنت…)