الموضوع: دروب وندوب
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-10-2022, 05:22 AM
المشاركة 2
ثريا نبوي
المراقب اللغوي العام
الشعراء العرب

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية التميز الألفية الأولى القسم المميز شاعر مميز المشرف المميز 
مجموع الاوسمة: 8

  • موجود
افتراضي رد: دروب وندوب

هل تَرُدُّ الأيامُ حدْبَ الزّمانِ
يُمطِرُ النّاسَ بالهنا والتّهاني

والليالي تبثُّ سحرَ شذاها
حالماتٍ مُهَفْهفَاتٍ رَوَاني

كم حبتْ هذه الحياةَ حياةً
تملأُ الأرضَ بالسّنا الأُرجُواني

ونسيمُ الربيعِ يوقظُ أحلاماً
= ودنيا من غمْرةِ الأحزانِ

وتناهى إلى الحقولِ فألوتْ
نثَّةُ العطرِ في الغُصونِ اللِّدانِ

وإذا الكونُ بهجةٌ واحتفالٌ
في رياضٍ مُخْضَلَّةٍ وجِنَانِ

لهفَ نفسي على زمانٍ تولّى
شاعريٍّ وأُمسياتٍ حواني

المسافاتُ بيننا شاسِعَاتٌ
ودروبُ الهوى بلا عُنوانِ

أين ذاك الجنى يلوحُ شهياً
في العناقيدِ والقُطوفِ الدَّواني

في الجمالِ النَّديِّ والأملِ الباسمِ
= والحُبِّ الصّادقِ الرُّوحاني

مرً كالظلِّ في الهجيرِ، وأغْفى
ألقُ الوردِ في الثُغورِ الحسانِ

أيُّ روحٍ طغى عليها انقباضٌ
أيُّ جدبٍ يمتدُّ للأبدانِ

في الحنايا يدُبُّ شيئاً فشيئاً
وإذا بالقلوبِ منه تُعاني

إيهِ عهدَ الصِّبا أليسَ حراماً
أنْ يعيشَ الإنسانُ في التَّوهانِ؟

يا لعيْنَ الشَّقاءِ تجري دموعاً
ودماءً دفَّاقةَ الجريانِ

كيف يستوطنُ الصدورَ اكتئابٌ؟
وإذا البؤسُ والرَّجا سِيّانِ!!

مسَّ كفُّ الحرمانِ قلباً بريئاً
يتلهّى بضاحكاتِ الأماني

ربِّ رحماكَ أنتَ وحدَك تدري
كيفَ يحيا الرَّجاءُ في الوجدانِ

شعر / الحسين الحازمي
الإثنين 1444/5/11

رووووعةُ الشكوى شِعرًا بليغًا يرسُمُ الكونَ بيراعةِ العتابِ لرياحِ التغيير
تلك التي هَبّت أعاصير
لتذروَ الجمالَ والأمان؛ فلا تُبقي لنا سوى الحِرمان
تحية لشعرٍ مُقيمٍ وليس عابرَ سبيل