عرض مشاركة واحدة
قديم 06-09-2023, 11:10 PM
المشاركة 15
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: تعقيبات على كتب العروض
قال فانديك في محيط الدائرة: (وبيت التلم قول الحماسي:
إِن كانَ ما بُلِّغتَ عَنّي فَلامَني.= صَديقي وَسُلَّتْ مِن بدَيَّ الأَنامِلُ). [ص: 31].
وَرَدَ في كلام فانديك الأمريكاني، تصحيفات عِدَّة، فقوله: (التلم) تصويبه: الثلم (الخرم)، وهو سقوط أول الوتد المجموع من أول تفعيلة الحشو، وهو هنا الفاء من فعولن، فتصير: عولن، ثم تنقل إلى: فعْلُنْ؛ تحسينا للفظ.
والثلم علة تجري مجرى الزحاف.
وقوله: (بدَيَّ) تصويبه يَدَيّ. والشاهد بيتٌ للسموأل، يروى هكذا:
إِن كانَ ما بُلِّغتَ عَنّي فَلامَني= صَديقي وَحُزَّت مِن يَدَيَّ الأَنامِلُ.
وقوله الحماسي، نسبة لديوان الحماسة، ويقال لكل شاعر ورد له نص في ديوان الحماسة حماسِيٌّ.
وأمَّا نقل (عولن) إلى فعلن، فلَهُ تبريرٌ مفادُه أن الخليل بن أحمد الفراهيدي الأزدي_رحمه الله_ صاحب العروض اعتمد حروف ميزان الصرف (ف، ع، ل) المجموعة في : فَعَل، ويقال لها في الصرف والعروض: حروف الوزن.
ثم يزاد عليها لبناء أجزاء البيت من حروف التفعيل، حسب وزن البيت وموسيقا النغم فيه.
وحروف التفعيل _التقطيع_، هي: ( م، ت، س، ي، و، ن ، ا). وتُجمع حروف الوزن والتقطيع في قولهم: (لَمَعَتْ سُيُوفُنا).
فإذا سقط حرف من حروف الوزن في تفعيلة(جزء)؛ بسبب دخول زحاف أو عِلَّة، نقلت إلى صورة مألوفة، بها ذلك الحرف الوزني، الذي سقط، مثل: (فعولن) إذا ثُلمت صارت (عولن) فتنقل إلى (فعْلن)، و(مفاعيلن) إذا حذفت كانت (مفاعي) فتنقل إلى فعولن، و(مستفعلن) إذا طويت تصبح (مستعلن) فتنقل إلى (مفتعلن)......إلخ.
أمَّا إذا زُحفت التفعيلة وبقي لفظها مقبولا محافظا على حروف الوزن فتبقى كما هي، مثل قبض مفاعيلن الطويل: مفاعلن، فهي بعد القبض تحوي: الفاء والعين واللام، ولفظه مألوف ومحبَّبٌ.
بخلاف صورة القطع في "فاعلنْ" وبه تصير: فاعلْ، فتنقل إلى (فعْلنْ) فالمبرر هنا الألفة لا غير؛ لأن (فاعلْ) بها : الفاء، والعين، واللام.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا