عرض مشاركة واحدة
قديم 05-09-2021, 05:41 PM
المشاركة 12
محمد أبو الفضل سحبان
من آل منابر ثقافية

اوسمتي
الوسام الذهبي الألفية الثالثة الألفية الثانية وسام الإبداع الألفية الأولى المشرف المميز الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 7

  • غير موجود
افتراضي رد: ثريا نبوي وأمل دنقل بين الشيوخ والمسوخ.. بقلم د. محمد عباس
حضورٌ ولا أروع لأديبٍ تسبِقُ إنسانيتُهُ حروفَه وبلاغتَه، مَوسوعيّ الثقافةِ لا يُعييهِ النطقُ بكلمةِ الحق
وحسبُ الأدب والارتقاءِ به كلُّ هذه الشمائل، وحسبي أن يشهد لي بما كتبَهُ بحروفِ الياقوت

وربما كان حديثُكَ أخي الرائع عن المُستوردِ من القوالب، مُنصبًّا على شِعرِ الحداثة، وكل ما كتبتَهُ صحيحٌ لا اختلافَ عليه
وقد تناولتْهُ قديرتُنا المبدعة الياسمين في مقالةٍ شديدة الإبهار تحت عنوان: آخر موعدٍ لتقديم الاعتراضات

في رأيي المتواضع: أن دُنقُل -وهذه شهادةٌ للهِ - لم يكن شاعرًا حداثيًّا، فقد كان مرتبطًا، وبشدّة، بهويته الإسلامية
عندما كتب ق: مقابلة خاصة مع ابن نوح (وقد استوحاها من قصة الطوفان، وإن حملتْ سفينةُ القصيدة الأشرارَ لا الأخيار؛ ولهذا مغزًى خاصٌّ برؤيته التمردية على الواقع) وقصيدته: الخيول (استوحاها من سورةِ العاديات؛ ليسكبَ فيها حزنه على المآلات بعد اندثار مجد الأمة والفتوحات) .. حتى ق: اسبارتاكوس؛ كان التمرد فيها مُستوحًى من رفض إبليس الأمر الإلهي، وقد دوَّرَ هذا الرفض في النصّ كله بالبناءِ على محوريته وأهميته في التغيير ؛ وقد قِيلَ في مدخل القصيدةِ الكثير وهو: (المجدُ للشيطانِ معبودِ الرياح) بوصفِهِ تمرُّدًا على القيمِ الدينية والعقيدة، وهناك مَن خفف الهجمةَ قائلًا: ولكنه كان تمردًا جزئيًّا، انتهى في بدءِ النصّ؛ ولكنني لم أرهُ كذلك.
فقد وظَّفَ الفكرةَ داخل النص كله؛ كما فعل في مقابلتِه مع ابنِ نوحٍ، وكما في وصفِهِ للخيول التي بدا ساخرًا منها، فما عادتْ عادياتٍ ولا ضابحات. هو حُزنٌ ممتدّ عَبر أشعارِهِ رفضا للواقع وسعيًا إلى التغيير.

وأرى أن انتشار جملةٍ بعينها من داخل ق سبارتاكوس وهي(لا تحلَموا بعالَمٍ سعيد) حدَّ البحثِ بها على الغوغل؛ قد أساء كثيرًا إلى القصيدة وإن تسبب في شهرتِها، فقد كانت اجتزاءً فُهِمَ منه أن دنقل يُسيء إلى الشهداء، وهو ما لم يحدث، بل إن الشهيد لم يرِد ذِكرُهُ ولو مرةً واحدة، وعلى المتشككين أن يقرؤوا النص كاملًا، فقد كانت الأحداثُ في حِقبةٍ وثنيةٍ من تاريخِ روما الزاخر بظلم العبيد، حدّ التَّسَلِّي بقصفِ رقابِهم تحت المقاصل، وبصراعِهم مع الوحوش.
وقد حدث هذا الاجتزاءُ أيضًا مع ق مُظَفَّرِ النُّوَّاب(وتريّات ليلية) والتي ذاعَ صِيتُها بالبحث عن جملةٍ منها وهي: (القُدسُ عروسُ عروبتِكم)؛ غير أنّ البحث بهذه كان إضافةً إلى رصيدِ الشاعر العراقيّ الثائرِ إيجابًا، وليس سلبًا كما حدث مع دنقل.

عُذرًا للإطالة؛ وقد راقني تبادلُ الحديث معك استكمالًا للمنافحة عن أمل دنقل

وأما جملةُ الختام التي ذيّلتَ بها مع أشذاءِ حضورِك:
وردي وليته يكفي
فلا تكفي أسفارُ الثناء ردًّا عليها وإن كُتِبَتْ بكل الأبجديات

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
تحية طيبة..
أولا أشكرك أ.ثريا على التعقيب المثري وعلى الملاحظة الدقيقة التي تفضلت بها فيما يتعلق بردي الأخير ، والمتعلقة بنقطة الحديث عن الشعر العربي المنسلخ من الهوية ...والحقيقة أن تعليقي كان خاصا بقصيدتك الشعرية "لا تسأموا" والتي قرأت فيها معالم الأصالة والجمال إذا ما قورنت بالعديد من القصائد الشعرية العربية ،التي تتقنع تارة بقناع الثورة والتمرد وتارة باسم الحداثة والتحرر ولكنها تحمل في العمق السم في الدسم بما تنشره من أفكار..ولا علاقة لردي هذا بقراءتك النقدية في قصيدة "الكلمات الأخيرة لسبارتاكوس" للشاعر الكبير الراحل "أمل دنقل" والتي أعتذر عن عدم التمكن من قراءتها بسبب الخط الصغير، و لكوني أيضا أشتغل على هاتف تتخلل شاشته بعض الخدوش والكسور..لذلك اكتفيت للوهلة الأولى بقراءة للقصيدة " لا تسأموا" ...و هأنذا اعوذ بعد اقتناء هاتف جديد ( قولوا مبروك ههههه نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة ، فأنا والله سعيد لكوني أجهدت عيني في الأيام القليلة الماضية، ولكوني ساستطيع ان أقرأ الآن واعقب بارتياح.. )
ولي عودة للتعقيب على قراءتك الجيدة والمحكمة للقصيدة المثيرة حقا للجدل...
تقديري.