عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
253

المشاهدات
63014
 
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


حميد درويش عطية is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
29,962

+التقييم
5.68

تاريخ التسجيل
Dec 2009

الاقامة

رقم العضوية
8249
08-21-2010, 04:13 PM
المشاركة 1
08-21-2010, 04:13 PM
المشاركة 1
افتراضي [ " وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ " ................. ]
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
إننا نعتقد اعتقادا راسخا بأننا فى حال سفر ، ومن الممكن فى كل لحظة أن يأتي ملك الموت لنقلنا إلى عالم البرزخ .. إذ أن من مات قامت قيامته ، وقبره إما حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة .. فهل نحن في كل لحظة مستعدون لمثل هذا الرحيل الذي لا بد منه ؟ .. وهل تزودنا بما فيه ِ الكفاية لهذا السفر الطويل .... و هذا السفر البعيد .. البعيد .. البعيد
للقاء الحق سبحانه .... ؟
أعزائي
هنا أحاول تقديم بعضا ً من هذا الزاد علنا ننتفعُ منه ُ في سفرنا .. و البابُ مفتوح ٌ أمام الجميع لتقديم ما لديهم من الزاد النافع نتقوى به ِ غي سفرنا الحتمي المقبلين َ عليه _ شئنا أم أبينا _
و لا تبخلوا أخوتي بتقديم ملاحظاتكم و نصائحكم و إرشاداتكم .. و مساهماتكم
للإستمرار في تقديم هذا الزاد ..
تقبلوا شكري و تحياتي و تقديري

حميد أبو ماجد

21 / 8 / 2010
-------------------------------------
أول الزاد القيم :
كيف نجمع بين آية { إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } والاستعانة بالغير؟..

إن المصلي يقرأ في كل صلاة في سورة الحمد: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}؟ ..
وكما هو معلوم هناك فرق بين {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}، وبين نعبدك ونستعينك .. إذا قلنا: ( نعبدك ) فإن هذا لا ينافي أن نعبد غير الله عز وجل ، ولكن عندما نقول :
{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ } أي نعبدك حصرا ..
{ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } أي نستعين بك حصرا .
من حيث العبادة ، كلنا نعبد الله - عز وجل - حقيقة وحصرا ، ولكن المشكلة في الشق الثاني .. طبعا الشرك الخفي له مجاله ، ولكن الكلام هنا عن الاستعانة ؛ أي يا رب نستعين بك، ولا نستعين بأحد سواك .. فإذن كيف نجمع بين هذه المقولة ، وبين استعانة بعضنا ببعض في الحياة الدنيا ؟..
نحن نستعين بذوي الاختصاص :
بالطبيب والمهندس ، ونجعل بعضنا وسطاء في قضاء الحوائج ..
كيف نجمع بين { إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } وبين الاستعانة بالغير كما هي سنة الحياة ؟..
إن القضية جدا بسيطة : أي أستعين بأخي المؤمن على أنه سبب من الأسباب ، وعلى أنه أداة بيد الله عز وجل { وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } .. ولو شاء الله لقلب فؤاده على خلاف ما هو يريد .. فرعون كان يقتل الأطفال ، ولكن عندما وقع موسى بيده تحول من عدو قاس إلى إنسان لين ، وجعله ابنا له .. عندما عاد موسى ليدعوا ربه ويبطل ألهوهية فرعون , منّ ّعليه بأنه رباه وليدا فـ{ قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ } ..
فإذن ، إن معنى ذلك أن القلب بيد الله عز وجل ( إن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن ، يصرفها كيف يشاء ).
وبالتالي فإنه عندما يذهب الإنسان للأسباب الظاهرية عليه أن يذهب إلى أن هذا السبب بيد الله - عز وجل - ولو شاء لأزال سببيته ..
ولهذا عندما تقضى حاجة المؤمن كعملية موفقة على يد جراح ماهر فإن أول خطوة عليه القيام بها هي أن يشكر الله - عز وجل - على هذه النعمة ، فيقول :
يا رب لك الحمد، ولك الشكر ، أن سخرت لي فلانا ..
فمن شكر الله على النعم سيسخر له رب العالمين أسبابا أخرى من باب :
{ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ }.