يا بدعةَ الحُسنِ هل للحب أسرارُ؟
وهل لنبضِ الهوى بوحٌ وأشعارُ؟
الدهرُ يُلْجِمُ آهاتي ويكتمُها
وللواعجِ في قلبي الشجيْ نارُ
طفولةُ الحبِّ أغلى ما علَقْتُ به
لكنها في خريفِ العمْرِ فخّارُ
مشاعري من دُمُوعِ الروحِ هادرةٌ
وعاصفُ الحبِّ موّارٌ وهدّارُ
إني أجَدِّفُ في بحرٍ زوارقُه
ما بينها والتِّلالِ الخضرِ أطوارُ
أوقِّعُ الحزنَ في أهلِ الأسى شجناً
وينتشي طرباً نايٌ وقِيثارُ
لحنٌ تمايلت الدنيا بنغمتِه
وتستهيمُ على نجواهُ أطيارُ
حكايتي في لهيب الهجرِ موجعةٌ
أنا مع الليلِ والأقمارِ سُمّارُ
منذ اشتعلتُ غراماً ما عييتُ بِه
وكبريائيَ أمواجٌ وإعصارُ
لا أرهبُ الوجعَ المحمومَ جذوتُه
الوجدُ نارٌ ، وقلبي فيه جبّارُ
أهيمُ، أركضُ، أرنُو .. لا أرى أفقاً
يسوقني الشّوقُ.. إنّ الشوقَ تيارُ
هاجرتُ مني إلى نفسي بلا سفرٍ
فلا دروبٌ ولا خطوٌ وآثارُ
وهاجرتْ نحو شطِّ الحبِّ أشرعتي
داري هناكَ إذا ما لوّحتْ دارُ
حيثُ العناقيدُ وأسألْ كلَّ داليةٍ
وقد تراختْ عن الجنّاتِ أستارُ
وفي الضلوعِ جوىً ما كان يطفئُه
إلا هطولٌ عظيمُ الجودِ زخّارُ
فِيمَ الصباباتُ لا تنفكُّ لاهبةً؟
ولا غيومٌ وأنواءٌ وأمطارُ
يا ليتَ هذا الهوى يغفو على حُلُمٍ
ويستفيقُ به نورٌ ونُوّارُ
شعر : الحسين الحازمي