عرض مشاركة واحدة
قديم 11-05-2014, 07:13 PM
المشاركة 7
عبدالحكيم ياسين
فنان وأديـب ساخر سوري

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الدخان الأبيض له مابعده على مايبدو..يوحي بذلك فرار الجميع خارج الباص..
ومحاولة الأنيق فتح ممرّ آمن له ولغيره طلباً للنجاة وللظهور بمظهر المنقذ البطل لم تسفر
عن تحقيق المراد ..وأوقعت العاشق في فخّ سوء التقدير..فلم يفز برتبة البطل
المبادر ولكن علق في شباك الخيبة والمذلّة باحتياجه لمن ينقذه..
والكارثة لم تقع إلّا عليه ولكنّها كارثة في نظره هو فقط ..فما من أذى جسدي ناله
ولا من ضرر معنوي بالغ ..فاحتمال التعاطف مع عاشق خائب هو الراجح لدى
القاريء الذي لم يلمس ردّة فعل المحبوبة التي قد تكون ذكيّة بما يكفي لتعرف سبب
الورطة التي وقع فيها الأنيق ..وستغفر له حماقته بسبب الدافع لها..
أمّا النصّ بمجمله فيغلب عليه الطابع الكوميديّ الممتع ..لايقلّل من ذلك الشكل
شبه المأساوي للحدث الرئيس في القصّة..والذي يخفّف منه تعطّل الباص على مشارف
المدينة وليس في صحراء لاهبة ولافي غابة موحشة نائية..والدخان الأبيض لم
يتطوّر في النصّ وظلّ احتمال أن يكون مجرّد ارتفاع في حرارة المبرّد أو ماسّ
كهربائي خفيف انتهى عند حدّ التدخين ..والعاشق ..الذي شعر بالحرج وربّما
بالمهانة سرعان ماسيشفى من جراح حرجه ويدرك أنّ المحبوبة ستقدّر له المحاولة
إن علمت بالمراد منها أو لاحظت الدافع للتأنّق..والقرّاء سيتعاطفون مع عاشق
خائب في غير مايخصّ الحبّ ..فالخيبة مغتفرة والخيانة لا ..
فكرة النصّ جذّابة وراقية ولا يمكن حصر الثياب الرائعة التي يمكن إلباسها لها ..
لذلك احتكرت الفكرة الإدهاش وظلّ الثوب يثير التأمّل ويستفزّ الخيال ..
أغبطك أستاذ زياد على فكرة النصّ ..لقد بدا حقيقيّاً بمقدار ما بدا ثمرة خيال ذكي..
وبدا واقعيّاً تسجيليّاً بمقدار مااختزن من رمزيّة متراكبة البتلات مفتوحة على تعدّد قراءات
مرتبطة بعنوان اصطلاحيّ لافت ..
وهذا الغنى في النصّ يعزّز فكرة وجود قوّة خفيّة ملهمة ..ذات امتدادات روحيّة ....
في النثر أيضاً وليس في الشعر فقط ..
مع كلّ التقدير ..والتحيّة ..