عرض مشاركة واحدة
قديم 11-01-2014, 09:49 PM
المشاركة 4
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أهلا بالأستاذ زياد القنطار

النص الساخر يكاد يكون الأكثر ملاحة في النصوص الأدبية .
عشق الظهور و محبة البطولة ، و محاولة إثارة انتباه الآخر انطلاقا من الأناقة ثم افتعال الانغماس في وثائق التسجيل ، و أخيرا اللقطة الهليودية و كسر زجاج النافذة ، استجابة للتعاظم الأنا وتصديقا لوهم البطولة الراسخة في ذهنية البطل ، وخاصة في وجود مثير قوي وهو وجود فتاة يعتبرها في درجة الحبيبة و لو عن بعد ، شخصية هشة تعيش في صراع أحادي الجانب مع المحيط ، سواء الإيجابي منه المتمثل في العلاقات العاطفية أو السلبي المتمثل باعتبار المجتمع حكما قاسيا يجب الحيطة منه والظهور بمظهر لائق و الحرص الشديد مخافة الانتقاد والسخرية . هذا النمط من الشخصية يكون في الغالب محط سخرية المجتمع ليس لأن المجتمع قاس لا يرحم بقدرما سلوكاته و تصرفاته يغيب فيها التركيز اللازم و التصرف السليم لأنه يتصرف تحت الضغط مما يجعله يقدم على ممارسات بلهاء تنم عن نوع من البلادة رغم أن نشاطه الذهني في أقصى درجات الفعالية . إذ حتى وهو في ورطته لا يزال ينظر إلى الحافلة والركاب الذين انصرفوا آمنين بدل محاولة التركيز لتخليص نفسه من خياره المفلس .

العنوان عميق جدا ، فالبطل سيظل طوال حياته باحثا عن ممر آمن في غياب الأمن الداخلي وهشاشة تكوينه و تضخيمه للأنا .

نص جميل و هائل استطاع تشخيص الموقف بدقة و رسم الصورة الكاريكاتورية للبطل بشكل موفق جدا
كامل التحية .