عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
12

المشاهدات
7361
 
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي


محمد جاد الزغبي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,179

+التقييم
0.18

تاريخ التسجيل
Jan 2006

الاقامة

رقم العضوية
780
07-18-2011, 02:40 AM
المشاركة 1
07-18-2011, 02:40 AM
المشاركة 1
افتراضي لماذا لا يسكت هؤلاء ؟!
لماذا لا يسكت هؤلاء ؟!


قديما عندما قالوا السكوت من ذهب ,
لم تكن الحكمة المأثورة مجرد حكمة بل كان نصيحة عملية مباشرة لمراعاة الحماقات التى تؤدى إما إلى إهدار كرامة صاحبها لما يثيره من سخرية على أقواله , أو من آثار فادحة إذا كانت الأقوال تؤثر فى عموم الناس ,
ولست أدرى أين غابت هذه الحكمة اللطيفة والجميلة عن بعض شخصياتنا العامة فى الآونة الأخيرة , من الذين قذفوا فى وجوهنا بعض الكلمات والتصريحات التى تجلب ضغط الدم المرتفع , وتتمتع بالقدر الأعظم من الاستهتار بالناس وبعقولها وبأفهامها وكأنهم لا زالوا يعتقدون أن العامة فى عصرنا الحالى سكارى بعشق الحكومة متشبثين بثوبها غدوا ورواحا !!
ولا أتكلم هنا عن فلتات اللسان , فهى على فداحتها إلا أنها تبدو مقبولة إن كانت نتيجة خلط أو انفعال ,
لكنى أتكلم عن التصريحات التى أطلقها بعض المسئولين وتحمل معانى كارثية دون أن يتوقف عندها أحد ـ إلا القليل ـ ودون أن تتم محاسبتهم محاسبة عسيرة تقنعهم أن الشعب الذى قام بمثل هذه الثورة العملاقة , ليس شعبا من السوقة أو الدهماء أو منعدمى الثقافة أو الفكر حتى يستهينوا به لهذه الدرجة ,

واليوم جلبت لكم تصريحات منوعة كأمثلة ,
منها مثال لأحد أعضاء المجلس العسكري , وآخر لأحد وزراء الحكومة , وثالث لأحد علماء الدين ,
والسبب فى هذه الإختيارات أن الأنواع السابقة هى المؤثرة بشكل مباشر سواء على مصير البلاد والعباد أو على وعى الجماهير

ونبدأ مع وزير الداخلية المصري الحالى منصور العيسوى الذى يصلح أن نطلق عليه وزير داخلية التبرير , والذى أثبت بحق , لجموع الشعب المصري أن هذه الوزارة لا يمكن أن يمكث فيها رجل نظيف أو إنسان يحترم نفسه , ولا يمكن أن يبلغ مراكز القيادة فيها إلا من كان يتمتع بمؤهلات إنعدام الضمير !!
فالرجل الذى جاء به الثوار من غياهب الجب ليتولى منصب وزارة لداخلية لم يكتف بالتواطؤ العلنى فى حماية قتلة المتظاهرين من مساعدى حبيب العادلى الوزير السابق , ولا فى حماية هؤلاء السفاحين وترقيتهم ومنحهم المراكز القيادية , بل امتد به الأمر إلى تحدى قرار رئيس الوزراء على الهواء مباشرة فى تنحية المتهمين باغتيال الثوار , والمتورطين في تلك القضايا , ثم التواطؤ على غياب الأمن أيضا
وأكبر دليل على ذلك أننا منذ شهور ونحن نسمع من العيسوى وعودا بعودة الأمن إلى الشوارع ـ وهى المهمة الرئيسية للأمن العام ـ وإذا بالوزير الهمام يعد بعودة الشرطة تدريجيا وعلى مراحل , ولست أدرى حقيقة ما الذى يفعله هؤلاء الضباط فى بيوتهم وما معنى عودتهم على مراحل !!! ثم تتناثر الأقوال بعودتهم خلال عام أو فى نهاية العام
( نعم يا اخويا !! على مراحل , هى الناس فاكرة نفسها شغالة فى طابونة , والله لو شغالين حتى فى طابونة ما سمعنا بهذا الكلام )

وصدقت التوقعات والأمن لليوم يترك الساحة سداح مداح ولا يكتفي بذلك بل يترك البلطجية المستأجرين والمصنوعين فى أكناف الداخلية ينفردون بالعوام رغم وجود قوائم كاملة بأسماء هؤلاء باعتبارهم من معتادى الإجرام ,
وعندما ثارت مصر مجددا على هذه الصفاقة فى حماية القتلة , صدرت الأوامر بإنهاء خدمة هؤلاء السفاحين ,
ولم يفعل ذلك إلا مجبرا ولكنه لم يقبل بالصمت , بل خرج على الناس لينكر فى وضوح تام أى دور للشرطة فى اغتيال المتظاهرين !!
هذا الكلام البذئ الذى لا يوحى إلا برجل فقد عقله يوضح إلى أى مدى بلغت الصفاقة برجال الداخلية بعد الدرس القاس الذى تلقته من المتظاهرين ويثبت بلا أدنى شك أن الجيل الحالى لا ينتوى إلا الإنتقام من الشعب بأكمله على كسر عنفوان الظلم والقهر والإستعباد ,
ثم جاءت أكبر استهانة بعقول الجماهير عندما قال الوزير الهمام ( لا وجود للقناصة فى وزارة الداخلية !!!!! )
ولك عزيري القارئ أن تضع ألف علامة تعجب على كلام الوزير المختل
ففي البداية أى جهاز شرطة هذا الذى لا يحتوى على فرق قناصة عالية الكفاءة فى ظل انتشار الإرهاب العالمى منذ ثلاثين عاما !! ,
وهل يوجد جهاز شرطة واحد فى العالم لا يضم أمثال هذه الفرق ؟!
ولو كان كلام الوزير صحيحا فكيف يمكن التعامل مع عمليات الخطف مثلا أو عمليات مهاجمة الأوكار المحصنة وعمليات تأمين المؤتمرات أو ما شاكلها والتى تحتاج إلى تأمين مناطق الميادين والأماكن الفسيحة وحماية الأسطح !!
وهل يا ترى بلغ الوزير الهمام أن سجن المزرعة ـ مقر عتاة الإجرام ـ تقوم على حمايته فرق قناصة ضمن فرق التأمين أم لا ؟!
وهل نما إلى علمه أن الداخلية استخدمت القناصة فى مهاجمة وكر إمبراطور المخدرات عزت حنفي فى جزيرته بأسيوط أم لا ؟!
ليس هذا فقط ,
فالوزير الذى لا هم له إلا الحديث عن القانون والإلتزام به , بينما هو ووزارته لا تحترم إلا قانون الغابة , تجاهل وبمنتهى البساطة تقرير لجنة تقصي الحقائق التى أشرفت عليها لجنة قضائية من أكفأ رجال القضاء فى مصر طالعت أكثر من عشرة آلاف مقطع فيديو ووثيقة واستمعت إلى آلاف الشهود واستعانت بعشرات الخبراء فى المجالات الأمنية , لتثبت اللجنة بشكل قاطع استخدام الداخلية للقناصة من فوق أسطح وزارة الداخلية نفسها ومجمع التحرير وفندق النيل هيلتون المطل على ميدان التحرير ومبنى الجامعة الأمريكية !
والمعضلة الآن ..
إن كان القناصة لا يتبعون الداخلية ,
فإن استخدام القناصة لا يثبته فقط أقوال الشهود , بل تثبته مشاهد مصورة لقناصة بالزى الرسمى للشرطة ! وفوق أسطح مبانى حساسة من المستحيل أن يصل إليها مجرم عادى ـ حتى لو أراد ـ لوجود الحراسة حولها ولا يمكن اجتيازها إلا بأوامر من وزارة الداخلية
والأكثر إثارة للسخرية أن معظم القناصة الظاهرين فى الفيديوهات كانوا فوق سطح مبنى وزارة الداخلية نفسها ؟!
فكيف تسلل قناصة أغراب إلى مبنى الوزارة يا ترى ؟! وأين كان رجال الشرطة حينها , سكارى أم كانوا يؤدون فريضة الصلاة ؟!
ثم استمر الوزير فى استفزازه ليرد على سؤال المذيع عن طبيعة من قتل المتظاهرين لو لم تكن الوزارة مسئولة عن ذلك ,
فرد الوزير فى بساطة ( انت بتسألنى أنا ؟! اسأل النيابة ! )
هذا على اعتبار أن مسئولية تأمين البلاد من الداخل ليست مهمة وزارة الداخلية وأن هذه الوزارة مختصة ـ ربما ـ بحماية الملابس الداخلية للشعب ومن هنا جاء اسمها !

وبلا شك , الوزير معذور ..
فلمن لا يعرف منصور العيسوى فهو لواء شرطة شهير ومحافظ سابق من بلدة إسنا ـ محافظة قنا , وكعادة أهل الصعيد يهتمون كثيرا بعائلاتهم ويسعون لرفعة شأنها , ولهذا فالرجل لم يقصر بحق عائلته ولهذا ازدحمت العائلة بعشرات من ضباط الشرطة كان الفضل فى دخولهم لكلية الشرطة لكبيرهم منصور العيسوى ,
والعائلة بلا شك تشهد رجال شرطة من أجيال مختلفة , هذا بخلاف الطبع الصعيدى التى يتمثل فى وفاء العيسوى للواءات الشرطة من دفعته وما بعدها , وبلا شك لن يرضيه ـ وهو وزيرهم ـ أن يتركهم هكذا لأنياب الثوار ,
هذا فضلا على أن هيبته وهيبة عائلته مستمدة أصلا من هيبة جهاز الشرطة , ولا يمكن أن يقبل بهوان هذا الجهاز والذ يعنى هوانه بالتالى
ولا عزاء للشهداء !
بل ولا عزاء حتى للبلد التى من الممكن أن تحترق بأكملها إذا يأس أهالى الشهداء من القصاص بالقانون ولجئوا للقصاص بأيديهم ..
وساعتها سيأخذون الحابل بالنابل والبريء بذنب المسيئ وهم معذورون تماما بلا شك طالما أن الداخلية تحمى رجالها إلى هذا الحد .. وعندئذ لن تجد قاضيا واحدا أو حتى مصريا عاميا يعيب على أهالى الشهداء لو كان فى نفسه ذرة من ضمير , وكلنا يذكر مدى تعاطف الشعب المصري مع أمثال هذه الحوادث وليست حادثة وواقعة ( تنظيم مصر ) وصاحبه محمود نور الدين بعيدة عن الأذهان ,