عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
3

المشاهدات
996
 
عبد الكريم الزين
من آل منابر ثقافية

اوسمتي
الوسام الذهبي الألفية الرابعة الألفية الثالثة وسام الإبداع الألفية الثانية التواصل الحضور المميز الألفية الأولى 
مجموع الاوسمة: 8


عبد الكريم الزين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
14,144

+التقييم
11.38

تاريخ التسجيل
Dec 2020

الاقامة
المغرب

رقم العضوية
16516
05-04-2021, 08:58 PM
المشاركة 1
05-04-2021, 08:58 PM
المشاركة 1
افتراضي بروميثيوس سارق النار

بروميثيوس سارق النار

كان بروميثيوس أحد التايتن، وهم نوع من الآلهة الجبابرة الذين حكموا الأرض بحسب الميثيولوجيا الإغريقية. وتذهب بعض النظريات إلى أن الأسطورة أصلها قوقازي، لمشابهتها لأسطورة البطل الجورجي أَمِران (Amiran).
بعد أن انتصر زيوس ( أبو الآلهة) على أبيه التايتن كرونوس، كافأ بروميثيوس لوقوفه إلى جانبه في الحرب بأن جعله مستشاره الخاص، كما كلفه وأخاه إبيمثيوس بتشكيل الحيوانات والبشر.
أكمل إبيمثيوس مهمة تشكيل الحيوانات، فأعطاهم سرعة العدو والرؤية عن بعد وحدة السمع، كما زودهم بالفراء، وسلحهم بالقرون والأنياب، فلم يتبق شيء للإنسان. أما بروميثيوس الذي كان أكثر بطءاً رغبة منه في إتقان عمله، فلجأ إلى زيوس طالباً منه المعونة، إلا أن زيوس رفض ذلك، حرصا منه على إبقاء البشر ضعفاء كي لا يتحدوه في يوم من الأيام.
عندها أقدم بروميثيوس على السرقة، فسرق العطايا والهبات من آلهة الأولمب، وقدم للبشر فنون العمارة والبناء والنجارة، واستخراج المعادن وعلم الفلك وتحديد الفصول، والأرقام والحروف الهجائية.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل علمهم أيضاً كيفية استئناس حيوانات إبيمثيوس وركوبها والإبحار بالسفن، وأعطاهم موهبة التداوي والشفاء، مما أثار غضب زيوس فحذره بشدة.
لكنه لم يرعو وأقدم على سرقة شعلة من النار، التي كانت ملكا لزيوس، بعد أن تسلل إلى كهف هيفاستوس إله الحدادة في جبال الأولمب. ثم سلمها للبشر إيمانًا منه بقدرتهم على حسن استخدامها.
تعلم البشر صيد الحيوانات وطهي لحومها، وعندما وصلت رائحة الشواء إلى الأولمب ظهرت خيانة بروميثيوس لزيوس وعزم على معاقبته. ثم قبل عرضه بأن يقاسم البشر لحوم صيدهم، مقابل السماح لهم بالاحتفاظ بالنار. ورغم القرابين المقدمة له، لم يدم رضى زيوس طويلا، فقد ساءه تطور البشر وازدهار حضارتهم بفضل الهبات التي قدمها لهم بروميثيوس وعلى رأسها نار الأولمب.
استدعى زيوس هيفاستوس، وأمره بصنع سلاسل قوية، قيد بها بروميثيوس على صخرة في جبال القوقاز. وكان العقاب أن يأتي صباح كل يوم نسر عملاق لينهش كبده، الذي يعود لينمو من جديد في المساء، وأن تدوم المعاناة إلى الأبد. لكن بروميثيوس كان يعلم بما يملكه من قدرة على التنبؤ أن بطلاً خارقاً اسمه "هرقل" سيأتي ليحرره في المستقبل من عذابه، وأن زيوس سيعفو عنه في النهاية وسيأمره بوضع حلقة حديدية من حلقات السلسلة التي كان مكبلاً بها في إصبعه ليتذكر أخطاءه.
كرم اليونانيون القدماء البطل الأسطوري سارق النار باتخاذ الخواتم. كما أن الشعلة التي يحملها الرياضيون في افتتاح دورات الألعاب الأولمبية ترمز إلى شعلة النار التي سرقها بروميثيوس متحديا الآلهة وجاعلا البشر أندادا لهم.
تعد قصة بروميثيوس واحدة من أهم القصص في الميثولوجيا اليونانية القديمة إن لم تكن أهمها على الإطلاق، وقد أثرت في الأدب والفكر والتاريخ الغربي وباتت تحمل مضامين فكرية ورمزية.
واستلهم منها الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي قصيدته الشهيرة " نشيد الجبار أو هكذا غنى بروميثيوس" والتي يستهلها بقوله:
سأعيش رغم الداء والأعداء
كالنسر فوق القمة الشماء
أنجر فيلم خيال علمي بعنوان بروميثيوس (Prometheus ) يحكي قصة كائنات فضائية خلقت البشر الأول من جيناتها، ثم سعت إلى التخلص منه بعد أن عاينت شروره على الأرض.
وأخيرا ينبغي الإشارة إلى أن الأساطير اليونانية الوثنية تستقي أكثر شخصياتها وقصصها من معتقدات الكنعانيين وبلاد ما بين النهرين، والتي جاء دين الإسلام ليحرم الاعتقاد والإعجاب بها.