عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
0

المشاهدات
1714
 
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي


ايوب صابر is on a distinguished road

    موجود

المشاركات
12,766

+التقييم
2.40

تاريخ التسجيل
Sep 2009

الاقامة

رقم العضوية
7857
05-14-2017, 01:15 PM
المشاركة 1
05-14-2017, 01:15 PM
المشاركة 1
افتراضي بانتخاب ماكرون ...فرنسا تضيع فرصة الانبعاث من الرماد
بانتخاب ماكرون فرنسا تضيع فرصة الانبعاث من الرماد

لا شك ان فرنسا قبل الانتخابات الرئاسية الأخيرة كانت على حافة الهاوية، والأدلة على ذلك كثيرة، من بينها طبعا انتخاب ماكرون نفسه، وهو الرجل الصغير في السن، محدود الخبرة، وخبرته متركزة في المجال المالي، والاقتصادي، لان ما تحتاجه فرنسا حاليا، هو خبير أمنى محنك، نظرا للتحديات الأمنية التي واجهتها فرنسا خلال السنوات القليلة الماضية، واجبرت الرئيس اولاند بصورة غير مباشرة على عدم الترشح لولاية ثانية، لقناعته انه لن يفوز فيها في ظل الإخفاقات الأمنية وغير الامنية التي عصفت ببلاده اثناء فترة ولايته.

وواضح ان انتخاب ماكرون جاء كردة فعل على ظروف حافة الهاوية تلك التي شهدتها فرنسا مؤخرا، وعلى امل ان يأتي شخص وسطي من خارج المؤسسات التي توارثت الحكم، وهم عادة من زعماء الأحزاب الرئيسية في البلاد، بالحلول السحرية.

لكن هذا سيكون من المستحيلات امام هذا الشاب قليل الخبرة ذلك لأنه غرد خارج السرب، وفاز من دون قاعدة شعبية حقيقية، ولا يعرف ان كانت حركته ستتحول الى حزب قادر على الصمود امام نفوذ الأحزاب الأخرى، وبحيث يمكنه الاعتماد عليها في حكمه؟

صحيح ان الرجل ثوري في حياته الشخصية ومغامر الى حد بعيد، فهو متزوج من امرأة تكبره بأربعة وعشرون عاما، كانت مدرسته للغة الفرنسية، ونحن لا نعرف سر هذا الزواج لكننا نتوقع ان يكون زواج مصلحة وجزء من خطته المغامرة للوصول الى اعلى الوظائف في الدولة،أي الرئاسة وهذا ثوري وخارق للعادة .

لكن ذلك لا يكفي لنجاحه فهو سيواجه مقاومة شرسة بل ومؤامرات من قبل الدولة العميقة، ومن قبل أصحاب النفوذ واللوبيات، وقد تفرز الانتخابات التشريعية مجلسا من تلك القوى التي ستقف له بالمرصاد وتصبح شوكة في حلقة وتمنعه من تحقيق أي تغيير يطمح له، وستمر الأيام ولن يحقق الا الجزء اليسير من خططه وبرامجه الانتخابية.

وبانتخابه سيستمر اذا انحدار فرنسا نحو الهاوية، ان لم يتسارع هذا الانحدار أصلا فهو، رجل الجمود Status quo ان لم يكن الفشل.

ولو ان فرنسا انتخبت في المقابل مرشحة اليمين المتطرف، لكان انتخابها أحدث ثورة حقيقية في كل المجالات وبكل ما في الكلمة من معنى.

لان مثل ذلك الانتخاب كان سيعني تغييرا شاملا في كل نواحي الحياة، ويعني قرارات ثورية حادة وجراحية وعلى رأسها طرد الشريحة التي يعتبرها اليمين المتطرف دخيلة على المجتمع الفرنسي، واغلبهم من بلاد شمال افريقيا.

وعلى الاغلب كانت مثل هذه القرارات ستؤدي الى حرب أهلية طاحنة ستدفع فرنسا في نهاية المطاف للانبعاث من جديد...فليس هناك طريق أقصر الى الانبعاث من الرماد من الحروب الاهلية والثورات الاجتثاثية على شاكلة الثورة الفرنسية التي غيرت وجه التاريخ وما كان لها ان تفعل لو انها تعاملت مع الواقع المر بانصاف حلول.


وان غدا لناظره قريب...