الموضوع: أرشفة ذاتية.....
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-11-2010, 09:28 PM
المشاركة 5
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
شو بحب أسهر كون قنديلك
تغفى بعيني و غني لك
و آخر طريق الليل تغمرني
عـ دروب أحلامي تسفرني

أذكر كتاب العلوم للصف الأول منذ ابتداء تعارفي مع الحروف
كانت هناك صورة لا تزال محفورة في جدار الذاكرة
ليس لأن اللوحة متقنة فنيا
ففي الطفولة كل اللوحات متقنة ما دامت تقدم لنا متعة اللون و الارتحال
طريق شجري وارف تحفه أشجار السرو من جانبيه
مضاء في بقع ،مظلم في بقع أخرى و قد أرخى الليل سدوله
شابان يحملان قنديلين يضيئان بهما العتمة
وحشي منظر الشجر في الليل
و في كل مرة تتداعى الصورة إلى ذاكرتي
أتت ذات مرة بينما كنت في رحلة مع أصدقائي و جن علينا الليل قبل أن نصل إلى نصف الطريق نحو بيوتنا
أتت مع " نساء عاشقات" لـ د. هـ. لورنس
عندما اصطحبت أوفيليا حبيبها إلى عتمة الغابة ليلة إعلان خطوبتهما
أتت مع كوزيت " البؤساء" عندما وجدت فالجان في عتمة البرد و الزمهرير
مع " والدن" هنري ثورو عندما بات لوحده في ذلك الكوخ الغريب ينتظر السمار و الطارقين
و أتت أيضا مع ليل و أوضة منسية تلك التي ابتدعها رحبانيان و فيروزة ليضيئا بها سماء اللحن
و لو تدري كيف أتت أيضا!!
أتت عندما سألتني : كيف السبيل إليك؟
عندما أكون معك تحضرني صورة ذلك الليل
و القنديل الملون الذي أضأت به حياتي
و ما زلت تسألني عن السبيل إليّ؟
أظن أنني و أنت قد قطعنا نصف المسافة
لنلتقي على ذات الدرب الليلي الوارف في كتاب علوم الصف الأول