عرض مشاركة واحدة
قديم 09-24-2011, 02:50 PM
المشاركة 9
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
مرحبا بك الأخ الفاضل ..
وشكرا لمشاركتك

أعتقد أن الخطأ بدأ من الثوار . فلا استراتيجية ولا تخطيط . فبمجرد سقوط مبارك ارتفع صوت الثأر والإنتقام بدل صوت إعادة البناء

لا يا أخى الكريم ,
فالثورة مشكلتها ليست فى خطأ الثوار ولكن فى اختيار المعبرين عنها
فالثورة المصرية ثورة شعبية صميمة خرجت بلا قيادات محددة تحكم وتتفاعل بالمطالب الثورية ,
ولهذا أنابت الثورة عنها قيادة الجيش الكلاسيكية لتصبح هى المتحدثة باسمها ,
فالخطأ أن الثورة نجحت ولكنها لم تحكم , وهذا لا يتحمله الثوار

نصبح ونمسي وكأن الثورة المصرية قامت لمحاسبة مبارك وليس لصناعة مصر جديدة .

مطالب محاكمة مبارك ظلت فى حدودها منذ النداء بها ,
ومن الظلم البين أن نقول أن الثورة لم تقدممقترحات مصر الجديدة بل العكس هو ما حدث حيث اشتعلت الأفكار والأطروحات بشكل غزير من المجتمع وتطوع الكل لخدمة البناء القادم
والمشكلة تكمن فى أن الحكومة لم تكن على خطى الثورة السريعة ولم تمتلك مؤهلاتها ولا خيالها ,
فالأفكار ازدهرت والتنفيذ تعطل بالبيروقراطية وعدم الجرأة ,
وعلى كل ..
فهذا ليس أمرا داعيا ليأس أو قنوط بل هو مجرد اختلاف فى درجة التقدم ليس إلا
وكما قلنا من قبل فى موضوعنا ( تعلم كيفية الثبات .. ) أن ما يحدث من اضطراب بعد الثورات أمر طبيعى للغاية ومتوقع ,
ومن الخطأ الكبير النظر إليه على أنه اضطراب يمكن تفاديه ,
فهذا أمر من حقائق الحياة ,
إنما المطلوب يكون حصر خسائر الفترة الإنتقالية إلى أقصي مدى

على المصريين أن يبادروا لاعتقال كل مسئول عن ضياع مصر منذ ماسمي بثورة الضباط الأحرار 52 وإيداعهم السجن ثم التفرغ لوضع دستور جديد يتم على ضوئه محاكمة هؤلاء بدل إضاعة الوقت بمسرحية محاكمتهم وإذلالهم وكأنها الهدف الأسمى

هذا هو ما تحقق جزئيا
وهو ما يسمى بالإجراءات الثورية التى نادت بها الثورة وتعطلت عنها الحكومة
وهو ما استدعى الضغط المستمر لتقديم النظام القديم للمحاكمات بتهم الفساد السياسي وتفعيل قانون الغدر والعزل السياسي
وهو الأمر الذى يجد ممانعة من الثورة المضادة ومن بطئ المجلس الأعلى للأسف ,
وهو فى سبيله للحل بإذن الله

المصريون ليسوا هكذا . المصريون شعب متحضر ليس في أدبياتهم التشفي والإنتقام .

هناك فارق ضخم بين التشفي المذموم وبين الأخذ بالقصاص أخى الفاضل
فالأخذ بالقصاص هو سنة العدل الذى يقيم الدولة وبدونه لن تنجح الثورة ولا يمكن القول تحت ذريعة الالتفات للبناء أن نهمل القصاص والمحاكمة العادلة ,
فالمسألة فارق دقيق بين العنصرين ,

نسأل الله تعالى أن يمن بتوفيقه وكرمه على مصر وسائر بلاد الإسلام بما يعيد عهدهم المجيد