الموضوع: وَحدة الوجود !
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-29-2013, 09:47 PM
المشاركة 9
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مصادر وحدة الوجود*


وحدة الوجود في الهندوسية(1):

الهندوسية_و تسمى البراهمية_ دين وثني ، نشأ في الهند في القرن العشرين قبل الهجرة ...

و يزعم الهندوس من أنهم يؤمنون بإله عظيم هو رب العالمين ، لكنهم وصفوا هذا الإله بما يدل على أنه _عندهم _ الوجود المطلق ، و الوجود الواحد ، و أنَّ ما سواه مظاهر له.

جاء في (الأوبانيشاد) _ و هو من كتبهم المقدسة_ أن الإله هو:

_ الظاهر عن كلِّ شيء ظاهر.

_ وهو الروح المحيطة بكل هذا العالم.

_وهو أصل كل ما هو موجود.

_و الكل سوف يرجع إليه .

_و جميع البشر يتنفسون و يعيشون بداخله.

و من أهم الكتب الهندوسية المقرِّرة لوحدة الوجود كتاب (الفيدا نتا) ، فقد تضمّن هذا الكتاب عبارات كثيرة تُصرِّح أن الله والعالم شيءٌ واحد.

و من ذلك قولهم: ( هذا الكون كلّه ليس إلاّ ظهوراً للوجود الحقيقي الأساسي ،و إن الشمسَ و القمر ، و جميع جهات العالم ، و جميع أرواح الموجودات أجزاء لذلك الوجود المحيط المطلق ، إن الحياة كلها أشكال لتلك القوّة الوحيدة الأصليّة ، و إن الجبال و البحار و الأنهار تُفجّر من ذلك الروح المحيط، الذي يستقر في سائر الأشياء)

و تظهر عقيدة وحدة الوجود في هذا الكتاب _ أيضاً – من خلال عناوين أبوابه ، فقد قُسِّم الكتاب إلي أربعة أبواب ، و هي :

الباب الأول: عبادة الإله .

الباب الثاني: وحدة الوجود.

الباب الثالث: طريقة حصول النجاة .

الباب الرابع: الاتحاد بالروح العليا.

و قد ضرب كهان الهندوس عدَّة أمثلة محاولة منهم تقريب فكرة الوحدة من الأذهان ، ومنها:
-الملح الذائب في الماء: هو موجود مع أننا لا نشاهده بأبصارنا ، و كذلك _ بزعمهم_ الإله سارٍ في الكون ، مع أننا لا نشاهده .
- الأنهار تنساب نحو المحيط لتمتزجَ به ، تاركة أسماءها و أشكالها ، و كذلك _ عندهم _ الهندوسي الكامل يمتزجُ بالإله بعد فنائه عن نفسه...
و الهندوسي الحقيقي- عندهم هو الذي يعمل للاندماج و الفناء في الذات الشاملة ، و ليس هو من يعمل بالنشاطات الاجتماعية أو الاقتصادية ، فالمثل الأعلى هنا الانعزال ، إنه بلوغ مرتبة الكاهن المتسوّل الساكن في الغابة ، الذي رفض المجتمع ، وانعكف على ذاته ، ليظفر بوحدة الوجود.


وحدة الوجود في الطَّاوية(2):
الطاوية دين وثني ، نشأ في الصين ، في القرن العاشر قبل الهجرة ، على يد فيلسوف صيني اسمه ( لي به)، ثمَّ سمَّاه أتباعه )لاو تزي) أي: الشخص الكبير المُجرِّب.
و هذه النحلة نسبتها إلي الكلمة الصينية (الطاو) التي تعني: الطريق الصحيح ،و من كلام أصحاب هذه النحلة عن حقيقة (الطاو) يتبين لنا أنهم كانوا من المؤمنين بوحدة الوجود.
يقول الطاويون:
- الطاو:الوجود و الأساس ؛ذلك الأمر الذي لا يمكن بيانه و توضيحه.
- يستحيل أن يحيط به الإنسان ؛ لأنه يظهر في أجساد و أشكاال كثيرة جدا.
- هو أصل كل موجود ، و ليس له أصل.
- هو فراغ هائل عميق يحوي كل ما هو موجود,
- و من أدعية هؤلاء و مناجاتهم لطاو:
يا طاو، يا عظيم ، يا فيَّاض ، يا موجود في كل الوجود.
و يعتقد الطاويون أن دينهم هو الطريق الذي يجب أن يسلكه الناس ؛ لكي يظفروا بالاتصال التام ، أو الوحدة التامة بينهم و بين الطاو ، أو القانون الأعظم ، أو الوجود.
و الطريق إلي هذه الغاية _ عندهم _ يقوم على مراحل متعددة:
تبدأ – هذه المراحل _ بمرحلة يخلو فيها الفرد إلي نفسه ، و يقطع كلَّ صلة بينه و بين الأشياء المحسوسة ، و يترك الأعمال و لو كانت نافعة ، و يقتصر على التأمّل .
و تتلو تلك مرحلة ثانية ، تقوم على الامتناع عن كلِّ ما من شأنه الحيلولة بين الروح و الوصول إلي الحقائق المجرّدة،
و في هذه المرحلة يتجرد ذهن الإنسان عن الماديات ، حتى يصير روحاً ..و بعد ذلك تأتي مرحة الإشراق ، حيث يدرك لفرد الحقائق المجردة إداركاً مباشراً لا واسطة فيه.
و أخيرا تأتي المرحلة النهائية: و هي مرحلة الاندماج التام بين الفرد و الطاو ، أو الكل، أو الإله ، بحيث تفنى ذات الفرد في الروح الكلية.
______________
* قلتٌ: هذا مبحث هام شرعه المؤلف ليؤكد على وثنية التصوف، و أن حالها حال تلك الديانات الباطلة ، و أن معينهم في الأصل واحد و هو إبليس حيث أن الناس على سماطين ، سماط لا يعبد إلا الله وحده و الآخر لا يعبد إلا الشيطان و التصوف خير شاهد على عبادة الشيطان .
1. الهندوسية أو البراهمية يوجزها صبري المقدسي في مقالته دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات ، في الحوار المتمدن العدد: 4081 ، بتأريخ: 2013 / 5 / 3 ::
(... عبارة عن معتقدات وعادات وسلوك يلتزم بها أتباعها كطريق روحي يهدف الى إكتشاف الذات من خلال التأمل في الله والتقشف في الصوم، وكل أنواع التجرّد الذاتي لغرض السيطرة على الجسّد ورغباته العديدة. والغاية التي يتمناها كل هندوسي أولا وأخيرا هي الاتحاد بالله (براهما) ولكن هذا لن يحصل وفقا لمعتقداتهم إلا إذا تخلصت النفس من شرورها ونزاعاتها وشهواتها ورغباتها وهي ما يسمونها بمرحلة الإشراق والانطلاق نحو الأسمى، بإعتبار أن الروح تعود من حيث صدرت، فهي جزء من الله وتعود إليه لتتحد به ...).
2. الطاوية هي فلسفة وثنية تؤمن بوحدة الوجود و من قرأ كتاب الطاو(التاو)إنجيل التاوية ،وجد مشابهة كبيرة بين هذه الديانة الفلسفية و الصوفية فمثلا:
_ تعريف التاوية للهيولي الأول أو المسبب الأول صاحب الوجود الواجب هو عين تعريف المتصوفة قديما و حديثا فانظر:
(... اعلم آن الطاو،
معني مجرد ، لا شكل متجسد،
لكنه قيمة لاتتناهي.
دلالته تعزب علي الأفهام.،
بيد أنه أصل الوجود ومجمع أسراره،
هو انثلام حدٌ النصل،
وحل أطراف الخيط المعقود.
هو صفاء لوامع السنا في شوارق النور،
وكدر العواصف في خضم رياح ورمال.
فهو المعني المجرد،
تحت ستر أسرار.
تخاله غيبا معدوما، وهو عين الوجود.
لست أعرف منشأة او مصدر وجوده، فربما،
هو أسبق وأقدم عهدا من الآلهة).

_ ومن مصطلحات و مجاهدت المتصوفة التجريد و التجرد و هي كذلك في التاوية حيث يقول:
(جرد نفسك من رغائبها تعاين تجلياته
الأسرار والتجليات أمران سيان في المنشأ
ولكنهما لا يستويان بالاسم عند صدورهما
استواؤهما أدعوه ظلمة وخفاء
ظلمات وراءها ظلمات
بوابة كل الأسرار ).

_و التطلع للباطن ببصيرة القلب من تعاليمهم كما هي في الصوفيىة:
(أن ترى الخافي ، هذا ما يدعى بصيرة
أن تجنح إلى اللين ، هذا ما يدعى قوة
استخدم الضوء الداخلي
تنج من الرزايا).
_أخيرا لا يشك عاقل أن التصوف جاءت به الأوائل من المتصوفة من هذه الديانات الضالة لدرجة أن عقيدة الصوفي في اليوم الآخر هي نفس عقيدة التاو حذو النعل بالنعل : فالطاو يرى أن الموت هو الوصول إلي الحالة الأثيرية و الصوفيون يرون أن الموت والقيامة حيث اليوم الآخر هما حالة البقاء حيث وحدة الوجود، يقول الصوفي دواود القيصري: ( ... القيامة الكبرى : هي الفناء في الذات ، وذلك بطلوع شمس الذات الأحدية ، من مغرب المظاهر الخلقية ...) ، و يقول عبدالمنعم الحنفي وهو صوفي معاصر : (القيامة الكبرى :هي ظهور الحقيقة الإلهية)، و الحكيم التاو يلبس ملابس خشنة ،و كذلك يزعم المتصوفون أن سبب تسميتهم لكون المتصوفة الأول اشتهروا بلابس الصوف...... فما الصوفية سوى أسلمة التاوية وتعريبها .

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا