عرض مشاركة واحدة
قديم 05-25-2021, 02:11 AM
المشاركة 24
فيصل أحمد الجعمي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: بِقَذائفِ القَسَّـامِ رَصَّعْتِ المَدَى
هو الشعر، وهو الشاعر، هو الشعر الذي يصرخ في وجه الطغيان والجبروت ويفند الواقع، ويبين للناس مظلومية الشعوب المقهورة والمغلوبة على أمرها، وهو الشاعر الذي يقرأ الواقع المعيش ويظهر ما يستشعره من مآسيها وآلامها وأحزانها ، إنه المتحدث بلسان حال تلك الشعوب، في طابع شعري فني مجازي، وفي لوحة تعبيرية مختصرة، تختصر دلالات الواقع وتصور طبيعة المعاناة الجاثمة على صدور المظلومين لينبه الأحاسيس والمشاعر الغافلة في زحمة الزمن بما يجري وما يحدث ،

بِتنا وُقوفًا بعد نِصفِ مسافةٍ
والشَّجْبُ أمسى سِلعةَ الأنصارِ

أين الجيوشُ تَوَحَّشَتْ نفقــاتُها
وَالبُوصَلاتُ شَـكَتْ مِن العُوَّارِ

وَمُدَوْزِنٌ شَيْطانُنَا أوتارَنـا
عَزْفًا على التَّسْويفِ والإنكارِ

إنَّا وَهَنَّا والجِهـادُ فريضَةٌ
رَبْطُ الخُيولِ شريعةُ الأخيارِ

هذا هو القُمْرِيُّ يَنزِفُ صارخًا
ونُصِمُّ آذانًـا بلا أعذارِ

يا الله !
كم هي مؤلمة وصادقة هذه القصيدة، مؤلمة لأنها تحمل كل معاني الواقع المعيش، الذي يبعث على الحسرة والألم، وصادقة لأنها قالت الحقيقة ولو أن الحقيقة مرة، إنها تستحق البحث والتركيز والقراءة العميقة، لولا انشغالي بأمور وظروف قاسية حالت بيني وبين أن أعطيها حقها من القراءة، كقارئ ومتذوق، لقد تأخرت كثيرا ولم يحالفني الحظ ومع ذلك وعلى عجل اقتبست الأبيات السابقة، التي تتحدث عن الواقع العربي المزري، عندما تصبح ردود الأفعال، هي الشجب والتنديد دون أن يحركوا ساكنا، وگأن القضية لا تعنيهم فأي أنصارٍ هُم ؛ وبم يناصرون، إن لم يكن لهم موقف الفعل في المواجهة، واسترداد الحق المغتصب؛ " لله الأمر من قبل ومن بعد "
القصيدة قديمة متجددة جاءت في التوقيت المناسب لأحداث غزة مؤخرا، فشكرا لشاعرتنا ومعلمتنا القديرة ثريا نبوي، على هذه القصيدة الجميلة شكرا لها ولكل من يعيش هموم الأمة ويناصر قضاياها العادلة ..