الموضوع: آية وتفسير ~
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-26-2010, 03:20 AM
المشاركة 5
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
* تفسير تفسير القرآن الكريم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق




{ إِذَا زُلْزِلَتِ ٱلأَرْضُ زِلْزَالَهَا } * { وَأَخْرَجَتِ ٱلأَرْضُ أَثْقَالَهَا } * { وَقَالَ ٱلإِنسَانُ مَا لَهَا } * { يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا } * { بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَىٰ لَهَا } * { يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ ٱلنَّاسُ أَشْتَاتاً لِّيُرَوْاْ أَعْمَالَهُمْ } * { فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ } * { وَمَن يَعْـمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ }

قال ابن عباس: { إِذَا زُلْزِلَتِ ٱلأَرْضُ زِلْزَالَهَا } أي: تحركت من أسفلها، { وَأَخْرَجَتِ ٱلأَرْضُ أَثْقَالَهَا } يعني: ألقت ما فيها من الموتى، قاله غير واحد من السلف، وهذه كقوله تعالى:
{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ ٱلسَّاعَةِ شَىْءٌ عَظِيمٌ }
[الحج: 1] وكقوله:
{ وَإِذَا ٱلأَرْضُ مُدَّتْ وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ }
[الانشقاق: 3 ــــ 4] وقال مسلم في صحيحه: حدثنا واصل بن عبد الأعلى حدثنا محمد بن فضيل عن أبيه عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تلقي الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة، فيجيء القاتل فيقول: في هذا قتلت، ويجيء القاطع فيقول: في هذا قطعت رحمي، ويجيء السارق فيقول: في هذا قطعت يدي، ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئاً " وقوله عز وجل: { وَقَالَ ٱلإِنسَـٰنُ مَا لَهَا }؟ أي: استنكر أمرها بعدما كانت قارة ساكنة ثابتة، وهو مستقر على ظهرها، أي: تقلبت الحال، فصارت متحركة مضطربة، قد جاءها من أمر الله تعالى ما قد أعده لها من الزلزال الذي لا محيد لها عنه، ثم ألقت ما في بطنها من الأموات من الأولين والآخرين، وحينئذٍ استنكر الناس أمرها، وتبدل الأرض غير الأرض والسموات، وبرزوا لله الواحد القهار.

وقوله تعالى: { يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا } أي: تحدث بما عمل العاملون على ظهرها. قال الإمام أحمد: حدثنا إبراهيم، حدثنا ابن المبارك. وقال الترمذي وأبو عبد الرحمن النسائي، واللفظ له: حدثنا سويد بن نصر، أخبرنا عبد الله، هو ابن المبارك، عن سعيد بن أبي أيوب عن يحيى بن أبي سليمان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: { يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا } قال: " أتدرون ما أخبارها؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: " فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة بما عمل على ظهرها؛ أن تقول: عمل كذا وكذا يوم كذا وكذا، فهذه أخبارها " ثم قال الترمذي: هذا حديث صحيح غريب، وفي معجم الطبراني من حديث ابن لهيعة: حدثني الحارث بن يزيد سمع ربيعة الجرشي: أن رسول لله صلى الله عليه وسلم قال: " تحفظوا من الأرض؛ فإنها أمكم، وإنه ليس من أحد عامل عليها خيراً أو شراً إلا وهي مخبرة ". وقوله تعالى: { بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَىٰ لَهَا } قال البخاري: أوحى لها، وأوحى إليها، ووحى لها، ووحى إليها، واحد، وكذا قال ابن عباس: أوحى لها: أي: أوحى إليها، والظاهر أن هذا مضمن بمعنى: أذن لها. وقال شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس: { يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا } قال: قال لها ربها: قولي، فقالت، وقال مجاهد: أوحى لها، أي: أمرها، وقال القرظي: أمرها أن تنشق عنهم، وقوله تعالى: { يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ ٱلنَّاسُ أَشْتَاتاً } أي: يرجعون عن موقف الحساب أشتاتاً، أي: أنواعاً وأصنافاً، ما بين شقي وسعيد، مأمور به إلى الجنة، ومأمور به إلى النار، قال ابن جريج: يتصدعون أشتاتاً، فلا يجتمعون آخر ما عليهم، وقال السدي: أشتاتاً: فرقاً.

~ ويبقى الأمل ...