عرض مشاركة واحدة
قديم 09-11-2021, 08:57 PM
المشاركة 11
حمزه حسين
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: بيروتُ .. قلبي مُثْقَلٌ تَعِبُ

بيروتُ .. قلبي مُثْقَلٌ تَعِبُ


البحرُ يَشْهَقُ والأمواجُ تضطرِبُ

والنـــارُ تزأرُ .. والمينـاءُ يَلتَهِبُ



وَجْهٌ تَشَظّى مع المرآةِ في صَخَبٍ

وَاسْتُبْدِلَ الأمْنُ والأرواحُ تنْسَحِبُ



كانَ الدَّمــــــــــارُ علَى وَعدٍ لصاحِبَةٍ

هلْ ضرَّهُ الحَنْثُ هذا الجَحفَلُ اللَّجِبُ؟



بيروتُ مادَتْ بها أرضٌ وأفئــــــدَةٌ

والخَفقُ يَعلو وماءُ القلبِ ينسَكِبُ



لَمْ تَسْتَرِحْ أبَدًا مِنْ نَزفِ أوْرِدَةٍ

والجُلَّنَـــارُ لَها رِفْـــــدٌ وَيَنْتَحِبُ



ماذا أقولُ؟ دَواتي حِبرُها وَجِلٌ

والحُزنُ يَقْصِفُ أقلامي فتَنْتَكِبُ



تَهوِي المَدائنُ نحو الحَتْفِ مُسْرِعَةً

كصَخرةٍ مِن هُجومِ السَّيْلِ تَرتَعِبُ



مِلْحُ العذابَاتِ أكْداسٌ بِأَورِدَتِي

أينَ الدَّواءُ فَقَـــــلبي مُثْقَلٌ تَعِبُ



بيروتُ يا جَنَّةً ذاعتْ مَحاسِنُها

مَنْ للرَّوابي غَدَتْ بِالبؤسِ تَنْتَقِبُ



أينَ المَغانيْ نَسيمُ البحرِ هَدْهَدَها

طيرُ الأمـــــانيْ عنِ الآفاقِ تَغتَرِبُ



يا نَجْمَةً رَمَشَتْ، أهدابُها اقْتُلِعَتْ

ضاقَتْ سماؤكِ والأهوالُ تَحتَجِبُ



ضُمِّي جِراحَكِ بِالعزماتِ وانْتَعِلي

دَعي الخِلافاتِ في النِّيرانِ تَحتَطِبُ



عُودي كما كُنتِ يا ألماسةً غَرَسَتْ

أضواءَها أسْهُمًا في قلبِ مَنْ يَثِبُ

****

5/8/2020


تَمَّ نشرُها في مجلة "مَرايــــا" العراقية بنسختيها الورقية والإلكترونية العدد (23) آب2020

من ديوان: [الترابُ المُرتَهَنْ]
ما زال الشعر بخير ونحن نبحر في هذا البحر الزاخر بالألحان والمعاني الجميلة

هنيئا لبيروت الحبيبة وهي تعانق معاني ثريا الشعر والسحر
فتحلق بنا إلى حيث الحب والجمال

رائع مجددا ما قرأت هنا أستاذتنا الرائعة دوما التي عودتنا على زلال أنهارها العذبة

كل بيت فيه لمسة تجبر القارئ على التوقف معها

النص غني مفعم بالجمال والصدق
وغني عما أقول بحقه

أحسنتِ وأجدتِ شاعرتنا
دمت متألقة

ورد نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وتحيات