عرض مشاركة واحدة
قديم 09-13-2021, 03:56 PM
المشاركة 18
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: يوميات ياسَمِين
"مثلا منشور مرفق بڤويس من " لچمي " العاملة التي غادرتني منذ ثلاث سنوات
الڤويس الذي تسمعني إياه يوميا دون أن تغيّر حرفًا واحدًا ، عبارة عن :
( سلام عليكم ماما ياسمين، سلام عليكم بابا ناصر، سلام عليكم بابا عبدالله، سلام عليكم ياسمين، سلام عليكم بنيامين، كلكم كلكم سلام عليكم) كأنها تسلم عليّ وتبلغني تحياتها للجميع بالاسم ، هذا حد تفكير هذه المرأة المسنة…
هذه المسكينة حكايتها حكاية تبكي الحجر ، كنت قد كتبتها كمقدمة لكي تعرفوا من هي بالضبط ، واختفت الصفحة ، وبالتالي اختصرت الحدث اليومي الثابت بالنسبة لها ."


الإنسانة بكل معنى الكلمة ياسمين

مستمتعة جدا بيومياتك وأنتظرها بفارغ الصبر
فهي أفضل بكثير من المسلسلات التي نتابعها
يكفي أن يومياتك من الواقع فيها عبر ودروس

توقفت عند ما اقتبسته من كلامك:
بما أنها مسكينة وتحبكِ ولها حكاية تبكي الحجر
لمَ لم ترأفي بحالتها وتطلبي منها العودة مرة أخرى للعمل معك ؟!
أختي العزيزة عزيزة
لا يد لي في مغادرتها ولا حتى بعودتها
عندما أخبرتني أنها اشتاقت لابنها الوحيد قلت لها دعيني أجلبه إليك
حتى تريهِ وفي الوقت نفسه يعمل معنا كسائق إضافي ، فرحت كثيرًا بالفكرة
لكن زوجته الشريرة رفضت الفكرة ولم تدعه يأتي للعمل معنا،
فاضطرت المسكينة في الذهاب مع علمها بأن القانون لا يسمح بعودتها لكبر سنّها
وأخبرتها بألا تهتم وسيصلها راتبها شهريا وبالكامل على الحساب نفسه
وأخذتُ صورة من تحويلاتها الشهرية.
وغادرت وهي مرتاحة ، لأنها بنت منزلا يأويها هي وابنها مع زوجته،
وأثثت منزلها بالكامل من إلكترونيات وغيرها ..
كنت أرسلها على دفعات ليستلمها ولدها ،
كذلك اشترت مزرعة للأرز ، بإمكانها العيش بقية عمرها في عيش رغيد ،
لكنها تفاجأت بأن زوجة ابنها استولت على كل تعبها وألزمت زوجها
بتسجيل كل شيء بإسمها ، ( المنزل والمزرعة ) حتى رواتبها كانت الزوجة تستلمها
ولم تكتفِ بذلك ، بل طردتها من المنزل ، وارتفع الضغط والسكر لديها ،
اتصلت وأخبرتني بكل شيء ، وأنها حاليا في المستشفى ولا تملك ثمن علاجها
(كان هذا عام 2018) وقتها استأذنت المرحوم بالسفر فورًا إلى بلدتها ( مومباي)
رفض بشدة خوفا عليّ من الأمراض ، ولكنه لانَ شيئًا فشيئا أمام إصراري
حتى أنني أذكر أخذت لقاحًا قبل السفر .
كان ولديّ ياسمين وبنيامين في عمر الثامنة تقريبًا وامتحاناتهما الفاينل على الأبواب ،
ومع ذلك لم أرجع في قراري ، تركتهما تحت رعاية الله ،
وصلت للعاملة " لجمي"
وأخرجتها من المستشفى ،
استأجرت فندقا أذكر اسمه
" ذه أوباروي مومباي "
مكثت معها فترة ثلاثة أسابيع وخلال هذه الفترة وبتوصية من المرحوم
-(رحمه الله وغفر له وجعل ذلك في ميزان أعماله) -
شراء منزل جميل لها تحتوي على حديقة كبيرة بإمكانها زراعة ما تشاء ،
أشرفتُ على كل شيء، بقي أن أفكر حينها بمن أسجل المنزل ،
فلا أرغب أن يستورثها الابن ولا الزوجة بعد عمر طويل ، لأنهما لا يستحقان ذلك،
واستعنت بمواطن كويتي يعمل لدى سفارتنا هناك
فأشار إليّ أن يُسجل بإسمي ، فأنا الوحيدة التي لا يمكن أن أغدر بها .
حتى أن " لجمي" أيدت الفكرة ..
وأيضا طلبت منها تسكير حسابها وفتح حساب جديد لها
حتى لا تسيطر زوجة ابنها الشريرة على أموالها ،
وحتى يمكنني إرسال راتبها وأنا متيقنة بأنها ستستلم نقودها بنفسها .
عدت من السفر لأجد ولديّ اجتازا الامتحانات وبتفوق ،
كانت هدية رب العالمين لي نجاحهما بتفوق مقابل عمل الخير ..

علمت الآن عزيزتي عزيزة لمَ هي هناك
ولم تتمكن من العودة !
وتراسلني يوميا وتسلم على الجميع
لم تنسَ يوما مراسلاتها لنا ..