كأنك لم تكن وطني و لا نسبي =و لا الريح التي سكنت مع السحب
و لا الدنيا بقافيتي و لا لغتي= و لا حرفا يشكل بالمدى كتبي
هنا غنت مراكبنا و قد غرقت= مع الرايات حين غفت مع العطب
سؤلنا عن موانئنا و عن لغة= تجدف بالغريب ليقتفي نسبي
و متنا نرسم الأوطان في دمنا= فيقطر من دمي وطن بلا لقب
يهرول جائع: خذ من دمي وطنا= و ضع لات و ضع جسرا من النصب
و قل هذي بلاد لست املكها= و قل هذي البلاد لقيطة الحقب
و سر في موتها فالموت يعرفها= و يعلم أنني جلاد مغتصب
و مت ثملا كمن قتلوا بنشوتهم= و قل تلك القرى بيارة العرب
كأنك لم تكن وطني بمحرقتي= و لا النار التي ثملت مع الحطب
تركتك مترعا مجدا و أوعية= بحانتنا فعد قد خانني تعبي
و ماتت زهرتي ثمل المدى قطفت= و بعثر لونها جهرا بلا سبب
أنا المنفي في وطن بلا أهل= و لا نور يشيع ثورة الغضب
يعانقني سهيل الروم ملتحفا= بخيمتنا التي قدت من اللهب
فاهذي بالتي حرقت و اذرف من =دمي وطنا يشيد من ثرى الخشب
قبورا تورق الدنيا بسمرتها =تنير مدينة قدت من العجب
منير عليمي
هناك تحوير في البحر الوافر