عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
3

المشاهدات
4000
 
نايف المطلق
من آل منابر ثقافية

نايف المطلق is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
31

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
Feb 2011

الاقامة

رقم العضوية
9690
03-19-2011, 07:30 PM
المشاركة 1
03-19-2011, 07:30 PM
المشاركة 1
افتراضي أمل حياتي .. غوتشي
((أمل حياتي..جوتشي))...إهداء للرائع دائماً الكاتب عمرو الغامدي



17/3/2011



أمل حياتي...هكذا قالها الطفل أمام صديقي عندما كان خارجاً من منزله



أخذ ينظر إلى الطفل في نظرات بائسة ملئتها أوجاع تقلبت على صدع أخذ ميسرته من قلب صديقي.



أخرج زجاجة العطر الفاخرة المنتمية إلى الشركة العالمية "جوتشي" بداء في مزج عبيرها على اصبعيه وإستنشقها كالمدمن الذي أصبح طموحه الحصول على جرعة بسيطة من الكوكائين ولو قدر له بيع الروح لباعها مقابل أن يرتشف أنفه النهم لذلك العطر لباع ولم يفكر.



هكذا كان بداية خريف 2009 م



إعتزل الدنيا لأجل هذه القنينة والتي كان يحملها أينما تجده في جيب ثوبه العتيق والذي كان يرجُ الله أن يعتقه بعد أعوام من تهالك همه,كان يحافظ على تلك القنينة وكأنها تحمل شرفه وعاره لم يكن يهتم إن كان منظر ثوبه المسكين قد تهالك المهم بأنه عال مقداره بعد أن توسدت مكانً من الثوب.



أخرجني من منزلي وبداء يحكِ لي أين ذهبت هذه القنينة الفاخرة وكيف هي ومتى يبداء موعد تبخرها ومتى تتجدد كنت أستمع له وأضفي على أجواء غزله تلك الموسيقى البسيطة التي كان يعزفها أحد الموسيقين البسيطين فكان يقول:



عبرت شارع ( فينيسيا )



وأنا أعلم أنّي



أمُرّ على هيئة رجل راحل




راحل عن كل شيء



أحمل حقائبي واسمي مكتوبٌ



على كل التذاكر



إلى محطة الحب النهائية



إلى قلبك الريفي



...



نعم لقد كان قلب زجاجة عطره ريفي وكان صديقي هو ذاك "الريفي"



لم يكن يفقه ثقافة التدخين في تلك المقاهي التي تترنح في شوارع المدينة الريفية والتي إكتستها مياه الإمطار من كل شارع فأيقن و قال:



لولا عطرها ما زان ريح المطر ..




كأنه يغني في المطر ثم صمت قليل وقال:



أريد الذهاب إلى المنزل.



جن جنونه وهي يشتم عطر "جوتشي"




كتب في مذكرته بعض الملاحظات وكأنه يرسم الخطة الإستراتيجية لنهاية أي قصة فأعاد زجاجة العطر وأخذ يتسكع بعيداً عن هوى العشاق ترنحت شفتيه وكبرت همومه وأخذ يبحر في عالم المقاهي التي كان ينزعج منها أصفر وجهه ونحل معصمه فأنشد قائلاً:



أتعلمين أينَ أرسلني فراقكِ ؟! إلى تلكَ الأماكنِ التي لا عاقلَ فيها !



تسرّبتُ – بعدكِ – إلى تلكَ الأمور السيئة , قطرة ً قطرة ً



وأنا أرقصُ فوق الأكواب التي امتلأت بحسناتِ العشاقِ , هناك



سكبناها على الأرض , ونغنّي مثلَ بلَهاء .. نملكُ السيئات الآن فقط



منحنا الحبّ أجمل ما فعلنا , واستعدينا لما سيأتي بالرذائل !!




الدخان يخرجُ من صدري , ثمّ لا يتلاشى .. عقوبة لي , لست أدري !



يصوّر لي اسمكِ , حبكِ , عينيكِ , يحاول أن يعيدني للفضيلة !



ولكن أيّ حياة هادئة ستكون من بعدكِ ؟! أرجوكِ .. أنا فاني !



إنها مسألة وقت حتى تكتب الصُحفِ اسمي , أنهم يعشقونَ مثلَ أخباري



لأنكِ كنتِ أخلاقي ونُبلي , فقد ذهبَ مني كل ذلك , حين رحلتِ !



..



إنتهى صديقي من خطاياه التي تبعت الفراق وعاد مسرعاً ليعيد زجاجة عطره من جديد.



...