عرض مشاركة واحدة
قديم 11-11-2011, 09:22 PM
المشاركة 24
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
اقتباس من سراي علي :

" من السذاجة الفكرية الاعتقاد ان الربيع العربي كما يسميه بعض المثقفين وكما يحلو لي تسميته بثورة القطيع ، لا يمثل ذلك الامتداد الطبيعي لسيطرة الغرب الكافر على مجتمعاتنا العربية والاسلامية فهذا التغيير ليس بمعزل عن املاءات كثيرة كانت حملتها ابتداءا من حرب الخليج الاولى وامتدت الى هذا الربيع المزعوم الذي استهوى كثيرا من المثقفين والساسة وباعة الفجل والخيار على ارصفة الشوارع والطرقات"

- لا احد يقلل من شأن التخطيط الاستعماري للمنطقة العربية والمؤامرات الاستباقية وذلك ما يحصل عادة، لكن من السذاجة ايضا الافتراض ان محمد ابو عزيزي قد تلقى تعليمات بأن ينتحر، ليكون شرارة لثورة الفقراء المسحوقين وبعيدا جدا عن فئة المثقفيين، من اجهزة المخابرات الاستعمارية والتي يظهر انها تفاجأت جدا في نمط ما حدث ويحدث.

صحيح ان كل الاجهزة في البلاد الاستعمارية قد استنفرت لتحجيم الضرر عليها او الاستفادة القصوى مما يحصل وركوب الموج ...لكن لم يتوقع احد منهم حتما ابدا ما حدث ولم يتمكن احد من التحكم في سير الاحداث فالظروف كانت ناضجة للتغير نتيجة لعدة تراكمات من ضمنها تراكم المعرفة، وانتشار الوعي، والتطور في وسائل الاتصال خاصة المرئي منه، والظلم الاجتماعي شديد القسوة، والبطالة، والفقر، وغياب الحريات، والممارسات التي كانت تمارسها انظمة الحكم الفردية، واحتفاظ هذه الانظمة بكل الثروة، وهي الانظمة التي لم تكن تتصور ان مثل هذه الظروف يمكن ان تجتمع ليحدث الانفجار من فئة الشباب الذين تركوا لينغمسوا بملذات الانترنت وفي بعض المناطق بالمخدرات في محاولة لابعادهم عن قلب الاحداث.

والدليل الواضح على ذلك ان الذي يجني ثمار هذه الثورات هم الاحزاب ذات التوجه الاسلامي لانها الاكثر تنظيما ربما والاقدر ماليا - فهل خطط الغرب لتتولى حركة النهضة الحكم في تونس مثلا؟ وذلك ما سوف يحصل في البلاد الاخرى حسب ما يظهر من معلومات ومؤشرات!

ان الاعتقاد بأن ما حصل كان من تخطيط وتنفيذ الاجهزة الاستعمارية فيه مدح لهذه الاجهزة لا تستحقه ابدأ في هذه الحالة، وفيه اجحاف بحق الكادحين الذين انتفضوا بسبب سوء الواقع الذي اصبح لا يطاق فاصبح الموت ارحم من مثل تلك الظروف البائسة.

كما ان القول بأن المثقين العرب كان لهم دور فيما حصل بعيد عن الدقة...صحيح ان الانتلجنسيا هي التي تقود الثورات عادة لكن هذه المرة الذي قاد الثورة هم القاعدة الشعبية المسحوقة لتسير اغلية الطبقة الوسطى وبعض المثقفين في الركب ليس اكثر.

وفي النتيجة فأن الاحتمال الاكبر بأن وصول مثل هذه الاحزاب ذات التوجهات الدينية لن يتمكن من حل الاشكالات التي ادت الى بروز الثورة وربما ان كثير منها سيُحارب اقتصاديا لتتمكن الاجهزة الغربية من التحكم من الصحفة التالية من الثورات التي سوف تستمر ما دام الظلم الاجتماعي قائما، وحتى لو تحقق الرخاء الاقتصادي فأن الثورة سوف تستمر لان مثل هذه الاحزاب سوف تعجز عن توفير جو الحرية المطلوب في هذه المرحلة مهما حاولت من التحسين في صورتها الذهنية كما يحصل في تونس من قبل حركة النهضة...وعليه فأن الثورة ( ثورة الربيع العربي) مستمرة لسنوات كثيرة قادمة ذلك لان الواقع اصبح ناضجا للتغير، ولا احد يستطيع ان يوقف حركة التاريخ ابدا.