عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
6

المشاهدات
1143
 
حسن زكريا اليوسف
شاعر وأديب عربي

اوسمتي


حسن زكريا اليوسف is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,176

+التقييم
0.40

تاريخ التسجيل
May 2009

الاقامة
عــرش الـيـاسـمـيـن

رقم العضوية
7082
06-26-2022, 04:44 PM
المشاركة 1
06-26-2022, 04:44 PM
المشاركة 1
افتراضي الــــقــــلـــــم



الــــقــــلــــــم


لا شك أنَّ التطور التقني والتكنولوجي أخذ حيِّزاً واسعاً في حياتنا اليومية وما نستعمله ونعتمد عليه في إدارة شؤوننا في شتى المجالات، والكتابة من أهمها؛ سواء الكتابة الإبداعية بالنسبة للأدباء والشعراء والكتّاب والمبدعين عموماً، أو الكتابة العادية إن صحَّ التعبير؛ وأقصد بها الكتابة في المخاطبات والمراسلات والمذكرات وغير ذلك.
والاعتماد كان سابقاً محصوراً بالقلم وكانت له نكهته الخاصة، فمثلاً نذكر جيداً كيف كانت للرسائل المكتوبة نكهة خاصة وكنا نقرأ الرسالة من أخ ٍ أو صديق ٍ بعيد ٍ عنا مراتٍ عدة، ومع كل قراءة نجد لذة مختلفة وشغفاً آخرَ.
الآن حلّت التكنولوجيا محلَّ كثير ٍ مما كنا نستعمل، ومن ذلك القلم، فصار الكمبيوتر والموبايل والكتابة الكيبوردية. لا شك أنها قد تكون أحياناً مُلبّيةً لحاجات السُّرعة، ولكن يبقى للقلم رونقه وألقه، فالتعاطي مع القلم بالنسبة لأي مبدع مثلاً ليس تعاطياً مادياً كأداة للكتابة فقط ؛ بل هو تعاط ٍ روحي ؛ بمعنى أنَّ المبدع حينما تحتضن أصابعه القلم بدفء وحنان فإنه يحسه جزءاً من جوارحه ويعطيه شيئاً من روحه؛ فيكتب براحة واستمتاع.
ورغم كل هذه الثورة التكنولوجية والقفزة التقنية الجامحة وما في كل ذلك من إيجابيات وإن كان فيه غير قليل من سلبيات، فإن القلم يبقى أقرب إلى روح الكاتب، وسيبقى محافظاً على هذه العلاقة الحميمية بينه وبين أي كاتب أو مبدع يدرك تلك الحالة التي تنتابه عندما يمسك بالقلم ويخطُّ عَبره أفكارَه وحروفَه.
وحريٌّ بالجهات الثقافية والتعليمية ومن يقوم عليها التركيز على أهمية القلم ودوره، وذلك من خلال تشجيع الجيل الناشئ على الالتزام باستعمال القلم في الكتابة؛ والتقليل ما أمكن من استعمال الموبايل، وكذلك جعل بعض إن لم يكن كل الاختبارات مكتوبة بخط اليد ، إلا في حالات تستدعي الاعتماد على التقنية الحديثة. ونحن لا نقصد بذلك إهدار ما توصلت إليه الحضارة المعاصرة والتقنية الحديثة من أساليب وتقنيات توفر الوقت والجهد في الكتابة ؛ لكن على الأقل نترك مجالاً وحيِّزاً كافياً للتركيز على القلم وأهمية الكتابة بواسطه.
إنَّ هذا الجيل والأجيال القادمة أملنا الواعد، وهم بحاجة لأن نساعد ونسهم في ترغيبهم بالكتابة بالقلم ، وذلك من خلال حثهم والحديث عن تلك الحالة الروحية والعلاقة الحميمية بين الكاتب والقلم ؛ وهنا أقصد بالكاتب أيَّ أحد ٍ يمسك القلم ويبثه أفكاره ولواعجه ليخطها وتجري حروفه على أوراق ٍ خصبة تتوق لأنْ يجري عليها المداد تزهر فيها الكلمات.
يجب أن نعلّم هذا الجيل والأجيال القادمة أنّ في الكتابة بالقلم إحساساً فريداً لا يمكن نيله وجني ثماره من خلال الكتابة الإلكترونية والكيبوردية؛ فتلك العلاقة بين القلم ومن يكتب به علاقة خاصة دافئة ، لا يدرك مدى متعتها ولذتها إلا من يكتب بالقلم ويجعله رفيقه الذي يلجأ إليه كلما أراد أن يُعبِّرَ عن خلجاته وأحاسيسه وأفكاره.


قناتي على يوتيوب https://www.youtube.com/channel/UCjD...VUEJrfj86v0h-Q
فيس بوك https://www.facebook.com/profile.php?id=100060987426703
إنستغرام hasan_zakaria_alyousef