الإثنينية في التعامل إن من الممكن لمن يعيش أجواء متوترة - في المنـزل أو العمل - أن يعيش حالة من الإثنينية النافعة ، بمعنى مواجهة الأزمات بشخصه ( الظاهر ) للناس وهو الذي يعيش على الأرض بهمومها ومشاكلها . وهذا الشخص الظاهر للعيان هو الذي قد يهان أو يعاقب إلا أن هناك شخصية أخرى لاتطالها يد البشر أبدا وهي شخصيته ( الروحية ) لأنها ليست من عالم المادة لتخضع للتهديد أو العقاب ، فالأمر كما وصفه أمير المؤمنين بقوله : { صحبوا الدنيا بأبدان ، أرواحها معلقة بالمحل الأعلى } . وعليه فليس العبد ملزماً بأن يواجه الآخرين بهذه الشخصية وينـزّلها من عالمها الآمن ، ليكّدر صفوها بكدر أهل الدنيا . فالإيذاء القولي والفعلي إنما هو متوجه لذلك الوجود المادي لا لهذه ( اللطيفة ) الربانية . والذي يواجه الأزمات الأرضية هو ( شخصـه ) لا شخصيته إلا إذا تعمد هو بسوء اختياره في زجّها فيما لا يحمد عقباه . حميد عاشق االعراق 27 - 6 - 2012 الأربعاء 8 شعبان 1433هج