عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
8

المشاهدات
3920
 
أنين أحمد
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


أنين أحمد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
302

+التقييم
0.07

تاريخ التسجيل
Feb 2012

الاقامة
السعودية

رقم العضوية
10907
02-20-2012, 12:06 PM
المشاركة 1
02-20-2012, 12:06 PM
المشاركة 1
افتراضي صبرٌ وأمل .. بقلم أنين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أول مشاركة بقلمي أضعها بين أيديكم

آمل أن تنال استحسانكم .. وتسعدني ملاحظاتكمنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
-------------------------------------------------

لم تكنْ الأحلام في الماضي إلا أماني
ومآ زلتُ أتقدمُ عمراً وأياماً .. لأفتح عيناي على واقعٍ جميل
كنت طفلةً تلعبُ وتقفز .. تركضُ وتُشَاغِب .. كنتُ أحبُ أن أحتضنَ الدمية .. وأجلِسُ قربَ أمي .. أمثلُ دورَ الأم وأعيشُ الأمومة ..
كانتْ أمي تَمسَحُ على رأسي تَبتَسِمُ لي..وكأنها تقول :: المستقبلُ الجميل ينتَظِرُكِ عندما تَكبُرين ::
وحينما بلَغتُ من العمر ..
أشرَقتْ حياتي بتَحقُّقِ أحلامي ..حصلتُ على شريكِ العمر .. كآن أجملَ رجالُ العالمِ بنظري .. كآن صدراً يحتوني ويحميني .. كآن بلسماً يداوي جروحِي .. وشمعةً تُضِيءُ حياتي
أيامي معهُ كحلمٍ جميل .. ولحظاتٍ دافئة عِشتُها معه ..
سُعِدتُ كثيراً بكرمِ الله ومِنَنِهِ عليَّ بأفضلِ الرجال .. سعدت لأنَّ أمنيتي سرعانَ مآ تحققتْ ..

ولكِنْ .. الأماني لا تزالُ مستمرة ...!!

لحظاتُ الطفولةِ لا زالت تتكرر .. ومشاهدٌ تطرحُها عليَّ الأيام .. تؤثرُ كثيراً على قلبي ..
فَحُلمِي لم يكتملْ .. وسعادتي بَدَتْ مهددةً بمخاوفٍ أعيشها .. كيفَ لا أخاف
وطفلٌ كنتُ أنتظِرَهُ إلى الآن .. لم يشرقْ بحياتي ؟

القلقُ ستحوذني .. والخوفُ يُربِكُني في كلِّ مرةٍ أرى فيها طفلاً صغيراً .
كنتُ أرغبُ بطفلٍ لأعيشَ الأمومةَ المنتَظرة .. كنتُ أرغبُ بأن أُدخِل البسمةَ في قلبِ شريكِ حياتي .. أريدُ أنْ أكونَ أماً .

قلبٌ لطيفٌ حنونٌ كآن في جوفِ زوجي .. كلَّما لاحظَ قلقي .. مسحَ على رأسي وأشعَرني بحنآنِه
كان دوماً يُظهِرُ أمَلَهُ وتفاؤلَه .. يتحدثُ بأجملِ الأيامِ الرائعة التي تنتظِرُنا ..
كنتُ أصغي إليهِ .. فينجلي حينها خوفي .. ولكن سرعانَ ما يعود

شهرٌ بعدَ آخر .. والأمنيةُ المنشودة .. لا تتحققْ ..
أيُّ صراعٍ في نفسي صرتُ أعيشُه؟؟.. كآبة .. حزن .. قلق ..
وما زادَ من خوفي وكادَ أنْ يوقفَ قلبي .. هو اقتراحٌ مخيفٌ طَرحَه زوجي
:: علينا بالفحوصات ::
كلماتهُ أرعبتني كثيراً .. رغمَ أنَّ لهُ الحق في ذلك .. ولكني كنتُ أخشى النتائِج .. أخشى أنْ أفِيقَ على صفعةِ الواقع ..
ولكن يبدو أنَّ اليأسَ قد تسلَّلَ إلى زوجي .. أو هوَ شكٌ راودهُ .. فأرآد قَطْعَهُ باليقين.
تماسكتُ نفسي .. وأرغمتُها على الصبر .. فلعلَّها تكونُ خيراً .. وأنهُ ليسَ ثَمَّةَ مآ يقلقُ حتى الآن ..
وافقتُهُ مبتسمةً :: كنتَ دوماً لطيفاً كريماً معي .. فشكري الى الله ثم إليك .. هذآ منْ حقِكَ أيها العزيز::
لا أعرف أيُّ قوةٍ تفجَّرتْ بداخلي .. إلا انَّني كنتُ على ثقةٍ أنهُ ليسَ ثمةَ مآ يخِيف ..!!

أقدَمنَا نحنُ الأثنين على الفحوصات .. وكآن خبرٌ سعيدٌ ينتظرني .. أنهُ لا بأسَ بي .. ولكنْ مآ لا كنتُ أنتظِرُه .. أنَّ هُنالِك خطبٌ مآ .. يقِفُ بوجهِ زوجي ..
تحَطَّمَ شيءٌ مآ بداخلِي .. كيفَ وأنَّ منْ أحببْتُ .. كآن عقيماً ..!!؟
سماعُ الخبر .. كان صدمةً قويةً لم يقبلْها عقلي .. وقلبي أيضاً؟؟
مشاعرُ الأمومةِ التي كآن قلبي يرْغَبُ بالتحَرُّكِ لها .. أحسَسْتُها تُهَشِّمُ قلبي.
لكنْ .. حينما رأيتُ خيبةَ الأملِ التي عَلَتْ وجهَهُ .. ودموعهُ التي تحاولُ الاختبَاء .. أحسستُ بأنه ليسَ مِنَ العدِل أنْ أبتَئِسَ وأحزَن .. فكيفَ أقسو على دموعِه الصادقةَ المتألمَة؟
وقلبَهُ الذي يتمنَّى أنْ يعشقَ طِفلاً ؟
.. وكونه رجلاً أرادَ أنْ يكونَ أباً كما كنتُ أرغَبُ أنْ أكونَ أماً .؟
في هذهِ اللحظة ..
استرجَعْتُ لحظاتِ الذكريات .. أيامي الجميلةَ لمْ تكن لتزهوَ إلا بهذا الرجلِ العظيم .. لحظاتُ الدفءِ والحنآن .. ليالي السهرِ والعشقِ والغرام .. لحظاتُ الأفراحِ .. لحظاتُ الأحزان

هذآ الشخص كآن دائماً بقربي .. وهوَ منْ صنعَ الجمالَ بكلِّ أيامي .. فجعلَ منها أكثرَ من مجردِ ذكرياتٍ أستَرْجِعُ بهآ أفراحِي وأحزاني .

وقَفتُ أمَامَهُ وأنا ابتسم .. حاولتُ الصمود .. حاولتُ أنْ أبُثَّ بقلبِهِ الأملَ كما كان يفعلُ دائماً .. ويجعَلُنِي قويةً عندما أقلقُ مُسْتَسلِمَةً لأفكاري.
أرادَ أنْ يتكلمْ .. أرادَ أنْ يعتَذِر عن أمرٍ لم يقتَرِفه ..
فأوقَفتُهُ سابِقَةً إياهُ في الكلام
:: لستَ مضطراً لقولِ أي شيء .. فإن لم يكتِبْ الله لنا طفلاً في القريبِ العاجل .. فليسَ علينا أنْ نجزعَ ونقطعَ الأملَ من رحمةِ الخالق .. قد تتغيرُ الأرزاق .. والله واسعُ الفضلِ والكرم .. والرحمة ..
لستُ امرأةً تتخلى عنِ السعادةِ والحياةِ الرغيدة .. يكفي أن أكونَ بقربِ من أحبَبتْ .. وقرب من كان دوماً حلماً تحققَ بالنسبةِ لي .. إنْ كانَ الطفلُ أمنيتي التي لم تتَحققْ .. فأنتَ أمنيةٌ قدْ تحقَّقَتْ .. أشكرُ اللهَ عليها دوماً وأبداً
يكفي أنْ تكونَ زوجي .. ويكفِي أنْ أعيشَ بقربِ منْ أحِب
::
لربما كلماتي القليلة أشعرته بقليلٍ من الاطمئنان ..لكنها كلمات نبعت من قلب امرأة أحبت زوجها كثيراً ورضيت بما كتبه الله وقدَّره .
فلن أجعله يشعر بالذنب اتجاهي أبدا .. وليس يجب عليه ان يعيش هذا الإحساس .. فهذا من أمر ربي .. ولن نعترض على أمره
لكني لم اقطع الدعاء راجية من الله ان يرزقني بطفل واحدٍ على الأقل وبدعائي .. تطمئن نفسي .. فأجد ان الأمل كان وِرداً ينعش حياتي .. والصبر هو سلاحي الذي اتسلح به دائما ودائما ..
فعشت أيامي محاولة ان اتغلب على عاطفتي المتقدة التي تهوى الإحساس بالأمومة .. والعيش في تجربة جميلة تنتظرها كل زوجة
مستندة على أمل .. وايمان بالله .. انه قادر على ان يهبني مطلبي
فهو قادر على كل شيء.

لم تنتهي الحكايةُ بهذا الشكل .. فبعدَ أنْ انقَضتْ بِضعَ سنوات .. رُزِقنا بطفل .. كانت هديه من رب السماء .. فرحتنا كانت شديدة .. فبعد سنوات من الانتظار .. تحققت أمنيتي .. أمنية احببتها وتعلق قلبي بها منذ أن كنت طفلة .. نعم .. هبة من الله الذي استجاب لدعائي .. أنْ شكرْنا وحمدْنَاه ..ولم نقطعْ منهُ الرجاء .. والله عِندَ حسنِ ظنِّ عبدهِ به ..


بقلم أنين