عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-2010, 04:12 AM
المشاركة 3
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
توثيق القصائد و وصف نسخها:
تم الاعتماد في تحقيق القصيدتين الأوّليين من هذه القصائد الثلاث على نسختين خطيتين أصليتين موثقتين إذ كانت موسومتين بالوضوح مكتوبتين بخطٍّ نسخي معتاد و كانتا مضبوطتين بالشكل:
القصيدة الأولى:
تقع في أربعِ صفحاتٍ ذاتِ حواشٍ و إضافات و قد حدد السنوسي عدد أبيات هذه القصيدة بسبعةٍ و خمسين بيتاً , و لكنه أضاف من بعد ذلك إليها أبياتاً أخرى تفرقت في حاشيتي الصفحتين الأخيرتين و تضم كل من الصفحتين الأوليين ستة عشر بيتاً , كما تضم الصفحة الثالثة اثنين و عشرين بيتاً منها ما تم تدوينه في الحاشية و منها ما تم تدوينه في ذيل القصيدة و تضم الصفحة الرابعة أربعة عشر بيتاً منها ما تم غطْشه و منها ما تم رسمه في الحاشية , و قد رسم السنوسي اسمه في ذيل هذه الصفحة , و أرخ قصيدته عندئذٍ بالثالث عشر من شهر ذي الحجة الحرام سنة 1354 للهجرة.

قال علي بن محمد السنوسي ( الكامل):
  • قالتْ : و ساجعةُ الرُّبى تترنمُ=سَحََرا و سمَّاريْ جميعاً نُوَّمًُ
  • ما لي أراكَ مِنِ التَّفكُرِ واجِماً؟ =لا تشتكي وجَعاً و لا تتكلمُ
  • فأجبتها و الدّمعُ فوقَ محاجِري=مُتبسِّماً ما حالُ مثلي يُعْلمُ !
  • قالت: و رَبِّكَ و العجائبُ جَمَّةٌ = شتَّى و أغربها البكا وَ تبسّمُ
  • كيفَ ابتسامُك لي و دمعك هاطلٌ ؟=هذا يؤكدُ ليْ بأنَّك مُغْرمُ
  • و جَذبتها نحوي و قلتُ مُغالطاً: =ما كُلُّ منْ يشكي الغرامَ مُتيَّمُ
  • قالتْ و قدْ طافَ الكرى بجفونها : حتَّى متى تروي القريضَ و تنْظمُ ؟
  • و أراكَ تقتحمُ البحورَ فرُبّما=يهوي بك التَّيارُ و هْوَ مُطَمْطمُ
  • فارْبأ بنفسكَ أنْ تَكونَ لألسنٍ=هدَفاً تُمزِّقُهُ النُّبَالُ و أسْهُمُ
  • فأجبتها منْ بعدِ حينٍ : إنني= رجلٌ سجيتهُ الغنا و تَرنُّمُ
  • و الشِّعرُ جيّاشٌ بقلبي ما لَهُ=من دافعٍ و هُوَ الأبيُّ المُصْدِمُ
  • و رأيتُ نفسي كلَّما نَهْنَهْتها=شَمخت و ظلَّتْ في حِماهُ تُحَوِّمُ
  • قالتْ: و أينَ حِماهُ ؟ قلتُ بديهةً: = حيثُ الخِلافةُ و اللِّوى و المخيَّمُ
  • قالتْ : و بَيَّنْ ليْ , فقلتُ مُبادراً:= مَلِكٌ أضاء به الزَّمانُ المُظْلمُ
  • قالتْ : و زِدني الوَصْفَ قلتُ صَراحةً =سُلطاننا عبد العزيز الضَّيْغَمُ
  • عَلَمُ الزَّمانُ و حَبْرُهُ و عِمادهُ=عملاً و عِلماً و الإمامُ الأعظمُ
  • و مُجَددُّ الدِّينِ الحنيفِ و شَمْسُهُ=و سِراجُهُ و الحُجَّةُ المُتَكِّلمُ
  • يَومَ النَّدى فهْوَ الفُراتُ لواردٍ=عذبٌ و يومَ البَأْسِ نارٌ تُضْرَمُ
  • فَجَرِيْحُهُ لا يُستطالُ لهُ البقا=و قتيلهُ حنَقاً عَلَيْه يُصَرَّمُ
  • يَسْبي الملوكَ و تِلكَ عادةُ قوْمِهِ=و جدودهِ مِنْ قبلِ ما يَتَعلَّمُ
  • آباؤهُ راضوا الزَّمانَ و ذََلَّلوا=صَعْباً و حازوا العِزَّ و هْوَ مُقَسَّمُ
  • مَلكوا المَشَارقَ و المَغاربَ و ابتنوا=فيها الصّياصي بالقنا و هُمُ هُمُ
  • ما زالَ ناديهم مناخاً للنَّدى=فالرِّيُّ سلسالُ بِهِ و المطعمُ
  • و لَهُ إذا عُدَّتْ مَفَاخِرُ مُعْرِقٍ=في دوحة العُلياء فخرُ أفْخَمُ
  • و إذا غَزى فالرُّعبُ ينْصُرُ جيشهُ=مَددَاً و أمْلاكُ السَّما تتقدَّمُ
  • و لجُنْدهِ راياتُ فَتْحٍ في الوغَى=منْ حيثُ أقْبَلَ فهو سيْلٌ يَحْطِمُ
  • ما قَطُّ جَاولَ في المعاركِ خيْلَهُ=إلاَّ و كانَ لهُ السِّبا و المغنمُ
  • لا غرْوَ إنْ فرَّتْ جُموعُ عدائه=فالحقُّ يعلو و الأباطِلُ تُهْزَمُ
  • لا يستطيعُ بأنْ يَدُلَّ عدُوَّهُ=بمكانِ عسْكَرِهِ الغرابُ الأعْصَمُ
  • و لَرُبَّما أردى العِدا بديارها=بدهاهُ و الجيشُ الخميسُ مُخيِّمُ
  • و من المُحالِ بأنْ تَكونَ ببلدةٍ=أُمَراؤُهُ فيقيمُ فيها المُجْرمُ
  • وَ حَمى الجزيرةَ و استقام بحفظها=مِنْ بعْدِما كانتْ يُراقُ بها الدَّمَ
  • ما زالَ يُصْلحُ شأنها مُتَحَمِّلاً=عَنْها مَشَقَّةَ ما يَضُرًّ و يُؤْلُمُ
  • رَاقَ الزَّمانُ بهِ و أصبحَ أهْلُهُ=في نعْمَةٍ تَتْرى و قَلَّ المُعْدِمُ
  • و قد استراحَ النَّاسُ حتَّى لم يكُنْ=ما بينهم يُلفى مريْبٌ يُتْهَمُ
  • و غدَتْ تُفَدِّيْه العِداءُ لأنَّها=وجدَتْهُ أفضَلَ مَنْ يَرقُّ و يَرَّحَمُ
  • بَخٍّ لموْلودٍ يُرَعْرعُ ناشِئاً=في ظلِّ دَوْلته يَشِبُّ وَ يَهْرمُ
  • وَ منْ العجائبِ كُلّ يومٍ عِنْدَهُ=رَفْعٌ لطلاَّب الحوائجِ تُخْتَمُ
  • لو غَرّهُ طَمَعُ الحُطامِ فلم يكن=يمضي إلي غير الخزانة درهمُ
  • و نوالهُ مطَرٌ يعمُ فكمْ بهِ=مَنْ بالمغاربِ و المَشارقِ ينعمُ
  • ما بيْنهُ و الفرقدينِ تفاوتٌ=بِعُلوِّ رتْبتِهِ فكيفَ يُكَلَمُ ؟
  • لولا تَواضعُهُ لما وصَلَتْ إلي =تَقْبيلِ جَبْهَتهِ الخَيَاشمُ و الفمُ
  • فَكِهٌ و لكن لا يَميلُ إلي الهوى=بحديثهِ يوماً و لا يتَلَعْثَمُ
  • و يَقُومُ للطِّفْلِ الصَّغير و سائلٍ=جَدْواهُ في وسط الطّريقِ و يُكرمُ
  • مُتَوَقِّدُ الأفكارُ إنْ عَنَّتْ له=دَهْماءُ يَقْطرُ من مراجلها الدَّمُ
  • فيرى الصَّوَابَ بما يُدَبِّرُ رأْيَهُ=مِنْ أمرهِ فكأنَّما هو يُلْهَمُ
  • يابْنَ الأئمة كيفَ تُدْعى بيننا= مَلِكاً و أنتَ لنا الإمامُ الأعظمُ
  • كُلُّ الملوكِ على إقامةِ أَمْرِها=عَدَلتْ عَنْ التَّقوى و أنتَ القَيِّمُ
  • و أقَمْتَ أمْرَ اللهِ فينا سالِكاً=لطريقهِ المُثْلَى الَّتي هِيَ أقْوَمُ
  • و اتت فِعَالُكَ شِبه وحيٍ بالَّذي=تَقضي بهِ بينَ الأنامِ و تَحكُمُ
  • في سيرةِ نبويِّةٍ و سياسةٍ=عُمَرِيَّةٍ ما زِلتَ فينا تُوْسمُ
  • ما مرَّ يومٌ لم يكنْ في ظرْفهِ=عَدْلٌ يُشادُ به و ظُلْمٌ يُهْدَمُ
  • و الشَّرْعُ في قُننِ المعالي شامخٌ=و الكُفْرُ منتكسٌ يَخُورُ و يبْغُمُ
  • و تبينَ الحقُّ المبينُ و طالما=كانت شهادته تُردُّ و تُكتمُ
  • هل تُنْكرُ الأيّامُ منكَ محاسناَ=أَوْليتَها حتّى غَدَتْ تتَبَسَمُ
  • أولم تكن عَرَبً الجزيرةِ قبل أنْ=وُلِّليتَ ذِمَّتَها تُهانُ وَ تُهْضَمُ
  • أبْدلتها بالذُّلِ عِزَّاً شامِخاً=و الخوفِ أمناً لا يُراقُ به الدَّمُ
  • و جعلتَ رأْيكَ في مسارحِ أَرْضها=جَيْشاً فوارسه المُغِيرةُ ديلمُ
  • ما عورةٌ إلاّ و أنتَ سترتَها=غضّاً و مثلك منْ يغضُّ و يحْلَمُ
  • ماذا نخافُ و أنتَ قَسْورةُ الورى=و سعودُ رايتُها و فيصلُ مِخْذَمُ
  • و إذا جرى ذِكْرُ المُلوكِ بمجلسٍ=فحديثنا أبداً بذِكْرك َ يُخْتَمُ
  • دُمْ راقياً عرْشَ العَلاءِ و والياً=أمْرَ البرِيِّةِ ما أهلَلَّ المُحْرِمُ

*القصيدة الثانية:
القصيدة الثانية وجدت مختومة بخاتم السنوسي نفسه كما أنها مثبتة في مجموع (( شعراء الجنوب)) لولا التحريف الذي أصاب بعض أبياتها و السقط الذي وقع فيها .و تقع في خمس صفحاتٍ في كلِّ صفحة من الصفحات الأربع الأولى أحد عشر بيتاً و في الصفحة الخامسة عشرة أبيات و عدد أبياتها مجتمعة أربعة و خمسون بيتاً و قد ختمها السنوسي بخاتمه و دوَّنَ عدد أبياتها بقلمه و أرَّخها بالثالثِ من شهر رمضان سنة 1354 للهجرة.

يقول فيها على بن محمد السنوسي (الطويل):
1. أجَلُّ مساعيهِ العِنايةُ بالهُدى=و غايةُ مرماهُ النِّكايةُ بالعدا
2. و راحتهُ في بسْطِ راحتهِ الَّتي=تجودُ إذا ما أخلفَ الغيثُ بالنَّدى
3. و شَبَّ وشبَّ الحربُ في عنفوانهِ=و خاض لظاها بالعجاجة أمْردا
4. و يفري المنايا كُلّما ثار غازياً=بجيشٍ يدُكُّ الأرضَ غوراً و أنجدا
5. و ما موضع إلاّ و شائعُ ذكره=جميلٌ به ممّا أفاد و أرفدا
6. و أقربُ شيءٍ عنده إن بدا له=به شرفُ الإسلامِ ما كان أبْعدا
7. قُصاراه تشييدُ المعالي بهمةٍ=تُركب في تاج الأسرةِ فرقدا
8. يكادُ من التصميم في عزماته=على مفرِقِ الإكليل يلتمسُ المدى
9. و حيثُ مضى يَسقي البلادَ بعارِضٍ = هتونٍ مُلُثٍّ من أنامله ندى
10. و تتبعُهُ القُصَّادُ إن سار مُزْمِعاً=كما تتبع الرّوّادُ للنجع مَرْعَدا
11. حكيمُ بما يأتي من الأمر عارفٌ=بأيامه إن سالم الدّهرُ أوْ عدا
12. و علّمه القلبُ المشيعُ سطوةً=تُقيمُ اعوجاجَ المستطيل تمرُّدا
13. و قورٌ إذا دام الحفاظ لعهده=على خطَّةٍ يَرضى بها متأكدا
14. و إلاّ أتى بالفعلِ ما ليس ينجلي=إلي أن يُرى وجه البسيطةِ أسودا
15. تسيرُ المنايا حوله فكأنّما=يُعلمها من فتكه ما تعودا
16. و لم ينتحل طرقَ العُلاءِ و إنَّما=توارثه من فيصل العدا
17. تلفَّتَ و الأعداءُ حول بلاده =كرِجلِ جرادٍ يمسحُ الأرض مُفْسدا
18. فلمْ يرَ إلاّ أن يشاور قلبَه=و ليلاً بهيماً و الحسامَ المهندا
19. سرى و ضميرُ الليلِ يكتمُ سرّه=مغيراً على قلبِ الغيور و منجدا
20. و غامرَ في هولٍ و لم يثنِ عزمه=مقُالُ ذوي القربى حنانيك و الرّدى
21. و دّبَ إلي أن ذبَّ عنهُ بسيفه=حُتوفاً يراها دونَ بُغياهُ مرْصَدا
22. و لم يبتسم إلا لثغر كتيبة=يضاحكها في معرك الموت مشِهدا
23. و لما رمى العِلقَ النفيس لمطلبٍ=عزيزٍ جنى زهر الحياة مُوردّا
24. و أصبح و الدُّنيا بقبض يمينه=و منبرُهُ في كلِّ أرضٍ له صدى
25. إمامُ الهدى عبد العزيز بن فيصلٍ=تبوَّأ من أُفقِ المجرةِ مقْعدا
26. هُوَ الليثُ من آل السعود وُثُوبُهُ =خطيرٌ إذا ما صال يفترس العِدا
27. حمى حوزةَ الإسلام حتَّى تحجّرتُ=رباه و أحيا الدِّينَ نشراً و جدّدا
28. و ما زالَ في قمعٍ الضلال و بطشه=لباغٍ بتوفيق الإله مُؤيَّدا
29. و مكنه في أرضه و أمدَّهُ=بنصرٍ عزيزٍ يمطر الموت مُرْعِدا
30. و كمْ ملكٍ من حوله كان زاحفاً=بجيشٍ كثيفٍ يركبُ البحر مُزْبِدا
31. فلم يُمسِ إلا قابلاً شرطَ عهده= على منهجِ التقوى و إلاّ مُشرّدا
32. و أصبح لا يخشى سوى الله وحده=و لم يتَّكِل إلاّ عليه موحِّدا
33. فوالى على التوحيد من كان مسلماً=و عادى على التوحيدِ من كانَ مُلحدا
34. فَبُورِكَ مِنْ قَرْمٍ يدافعُ عن حمى=جزيرة إسلامٍ تحومُ بها العِدا
35. فكادتْ و لوْلا اللهُ هيّأ أمره=تكونُ لعُبّادِ الهياكلِ مَعْبَدا
36. كفى حُجَّةً في قولهِ و فعالهِ =و سيرته الغرّاءِ هدْياً و مَسْنَدا
37. و ما شأنُهُ إلا عمارةُ مَهْيَعٍ=يكونُ به الإسلامُ أعلى و أمجدا
38. و قدْ ردَّ للأعرابِ سالف عهدها= على أرْضها حتّى استقلت بها يدا
39. و مدَّ على الآفاقِ ظِلَّ أمانه=و أجرى على العدْلِ الأُمورَ و مهّدا
40. و سهّل للحُجاج كُلّ مصاعبٍ=تشقُّ عليهم رحمةً و تفَقُدا
41. و أمَّنهم خوفَ الطّريقِ فأقبلوا=إلي الحجِّ أفواجاً و مَثْنى و مَوْحِدا
42. كمّا أخبر التّاريخُ عنْ كلِّ ما جرى=بسابقِ أيّامِ الملوك و قَيَّدا
43. و شدّ عُرى التّوحيدِ في جمعِ كلمةٍ=و أصلحَ ما كانَ التعصُّبُ أفسدا
44. و أمست به أرْضُ الجزيرةِ حُرَّةً=مقدّسةً لا تعرفُ اليومَ مُفْسدا
45. و لا شكّ أمسى عصرُهُ في حضارةٍ=كعصرِ أبي بكرٍ و فاروقَ معْهدا
46. و جدنا به أمناً عميماً و راحةً=و عدلاً فما أحلاه عيشاً و أرغدا
47. فمُدُّا له أيدي الدُّعاء تضرُّعاً=إلي الله بالتمكينِ فيها مؤيَّدا
48. و كنْ عونه يا ربُّ و انصر جنابهُ=بلطفٍ و توفيقٍ و بلّغه مقصدا
49. و أيّد بألطافِ العناية نجله=سعود وليَّ العهدِ فيما تقلَّدا
50. هو النّجمُ يتلو البد سيراً و إنَّه=شِهابٌ ينيرُ المشرقينِ توقّدا
51. و قارنه في طالعِ السّعدِ فيصلٌ=يُصرفُ في الأعداءِ رأياً مُسدّدا
52. و سائر أنجالٍ يُعدُّونَ كُلُّهم =سلاطينَ أرْضٍ باسطينَ بها اليدا
53. فلا زالتِ الدُّنيا و هُمْ في رِحابها=يُديلون مُلكاً يعربياً مُخَلَّدا


القصيدة الثالثة:
يقول المؤلفُ في المقدمة في الصفحتين التاسعة و العاشرة منها : ( فإن مقدمة القصيدة الثالثة و الرابعة و ما بعدهما من أبيات قد حققت على ما تم تدوينه من بعض الثقات المهتمين بشعر السنوسي . و ذلك بعد تمحيص الرواية و تحقيقها ........ و إني إزاء ذلك أخصُّ بالشكر الصديق الأستاذ حسن بن إبراهيم الفقيه الذي سعى في تدوين ابيات مقدمة القصيدة الثالثة و عَمِلَ على تحريرها و توثيقها فجزاه الله خيرا ...)
و يقول في باب(توثيق هذه القصائد و وصف نسخها) ص 71نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة ... أما مقدمة القصيدة الثالثة فقد تم تدوينها من قبل الصديق الأستاذ : حسن بن إبراهيم الفقيه الذي سعى بدوره إلي تحريرها روايةً من الأخوين: حسين و عبد الرحمن ابني بدوي إذ حرر الفقيه _ وفقه الله_ أبياتها بمقدمةٍ دونها في صدرها قال فيها: ( ..... الأبيات التالية من قصيدةٍ للشاعر الشيخ علي السنوسي والد الشاعر محمد بن علي السنوسي قالها مطلعاً لقصيدةٍ في مديح الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله ................... و قد أملانيها الشيخ حسين أحمد بدوي و أخوه عبدالرحمن ...... و قد أخبرني الشيخ حسين بدوي أن القصيدة أعطيت له نسخةً منها بخط الشاعر من صديقه علي ثروة ....... و أخبرني الشيخ حسين أن القصيدة فقدت نسختها و ربما كانت ضمن أوراقه الخاصة لم يهتد بعد إلي مكانها كما أخبرني أنه يحفظ منها سوى هذه الأبيات ....)
يقول المؤلف:
و يزيد في نسبة هذه الأبيات للسنوسي أن محمد بن زارع عقيل بجازان يحفظ بعض أبياتها كما أن الشيخ هاشم بن سعيد النعمي بابها يحفظ شيئاً منها

قال علي بن محمد السنوسي (الكامل) :
في الهامش يوق أبو داهش ما نصه: روى هذه الأبيات الأستاذ : حسن بن إبراهيم الفقيه في غرة جمادى الأولى سنة 1405 للهجرة.
1. قد جُبْتُ أجْوازَ الفلا و المَعْمَرِ=حتَّى انتهيتُ إلي الكثيب الأحمرِ
2. و قضيتُ ريعان الشبيبة في رُب=ى جازان غير مفرِّطٍ و مقصِّرِ
3. و رأيتُ فيما قد رأيتُ عجائباً=و غرائباً فاجزم بصدق المخبر
4. في ليلةٍ هَبَ النسيمُ مداعباً=فيها شماريخ النخيلِ المثمرِ
5. في محفلٍ ملأ العيونَ جمالهُ=ببديعِ رونقه و حسن المنظَرِ
6. جمع المِلاحَ من المدائنِ و القُرى=ما بين بدوِ سراتها و الحضَّرِ
7. منْ كلِّ غانيةٍ تُديرُ لحاظها=بتلفّتِ الظبي الأغنَّ الأحورِ
8. و خريدةٍ تَحمي بصارمِ أنفها=ثغراً حوى سلسالَ ماء الكوثرِ
9. و فريدةٍ تصطاد قلبَ متيمٍ=بشراك أسوار ٍ و فَلْكَةَ مُنْخَرِ
10. عجباً لهنّ إذا طلعنَ عشيةً=بربى المُطَلَّعِ كالنُّجومِ الزّهرِ
11. يملأنَ أفواج الطَّريقِ روائحاً=أذكى من المِسكِ السحيق الأذفر
12. و سريتُ أنظر لعبَهنَّ و مسمعي=يصغي إلي لحنِ الغنا بتستّر
13. فوقفتُ بين تعجبٍ و تفرجٍ=ودُهشْتُ بين تفكرٍ و تحير
14. حتَّى إذا اُشعرنَّ أنّي واقفٌ=حو الخبا في صورة المتنكر
15. فضربنَ من خجلٍ و هنَّ نوافرٌ =نهداً و غطين الوجوه بأخمر
16. و هتفن هذا سارِقٌ أم فاسقٌ!=متطلعٌ في أمرنا لم نشعرِ
17. حاشا فما بي ما زعمن و إنّما=لي بينهن حبيبةٌ لم تظهرِ
18. عَلِقَ الفُؤادُ بها و لم يك مثلها=بقرى العِراقِ و لا مدائن قيصرٍ
19. تلك التي حكمتْ عليَّ بحبها=حكم ابن ماضي في قبائل حمير
20. و حلفتُ لوْ أني أٌخيرُ دونها=بشقائق النعمان بن المنذر
21. ما كنت أوثر عن ليالي أنسها=عبثَ الوليد بصولجان المرمر



القصيدة الرابعة:

يقول المؤلف في هوامش القصيدة : روى هذه القصيدة : الشيخ محمد زارع عقيل بمنزله بمدينة جازان في يوم الإثنين الثاني و العشرين من شهر شعبان سنة 1407 للهجرة و قال : بأن السنوسي أنشاها على عينٍ من صديقه عبدالله قاضي و قد كان القاضي مديرا لمالية جازان و هو من أهل الطائف و ذلك سنة 1352 هجرية / 1933 ميلادية .

قال علي بن محمد السنوسي ( الخفيف ):
  • طَارَ نومي و كوكبُ الليلِ غابا=و الدُّجى أرْقَمٌ يَمُجُ لُعابا
  • و تمادى بي السُّهادُ و قلبي=صار من أعينِ الغواني مصابا
  • لم أجد غير جاهلٍ و سفيهٍ =قائلٍ فيكَ سَكرةٌ لي جوابا
  • هذهِ محنتي و للحبِّ هوْلٌ=لوْ يقع فيه ابنُ عَامٍ لشابا
  • قلتُ يوماً و قد أتاني رسولٌ=حمّلته أمانةً و كتابا
  • بأبي أنت و الأنامُ جميعاً =كيفَ حالُ التي تركْتَ جنابا ؟
  • قال: ما تشتكي من الأمر شيئاً=غير زفراتها إليك انتحابا
  • تغرب الشمس و هي صفراءُ لوناً=غيرةً من جمالها و اكتئابا
  • و عجيباً لطبعه كيف يَسْقِي=عسلاً من سقاهُ مُرَّاً و صابا
  • ليست الأرضُ ذات رحْبٍ و لكن=صدْره أوسعُ الصدُّور رحابا
  • و أقاموا يحاولون دنوَّا =عنْ مقاماته فخاضوا عُبابا
  • لستُ أدري أجَمْرِ نارٍ تلظَّى=فوقَ و جُناتها أم التِّبْر ذابا
  • ليسَ حُبِّي لها أحِبُّ أُناساً=حوْلها ساكنين حتَّى الكلابا
  • و ابتهاجي بها و قدْ نِِلتُ منها = رؤية تكشفُ الغِطا و الحجابا
  • كابتهاج الفتى أبو بكر لمّا=ذاد عن حوضه أبوه ذئابا
و من شعره:

1: قال علي بن محمد السنوسي ( الكامل):

فوجدتُ في قصر الإمارةِ خالداً= فوجدتُه فوقَ الأريكةِ تُبَّعا
روى هذا البيت: الشيخ محمد زارع عقيل بمنزله بمدينة جازان في الثاني و العشرين من شهر شعبان 1407 للهجرة.

2. و قال علي بن محمد السنوسي ( الخفيف)

فلعمري لقد تباهيت صبيا =أرْض مصر و ريفها و الصَّعيدا

روى هذا البيت: الشيخ محمد زارع عقيل بمنزله بمدينة جازان في الثاني و العشرين من شهر شعبان 1407 للهجرة.