عرض مشاركة واحدة
قديم 11-12-2013, 08:28 PM
المشاركة 8
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...قصة حقيقية...

الحلقة الرابعة

أطل جمال من باب بيتهم، بعد أن خرج مستعدا للمغامرة..فإذا به يرى ابن جيرانهم طارق يترنح داخل المخدع الهاتفي ويلوح بورقة نقود بعد أن شرب حتى الثمالة، ويتلفظ بألفاظ بذيئة ويشتم كل من مر أمامه... طارق الشاب الذي يستأجر بيتا مع زملائه في العمل، وهو ابن مدينة أخرى...لكنه يكسر كل قوانين الأخلاق في حي لا يعرفه فيه أحد سوى أنه موظف وأنه زير نساء محترف... وسكير مدمن...

هرول جمال نحوه محاولا تهدئته.. فوجد محمد البقال المجاور قد سبقه إليه... واجتمع الناس بعد سماع صراخه، دخل جمال الدكان وقلبه في يديه، يتوقع أن يجد سلمى أو فرح مغشي عليها من الخوف، فإذا به يجد فرح تكلمه بكل هدوء ( فهي خريجة في تخصص علم الاجتماع ولكن لم تجد عملا ورأت في حياتها الكثير مما أسكبها صلابة ورباطة جأش ) ومحمد يذكره بالله وبأن هذه ليست أخلاق الرجال بلطف ولين، وسلمى تجلس في كرسي مجاور وترصد المشهد في هدوء وطمأنينة مستفزين ولا تنبس ببنت شفة...

بعد دقائق هدأ طارق قليلا واعتذر من فرح التي تتحمل رائحته الكريهة باصطبار، وأراد أن يقبل رأسها ولكنها صدته برفق وهي تدعو الله داخلها ألا يأتي زوجها الآن فيتشاجر معه، فقال لها ضاحكا وكأنه لم يفعل شيئا: احتراماتي أختي فرح احتراماتي...

ولما وجد جمال نفسه في مأزق لا يحسد عليه، وضاعت فرصة البطل الشهم منه، تصنع بأنه جاء للاتصال، فذهب إلى هاتف قصي وأمسك السماعة وبدأ ينظر إلى سلمى نظرات ذات مغزى...

وهي لا تلتفت نحوه، بعد دقائق انتهى المشهد وانفض الناس، وتنفست فرح الصعداء وجلست بالقرب من صديقتها، وماهي إلا لحظات حتى صرخت من الألم، قفز جمال للمساعدة، وارتبكت سلمى...

فقال مسرعا موجها الكلام لسلمى وقد استجمع قواه واستمر في نظراته التي تبرق انبهارا وتساؤلات عن سر هيبتها التي تأسر فضوله: ماذا بها فرح؟

فأجابته باقتضاب و هي تغض من بصرها: لا أعلم بعد..

فصدم وعلم أن نظراته لم ترى أصلا، فالتفت إلى فرح يسألها وهل يأتي بطبيب أم ماذا؟

وإذ هم كذلك، وصل زوج فرح وتجمد جمال في مكانه..

بقلم: نزهة الفلاح