عرض مشاركة واحدة
قديم 05-29-2021, 08:46 PM
المشاركة 4598
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال
2807

.... أفْسَى مِنْ ظَرِبان ....

قَالوا‏:‏ هو دُوَيبة فوقَ جَرْو الكلب مُنْتِنة الريح كثيرة
الفَسْو، وقد عرف الظَّرِبان ذلك من نفسه فقد جعله
من أَحَدّ سلاحه، كما عرفت الحُبَارى ما في سَلْحها من
السِّلاحِ إذا قَرُبَ الصَّقْر منها، كذلك الظَّرِبَان يَقْصِد جُحْر
الضب وفيه حُسُولُهُ وبَيْضُهُ فيأتي أضْيَقَ موضعٍ فيه فيسدُّه
بيديه ‏(‏في نسخة ‏"‏ببدنه‏"‏‏)‏ ويُرْوى بذنبه، ويُحَوِّلُ دبره إليه،
فلا يفسو ثلاث فَسَوَات حتى يُدَار بالضب فيخرُّ مَغْشِيًّا
عليه فيأكله، ثم يقيم في جُحْره حتى يأتي على آخر حُسُوله،
والضب إنما يُخْدع أي يُغْتال في جُحْره حتى يضرب به المثل
فيقَال ‏"‏أَخْدَعُ مِنْ ضَب‏"‏ ويُغْتَال في سربه لشدة طلب
الظَّرِبَانِ له، وكذلك قولهم ‏"‏أنْتَنُ مِنَ الظَّرِبَانِ‏"‏ قَال‏:‏ والظَّرِبان
يتوسَّط الهَجْمَة من الإبل فَيَفْسُو فتتفرق تلك الإبل كتفرُّقها
عن مبرك فيه قِرْدَان، فلا يردها الراعي إلا بجَهْد، ومن أجل
هذا سَمَّتِ العربُ الظَّرِبان "‏مُفَرِّقَ النَّعم‏"‏ وقَالوا للرجلين
يتفاحشان ويتشاتمان‏:‏ إنهما ليتجاذبان جِلْدَ الظَّرِبان، وإنهما
ليتماسَّانِ الظرِبَانَ.
قلت‏:‏ وقد روى ‏"‏لَيَتَمَاشَنَانِ جِلْدَ الظَّرِبَانِ‏"‏ من قولهم ‏"‏مَشَنَهُ
بالسيف‏"‏ إذا ضَرَبه ضربةً قَشَرتِ الجلد.