_…ـ-*الذكر بعد العبادة * ـ-…_ إن القرآن الكريم يتناول الذكر ومشتقاته في أكثر من مائتي آية ، مما يدل على أهمية التذكر في استقامة سلوك العبد ، إذ أن كل ( ماسوى ) الحق في حياته ، لهو عنصر ( غفلة ) وإلهاء له عن الحق ، وليس بعد الحق إلا الضلال . ومن الملفت في هذا المجال أن الحق يحث على الذكر في كل ( تقلبات ) العبد ، فتارة يطالب العباد بذكره في موسم طاعة كالحج ، وخاصة بعد الإفاضة من عرفات فيقول : { فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام } وتارة في مواجهة العدو كقوله تعالى : { إذ لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً } ويبلغ الأمر درجة من الأهمية ، نرى معها نبي اللهِ موسى ( عليهِ السلام ) يطلب شريكاً في أمره ، قبل التوجه إلى فرعون وملإه ، ويعلل ذلك بقوله : { كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا } بما يفهم منه أن التسبيح والذكر الكثير من أولـيّات اهتمام الأنبياء في بدء رسالتهم بل في أثنائها ، مع ما فيها انشغال بمواجهة طواغيت عصورهم . حميد عاشق العراق 11 - 2 - 2013