الموضوع: أرشفة ذاتية.....
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-19-2012, 05:50 PM
المشاركة 117
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
كنت ألتذ بإخفائك في طيات قلبي .. أحتفظ بعطر يديك على مساماتي ذخرا لزمن غياب .. وإذ تحضر حروف اسمك بين يدي الروح عنوة أو اختيارا أقيم لك كرنفالات و قداديس أضيء بخشوع شمعة تفرغ من ذوبها قطرا على دعاماتي الجوانية تهبها منعة و صمودا في وجه الريح الخبيثة المنسلة من تخومها الأمامية التي غادرها حراسها يتناولون جرعة من حب أو قسطا من ذاكرة !!
تلك المجنونة التي ما فتئت تساكنني منذ ولدتني أمي تخبأ لك الكلمات .. يرتجف قلبها إذ خطرت في بالها فكرة ما، كلمة ما ، و ترتعش أطرافها هلعا ألا يتسنى لها عمر لتعود إلى صندوقها أو دفترها تودعه كنزا توقن أنها لن تحصل عليه مرارا.
تلك التي ما تفتأ تختلس من حروفي أجملها و أرشقها و تدسها في جيبها الداخلي لترصها على مائدة حضورك في خجل طفلة صغيرة ترى ما أحضرته لجدتها صبيحة عيد الأم لا يوازي محبتها .
تلك التي تغافلني أحيانا كثيرة تباغت أصابعي بفرمان غير قابل للنقض يوجه علنا في التو بأن تنحت حروف اسمك على جذع وسادة أو وجه فنجان القهوة أو في حتى في الزوايا الداخلية لأرفف الخزانة .
أعرف أن تلك الرفوف تحتوي في داخلها الغامض الكثيرة و العتمة و أنا أكره العتمة .. لكنني كنت أقتعد أرضية الخزانة عل بعض المطر يهمي علي من تلك الزوايا .
كنت في ماضي أحاول أن أمنح نتفة من عقل لهذه المجنونة .. و كانت تأبى!
لكنها الآن فجأة سكنت كما جزيرة نائية صبيحة ما بعد عاصفة آتية من محيط غادر لا يعرف الرحمة ..
تأتيني و بيدها حقيبة أعرف أنها تحتوي الكثير من الأوراق منقوش عليها تاريخها المجنون و أستعطفها علها تريني منها ورقة أو ورقتين.. و بالوداعة ذاتها التي طالما أتت بها تمنحني الحقيبة ..يعبث فيها الخواء!