الموضوع: مواقف إيمانية
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-11-2021, 08:43 PM
المشاركة 66
عبد الكريم الزين
من آل منابر ثقافية

اوسمتي
الوسام الذهبي الألفية الرابعة الألفية الثالثة وسام الإبداع الألفية الثانية التواصل الحضور المميز الألفية الأولى 
مجموع الاوسمة: 8

  • غير موجود
افتراضي رد: مواقف إيمانية
استشهاد أبي عبيدة بالطاعون

حين نزل طاعون عمواس بالشام، كان أبو عبيدة بن الجراح، أمين الأمة وأحد العشرة المبشرين بالجنة، واليًا على الشام، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد سمع بما حل بها، فخشي أن يصيب أبا عبيدة ما أصاب القوم من الطاعون، فحاول رضي الله عنه أن يخرجه من الشام، فكتب إليه قائلًا: أن سلام عليك، أما بعد: فإنه قد عرضت لي إليك حاجة، أريد أن أشافهك بها، فعزمت عليك إذا نظرت في كتابي هذا أن لا تضعه من يدك حتى تقبل إلي.
فعرف أبو عبيدة أنه إنما أراد أن يستخرجه من الوباء، فقال: يغفر الله لأمير المؤمنين، ثم كتب إليه يا أمير المؤمنين إني قد عرفت حاجتك إلي، وإني في جند من المسلمين لا أجد بنفسي رغبة عنهم، فلست أريد فراقهم حتى يقضي الله في وفيهم أمره وقضاءه، فخلني من عزمتك يا أمير المؤمنين، ودعني في جندي.
فلما قرأ عمر الكتاب بكى، فقال الناس: يا أمير المؤمنين أمات أبو عبيدة؟
قال: لا، وكأن قد، أي كأنه سوف يموت.
ولم يكن أبو عبيدة قد أصيب بالطاعون بعد، ولا أحد من أهله، لكنه دعا قائلًا: اللهم نصيبك في آل أبي عبيدة . فخرجت بأبي عبيدة في خنصره بثرة ، فجعل ينظر إليها ، فقيل له : إنها ليست بشيء . فقال : أرجو أن يبارك الله فيها، فإنه إذا بارك في القليل كان كثيرا. وقام في الناس وقال: أيها الناس، إن هذا الوجع رحمة بكم ودعوة نبيكم وموت الصالحين قبلكم، وإن أبا عبيدة يسأل الله أن يقسم لأبي عبيدة منه حظه، فطعن، فمات.