عرض مشاركة واحدة
قديم 06-02-2019, 01:11 AM
المشاركة 8
إمتنان محمود
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي نهاية الجزء الثالث
23-كونر

بقدر ما يكره كونر أن يعترف بالأمر,فريسا كانت محقه بشأن العديد من الأشياء. وضوح أفكارها قد أنقذهم أكثر من مره,و الآن بعد أن عرف أن ينتبه لها,فكلامها عن هيكل سلطه رونالد كان فى محله بالظبط.
رونالد عبقرى فى تهيئه الحياة من حوله لمصلحته الخاصه.إنه ليس التنمر العلنى ما يحققه أيضا,بل التلاعب المتقن بالموقف. التنمر يكاد يكون غطاء على ما يحدث حقا. مادام الناس يرونه شاب أحمق قوى,فهم لا يلاحظوا الأشياء الأكثر ذكاءا التى يفعلها.

مثل تحبيب نفسه إلى أحد الفاتيجز بالحرص أنه يراه يُعطى طعامه لفتى أصغر سنا .. كلاعب شطرنج بارع,كل حركه يصنعها رونالد لديها هدف,حتى لو كان هذا الهدف مبهما وقتها.

ريسا لم تكن فقط محقه بشأن رونالد,فقد كانت محقه أيضا بشأن ليف.. أو على الأقل,الطريقه التى يشعر كونر بها نحوه.كونر لم يكن قادر على إبعاد ليف من عقله.لأطول مده قد أقنع نفسه أن هذا ببساطه نابع عن رغبته فى الانتقام,كما لو أنه لا يحتمل حتى ينتقم منه.
لكن بكل جماعه تصل و لا يكون ليف معهم,احساس باليأس يتحرك نحو أمعاء كونر كالديدان .. شعوره بتلك الطريقه يجعله غاضبا,و يشك أن هذا جزء من الغضب الذى يوقد قتالاته التى يدخل فيها.
فالحقيقة هى أن ليف لم يسلمهم وحسب,لقد سلم نفسه أيضا.مما يعنى أن ليف على الأرجح قد اختفى.تفكك إلى لاشئ....عظامه,لحمه,عقله..ممزقون و معاد تدويرهم.
هذا ما يجد كونر صعوبه فى تقبله ,كونر قد خاطر بكل شئ لينقذ ليف,تماما كما فعل بالرضيعه على عتبه الباب.مع هذا..فالرضيعه تم إنقاذها,لكن ليس ليف. وبالرغم من معرفته أنه لا يتحمل مسئوليه تفكك ليف,فهو يشعر كما لو أن الأمر ذنبه.

لذا يقف هناك بترقب سرى, فى كل مره تصل جماعه من الوافدين,
آملا فوق الأمل أنه سيجد ذاك الأخلاقى,المختال بنفسه, الألم فى المؤخره..
ليف .. لا يزال حيا.

_________________________________________

24-ريسا

يصل الفاتيجز بعشاء عيد الميلاد متأخرون بساعه.إنه الخليط نفسه من الطعام, لكن الفاتيجز ارتدوا قبعات سانتا.
يسيطر انعدام الصبر أجواء المساء.

الجميع جائع للغايه,يتجمهروا بصخب فى الأنحاء,كما لو أنه توصيل طعام لمجاعه,و لجعله أسوأ,كان يوجد فقط فردان من الفاتيجز الليله لتقديم الطعام بدلا عن أربعه أفراد كالمعتاد.

“خط واحد!خط واحد!”يصيح الفاتيجز.
“يوجد ما يكفى للجميع.هوو,هوو,هوو*.”لكن الليله المسألة ليست حول الحصول على ما يكفى,إنها حول الحصول عليه الآن.

ريسا جائعه تماما بقدر الأخرون,لكنها تعلم أن وقت الطعام هو أفضل وقت للحطول على بعض الخصوصيه فى الحمام,بدون اقتحام أحدهم عبر الباب الغير موصد,أو ببساطه أحدهم يطرق بتكرار لإخراجك بصوره أسرع.
الليله,بينما يطالب الجميع بسخط خليط العيد,فلا يوجد أى أحد فى الحمام على الإطلاق .. لذا,واضعه جوعها على الانتظار,تتحرك بعيدا عن الحشد و تعبر المستودع نحو الحمام.
وما أن تدخل تُعلق لافته (مشغول) على مقبض الباب,و تغلق الباب.

تأخذ دقيقه لتفحص نفسها فى المرآه,لكن.. لا تعجبها الفتاه الشعثه مبعثره
الشعر التى أصبحت عليها,لذا,لا تنظر لنفسها طويلا.
تغسل وجهها و,بما أنه لا يوجد مناشف,تنشفه فى كمها.ثم..حتى قبل أن تتجه للمرحاض,تسمع صرير الباب ينفتح خلفها.
تلتفت و وجب عليها أن تكتم شهقتها.إنه رونالد من دخل الحمام.و الآن هو يغلق الحمام برفق وراءه.
ريسا تُدرك خطئها فورا.كان يجب ألا تأتى هنا بمفردها أبدا.

“اخرج!”تقول.تتمنى لو بإمكانها أن تبدو أكثر حزما فى تلك اللحظه,لكنه باغتها حين غره.
“لا داع لتكونى قاسيه جدا.”يتحرك رونالد نحوها بخطوه بطيئه مفترسه,:”نحن جميعنا أصدقاء هنا,صحيح؟و بما أن الجميع يتناول العشاء,فلدينا بعض الوقت الثمين لنتعرف على بعضنا.”
“ابق بعيدا عنى!”الآن هى تقيم خياراتها,لكن تكتشف أن فى هذا المكان الضيق, بوجود باب وحيد,ولاشئ لتستخدمه كسلاح..فخياراتها محدوده.

الآن هو قريب حد الخطر:”أحيانا أحب أن أتناول الحلوى قبل العشاء.ماذا عنك؟”
ما أن أصبح فى مداها,تتصرف بسرعه لضربه,لركله بركبتها,لتوجه إليه أى نوع من الألم الذى سيشتته بما يكفى لتهرب من الباب.
ردود فعله ببساطه..سريعه للغايه.يمسك يديها,يدفع بظهرها نحو الحائط القرميدى الأخضر البارد,و يضغط بوركه نحوها حتى لا تستطيع ركبتها أن تصل لمكان الضربه. و يبتسم,كما لو كان الأمر بمنتهى السهوله.
يده على خدها الآن.وشم القرش على معصمه يبعد عنها إنشات ,و يبدو مستعدا للهجوم.
“اذا,ما قولك فى أن نحظى ببعض المرح و نتأكد أنك لن تتفككى لتسعه أشهر كامله؟”

ريسا لم تكن قط أكثر خوفا,فكما رأت دوما ..الصراخ كان إظهار للضعف, علامه انهزام.والآن عليها أن تعترف بالهزيمه,بالرغم من امتلاكها للكثير من الخبره فى صد المتوحشين,فرونالد لديه خبره أكبر فى كونه واحد منهم.
لذلك تصرخ .. تُحرر صرخه قويه بكل قوه رئتيها.لكن توقيتها سئ بأقصى
درجه,لأنه تماما حينها تنفث طائره نفاثه فوقهم,ترج الجدران وتبتلع صراخها بالكامل.

“عليك التعلم أن تستمتعى بالحياه,”يقول رونالد ,:”لنطلق على هذا الدرس الأول.”
هنا يُفتح الباب و فوق كتف رونالد الضخم ترى ريسا كونر واقفا عند العتبه, بعينين محترقه.
لم تكن يوما أسعد برؤيه أى شخص مثل سعادتها الآن,:“كونر!اوقفه!”
رونالد يراه أيضا,لمح انعكاسه فى مرآه الحمام,لكنه لا يُفلت ريسا.
“حسنا...,”يقول رونالد.”أليس هذا غريبا.”
لا يتخذ كونر أى خطوه لتمزيقه بعيدا عن ريسا.فقط يقف هناك عند العتبه. عيناه مازالت جامحه,لكن يديه,ليست حتى مُحكمه على قبضه.فقط يتدليا بهزل بجانبه. ما خطبه؟

يغمز رونالد لريسا,ثم يلتفت من فوق كتفه نحو كونر,:”من الأفضل أن تخرج إن كنت تعرف الأفضل لك.”
يخطو كونر للداخل,لكنه لا يتحرك نحوهم.. بل يتجه نحو الحوض,:”أتمانع إن غسلت يداى للعشاء؟”
ريسا تنتظره أن يقوم بحركه حاده و فجائيه,مباغتا رونالد .. لكنه لا يفعل,هو فقط يغسل يديه.

“صديقتك كانت عينها على منذ أن كنا فى قبو سونيا,”يقول رونالد.”أنت تعرف هذا,أليس كذلك؟”
يُجفف كونر يديه فى بنطاله.”أنتما الاثنان بإمكانكما فعل ما شئتما.ريسا و أنا انفصلنا هذا الصباح.هل على إطفاء الأنوار حين أذهب؟”

الخيانه غير متوقعه نهائيا .. كامله للغايه,ريسا لا تعلم من يجب عليها أن تكرهه أكثر .. رونالد أم كونر؟

لكن حينها يخفف رونالد من قبضته عليها,:”حسنا,الآن لقد فسد المزاج,أليس كذلك.” ,و يتركها.
“سحقا,أنا كنت فقط أمزح,على أيه حال.لم أكن سأفعل أى شئ.”,ويتراجع و يبتسم ابتسامته المعروفه مجددا.”ماذا لو انتظرنا حتى تصبحى مستعده.” ,ثم يتبختر خارجا بنفس البجاحه التى دخل بها,مصطدما بكتف كونر فى طريقه كضربه قاسمه.

تُطلق العنان لكل ارتباكها و إحباطها نحو كونر,و تدفعه نحو الحائط مرجرجته ,:”ما كان هذا؟كنت فقط ستتركه يفعلها؟كنت فقط ستقف هناك و تترك الأمر يحدث؟”
يدفعها كونر بعيدا عنه.”ألم تحذرينى من أخذ طُعمه؟”
“ماذا؟”
“هو لم يتبعك لهنا وحسب..لقد دفعنى فى طريقه إليك أولا.لقد تأكد من أن أعلم أنه يتبعك.هذا الأمر كله لم يكن حولك,بل حولى.تماما كما قلتِ... أرادنى أن امسكه,أراد أن يجعلنى أفقد عقلى,أن يدفعنى للقتال بجنون.لذا لم آخذ الطُعم.”

تهز ريسا رأسها.. ليس انعدام تصديق,لكن مترنحه من حقيقه الأمر.
”لكن...لكن ماذا لو ... لو هو...”
“لكنه لم يفعل,أليس كذلك ؟و الآن لن يفعل, لأنه يعتقد أننا انفصلنا,أنتى أكثر إفاده إليه لو انضممتى لجانبه.قد يستمر بملاحقتك,لكن من الآن فصاعدا,أراهن أنه سيقتلك باللطف.”

كل المشاعر المتأرجحه بداخل ريسا بغضب تستقر أخيرا فى مكان غيرمألوف,و تبدأ الدموع فى الانهمار من عينيها ..,يخطو كونر للأمام ليواسيها لكنها تدفعه بعيدا بنفس القوه التى كانت ستستخدمها ضد رونالد ,:“اخرج!”تصرخ.”فقط اخرج!”
يدفع كونر بيديه أعلى فى الهواء,محبطا,:”حسنا.أعتقد كان على الذهاب للعشاء فقط و ألا آتى هنا على الإطلاق.”
يرحل و تُغلق الباب وراءه.بغض النظر عن صف الأولاد المنتظرون الآن من أجل الحمام.تجلس على الأرض,بظهرها نحو الباب حتى لا يدخل أحد بينما تحاول أن تضع مشاعرها تحت السيطره.

كونر قد فعل الأمر الصحيح .. لمره,قد رأى الموقف بصوره أوضح منها..و من المرجع أنه تأكد أن رونالد لن يهددها جسديا مره أخرى,على الأقل لفتره.
ومع ذلك فيوجد جزء منها لا يستطيع مسامحته لمجرد الوقوف هناك.
فبعد كل شئ,الأبطال يُفترض بهم أن يتصرفوا بطرق معينه للغايه.
مفترض بهم أن يقاتلوا,حتى لو عنى الأمر المخاطره بحياتهم.

تلك اللحظه التى أدركت فيها ريسا أنه بالرغم من كل مشاكله,فهى ترى فى كونر... بطل.
______________________________________________

25- كونر

التحكم بأعصابه فى ذاك الحمام كان على الأرجع أصعب شئ اضطر كونر أن يفعله على الإطلاق .. حتى الآن,بينما يسرع مبتعدا عن ريسا,يريد أن يهجم على رونالد.. لكن الغضب الأعمى ليس ما يحتاجه الموقف,و كونر يعلم هذا .. ريسا مُحقه.. قتال شامل وحشى هو بالتحديد ما يريده رونالد..و كونر سمع من بعض الفتيه الأخرون أن رونالد قد صنع لنفسه سكين من بعض المعادن التى وجدها ملقاه فى أنحاء المستودع.

لو اندفع كونر نحوه بغضب اللكمات المتطايره,رونالد سيجد طريقه لإنهاء الأمر بطعنه واحده قاتله..و سيكون قادر على الإفلات منها,مدعيا أن الأمر كان دفاعا عن النفس.
سواء بإمكان كونر القضاء عليه فى قتال أم لا, هذا ليس السؤال.حتى فى مقابل سكين,يتوقع كونر أن بإمكانه إما لف السكين نحو رونالد,أو القضاء على رونالد بطريقه أخرى قبل أن تسنح له الفرصه لاستخدامها.
السؤال هو هذا: هل كونر مستعد ليدخل قتال يجب أن ينتهى بواحد منهم ميت؟؟
كونر ربما يكون العديد من الأشياء .. لكنه ليس قاتل.لذا يمسك أعصابه و يتصرف ببرود.

تلك منطقه جديده بالنسبه له.المقاتل بداخله يصرخ بوجود شئ خاطئ,لكن جانب آخر منه .. جانب ينمو بوتيره قويه,يستمتع بهذا التمرين على القوة الصامته....و هى قوة ,لأن رونالد الآن يتصرف تماما كما يريده هو و ريسا.

كونر يرى رونالد يعرض على ريسا حصته من الحلوى فى تلك الليله كاعتذار. هى لا تقبلها بالطبع ,لكنه لا يغير من حقيقه أنه عرضها عليها.!
إنه كما لو أن رونالد يعتقد أن هجومه عليها قد يُمحى بادعاء الندم...ليس لكونه آسفا حقا على ما فعل,لكن لأن معامله ريسا جيدا يخدم احتياجات رونالد الآن.
هو لا يملك أى فكره أن كونر و ريسا قد وضعاه تحت قيد سلسله خفيه.

كونر على الجانب الآخر, يعرف أنها فقط مسأله وقت.. قبل أن يمضغ رونالد السلسله متحررا.
__________________________________________________
هوو, هوو هوو: صيحات عيد الميلاد