عرض مشاركة واحدة
قديم 06-01-2019, 01:18 AM
المشاركة 7
إمتنان محمود
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: الجزء الثالث (متفكك)
يجد لهم ليف مكانا ليبيتو فيه تلك الليله.أفضل ما حصلا عليه حتى الآن:
غرفه موتيل.إيجادها لم يكن بتلك الصعوبه .. استكشف موتيل فى منطقه مهمله به سيارات عديده فى واجهته.ثم لزم الأمر فقط إيجاد نافذه حمام غير مقفله فى غرفه غير مأهوله.
مادام أبقو الستائر مسدله و الأنوار مطفأه,فلن يعرف أحد أنهم هناك.

“عبقريتى تظل تُفرك عليك.”يخبره سايفى,
عاد ساي لنفسه القديمه,كما لو أن حادثه هذا الصباح لم تحدث قط.
الفرق أنها حدثت!,و كلاهما يعلم ذلك.

بالخارج يسمعا باب سياره يُفتح.ليف و ساى يستعدا للهرب لو المفتاح دار فى قفل الغرفه.لكنه باب آخر الذى يسمعانه ينفتح , على بعد عده غرف.
ساي يهز توتره,لكن ليف لا يسترخى, ليس بعد.
“أريد أن أعرف بخصوص ما حدث اليوم,”يقول ليف.إنه ليس سؤال.إنه طلب.

ساي ليس قلق , يقول:”تاريخ قديم, اترك الماضى فى الماضى,و عش اللحظه.تلك حكمه تستطيع أخذها للقبر,وتحفر لتخرجها حين تحتاجها!”
“ماذا إن أخرجتها الآن؟”يأخذ ليف دقيقه ليترك الأمر يغور فى ساي.ثم يضع يده فى جيبه و يُخرج السوار الماسى و يرفعه أمامه,حريصا أن يقع عليه ضوء الشارع المنسل من الستاره ليجعله يلمع.

“من أين حصلت على هذا؟” ,فقد صوت ساي أى نبره لعوبه كانت فيه منذ لحظات.
“أبقيت عليه,”يقول ليف,بهدوء.”اعتقدت أنه قد يكون مفيدا.”
“أخبرتك أن تتخلص منه.”
“لم يكن ملكك لتتخلص منه. بعد كلٍ,قلت هذا بنفسك,أنت لم تسرقه.”يلف ليف السوار لعكس لمعانه فى عينى ساي.بدون أنوار الغرفه المضاءه,لا يستطيع ليف رؤيه الكثير ,لكن يكاد يقسم أنه يرى خد سايفى يبدأ فى الارتعاش.

يقف ساي, حائما حول ليف.
يقف ليف أيضا,أقصر من سايفى بمقدار رأس ...
”ابعد هذا عن وجهى,”يقول سايفى,”و إلا أُقسم أنى سأضربك لتتحول كقشور الخنازير.”
ليف أيضا يعتقد أنه قد يفعلها حقا , سايفى يُحكم قبضته,و بوجود الضمادات يبدو كملاكم يداه ملفوفتان قبل وضع القفازات.
مع هذا,فليف لا يتراجع.هو فقط يُرخى السوار فى يده,يٌرسل ومضات متلألئه فى أنحاء الغرفه ككرة ديسكو كسوله.:”سأبعده إن أخبرتنى لماذا انتهى بهذا السوار و كل تلك الأشياء الأخرى فى جيبك.”
“ابعده أولا,ثم أخبرك.”
“عادل بما يكفى.” دس ليف السوار فى جيبه مجددا و انتظر .. لكن سايفى لا يتكلم.لذا يعطيه ليف بعض التشجيع.” ما اسمه؟”يسأل ليف.”أم هل هى فتاه؟”

ينحنى كتفى سايفى فى انهزام,و يتكور على الكرسى.لا يري ليف وجهه على الإطلاق الآن فى الظلام,لذا يستمع ليف بانتباه لصوته,مادام يبدو كصوته الطبيعى فهو يعلم أن ساي بخير.
يجلس ليف على حافه السرير بعيدا عن ساي ببضع أقدام و ينصت.
“إنه هو,” يقول ساي ,:”لا أعلم اسمه.لابد أنه أبقى اسمه فى جزء آخر من دماغه.كل ما حصلت عليه هو فص دماغه الأيمن.هذا فقط ثُمن القشره المخيه,لذا أنا سبعه أثمان نفسى, و جزء من ثمانيه هو.”
“اعتقدت أن هذا هو الأمر.” ليف كان قد أدرك ما يحدث مع ساي حتى قبل أن يسرق الضمادات من الصيدليه.ساي أعطاه الدليل بنفسه.(افعلها
قبل أن يغير رأيي) هكذا قال ساي.”إذا,... كان سارق للمعروضات؟”

“كان لديه... مشاكل.أعتقد أن تلك المشاكل هى سبب قرار والديه بتفكيكه فى المقام الأول.و الآن إحدى مشاكله تخصنى.”
“وااو,هذا يقرف.”
يضحك ساي بمراره على هذا.”أجل يا فراى, انه يقرف.”
“إنه يشبه تقريبا ما حدث مع أخى راى,”يقول ليف ,:”ذهب لذاك المزاد الحكومى, و انتهى به الأمر بعشر آكرات على البحيره,و تكلفتها تقترب من اللاشئ.ثم يكتشف أن الأرض أتت بمستودع ملئ بالكيماويات السامه, تتسرب إلى الأرض. و الآن.. هى ملكه,لذا هى مشكلته. كلفه الأمر تقريبا عشره أضعاف ثمن الأرض ليتخلص من الكيماويات.”

“مؤسف.”يقول ساي؟
“أجل,لكن مع هذا,فتلك الكيماويات لم تكن فى دماغه.”
ينظر ساي لأسفل.”هو ليس فتى سيئا.هو فقط متألم,متألم بشده.”
بالطريقه التى يتحدث بها ساي, فالفتى كأنه مازال موجود هناك,تماما فى الغرفه معهم.
“لديه ذاك الدافع ليمسك بالأشياء, كإدمان, أتعرف ما أقصد؟.. أشياء براقه غالبا. ليس كأنه يريدها بشده,الأمر فقط أن عليه انتشالهم.اعتقدت أنه فقط كليبتومانيك*. هذا يعنى....آآه,سحقا,أنت تعلم ماذا تعنى.”
“اذا,هو يكلمك؟”
“لا,ليس حقا .. لم أحصل على جزئه الذى يستخدم الكلمات.أحظى بمشاعر غالبا.أحيانا صور,لكن عاده فهى فقط مشاعر.دوافع.حين تأتينى رغبه لا أعرف مصدرها,أعلم أنه منه .. مثل تلك المره التى رأيت فيها ذاك الكلب الأيرلندى فى الشارع و أردت أن اذهب له و اربت عليه.أنا لست محبا للكلاب,كما ترى. لكن على غره كان على فقط أن اداعب ذاك الكلب.”

الآن,بينما يتحدث ساي عن الأمر,لا يستطيع التوقف ,الأمر كله يتدفق كالماء فوق سد.
”الربت على الكلب كان شئ,لكن السرقه شئ آخر.السرقه تجعلنى غاضبا .. أعنى,ها أنا ذا,مواطن ملتزم بالقانون,لم آخد لاشئ لم ينتمى إلى طوال حياتى,و الآن أنا عالق مع هذا.. يوجد أُناس بالخارج,مثل تلك المرأه فى متجر عيد الميلاد,يرو فتى أُمبر مثلى و تلقائيا يفترضوا أنه لن يرجى منى شئ!.و الآن,بفضل ذاك الفتى فى رأسى,هم على حق .. و أتريد أن تعرف ما الطريف فى الأمر؟هذا الفتى كان سيينا زنبقى,مثلك.شعر أشقر,عيون زرقاء.”

سماع ذلك يفاجئ ليف.ليس الوصف,لكن حقيقه أن ساي بإمكانه وصفه من البدايه.”أنت تعرف كيف كان يبدو؟”
سايفى يومئ.”أستطيع رؤيته أحيانا.إنها صعبه,لكن أحيانا أستطيع.أغلق عيناى و أتصورنى أنظر فى المرآه.عاده فقط أرى نفسى منعكسا,لكن مره كل حين أستطيع أن أراه.فقط لثانيه. يشبه تقريبا محاوله رؤيه البرق بعد أن رأيت وميضه. لكن الناس الآخرون لا يرونه حين يسرق.إنه أنا من يروا.يداى تنتشل.”

“الناس المهمون يعرفون أنه ليس أنت.والداك...”
“هم لا يعرفان حتى عن هذا!”يقول ساي.”يعتقدا أنهم صنعا لى معروفا بإلصاقى بخرده الدماغ تلك.لو أخبرتهم عن الأمر,سيشعرا بالذنب حتى نهايه الزمان,لذا لا أستطيع إخبارهم.”

لا يعرف ليف ما يقول .. يتمنى لو أنه لم يفتح الموضوع , يتمنى لو أنه لم يصر على المعرفه.لكن فوق كل شئ,هو يتمنى لو أن ساي لم يكن عليه التعامل مع هذا.
هو فتى صالح,هو يستحق فرصه أفضل.

و هذا الفتى.. هو لا يفهم حتى أنه جزء منى,”يقول ساي.”الأمر كتلك الأشباح التى لا تعرف بموتها.يظل يحاول أن يكون نفسه.و لا يستطيع فهم لماذا بقيته ليست موجوده.”

فجأه يدرك ليف شيئا ,:”لقد عاش فى جوبلين,أليس كذلك!”
لا يرد ساي لوقت طويل.هكذا يعلم ليف أنه حقيقى .. أخيرا يقول ساي,:”مازال يوجد أشياء يمتلكها محفوظه فى دماغى لا أقدر على الوصول إليها.كل ما أعرفه أن عليه الوصول لجوبلين,لذا على الذهاب هناك أيضا .. ما أن نكون هناك,ربما سيتركنى و شأنى.”

يُحرك سايفى كتفيه .. ليست لامبالاه,لكن فى حركه تنم عن عدم الارتياح,
كحين تريد حك ظهرك ,أو كرجفه فجائيه ,:”لا أريد أن أتكلم عنه بعد الآن.أشعر أن ثُمنه أكبر بكثير حين أقضى الوقت حول مادته الرماديه.”

يريد ليف أن يضع ذراعه حول كتف ساي كأخ كبير يواسيه,لكن لا يستطيع حمل نفسه على فعلها,لذا بدلا عن ذلك يسحب البطانيه من على السرير و يلفها هو ساي الذى يجلس على الكرسى.
“ما هذا الأمر؟”
“فقط أتأكد أن تبقيا انتما الاثنان دافئان.”ثم يقول.”لا تقلق على أى شئ.الأمر كله تحت سيطرتى.”
يضحك سايفى .. منذ مده لم تكن تقدر على أن تهتم بنفسك و الآن تخال نفسك ستعتنى بى؟ لولاى لظللت تقتات على فتات الآخرون فى المول.”
“هذا صحيح..لكنك ساعدتنى.الآن هو دورى لفعل المثل لك.و أنا سأوصلك لجوبلين.”
__________________________________________________ ____________________________

22-ريسا

ريسا ميجان وارد تشاهد كل شئ حولها عن كثب,بحرص. لقد رأت ما يكفى فى منازل الولايه لتعرف أن البقاء يعتمد على جوده ملاحظتك.

طوال ثلاثه أسابيع هى وكونر و حقيبه متنوعه من المتفككين تم نقلهم من منزل آمن لآخر,أمر جنونى,لأنه يبدو أن خطوط انتقال الهاربون البارده فى الخفاء لا يوجد نهايه فى الأفق لها.

يوجد العشرات من الأطفال يتم نقلهم فى الأنحاء,لكن لا يبدو أنه يوجد أكثر من خمسه أو سته فى أى منزل آمن,و ريسا نادرا ما ترى نفس الشخص مرتين. السبب فى بقائها هى و كونر سويا هو أنهم تموضعوا كثنائى.إنه شئ عملى,و يخدم مصالحهم.ما ذاك التعبير؟ (الشيطان الذى تعرفه أفضل من الذى لا تعرفه؟)

أخيرا,تم إلقائهم فى مستودع فارغ,ضخم,فى منطقه هائله للمراقبه الجويه..واقع رخيص لإخفاء الأطفال المنبوذين.انه على الطراز الاسبرطى,بسقف مموج من الصلب,الذى يهتز بشده كلما مرت فوقها طائره فى الأفق, تكاد تعتقد أنه سينهار.

يوجد حوالى ثلاثون شخص هنا حين يصلوا,الكثير منهم قد قابلهم ريسا و كونر خلال الأسابيع المنقضيه.هذا خزان احتواء,تُكتشف,مكان لتخزين المتفككين استعدادا لرحله أخيره. يوجد سلاسل على الأبواب لإبقاء أى شخص غير مرغوب به فى الخارج, ولإبقاء أى شخص متمرد بصوره زائده..فى الداخل.

يوجد دفايات لكنها عديمه الجدوى,بما أن كل الدفئ يُفقد لسقف المستودع العالى.
يوجد فقط حمام وحيد بقفل مكسور,على عكس العديد من المنازل الآمنه,لا يوجد دش,لذا..فالنظافه الشخصيه وُضعت على الانتظار منذ وصلوا ..

ضع كل هذا بالإضافه إلى عصابه مع الأولاد الخائفون الغاضبون,و ستحصل على برميل من البارود على أهبه الانفجار ,
ربما لهذا السبب من يديرون العرض جميعهم يحملوا مسدسات.

المسئولون هم أربعه رجال و ثلاثه نساء,جميعهم نسخ متعسكره من الناس الذين .. مثل سونيا ,يديروا المنازل الآمنه,الجميع يطلق عليهم الفاتيجز*, ليس فقط لميلهم نحو ملابس الجيش الكاكيه,لكن أيضا لأنهم دائما يبدوا مرهقين.حتى مع هذا,لديهم تصميم عالى الوتيره يعجب ريسا.

حفنه من الأولاد الآخرون يصلو تقريبا كل يوم.تراقب ريسا كل جماعه من الواصلين باهتمام,و تلاحظ أن كونر يفعل المثل أيضا ,هى تعرف لماذا.

“أنت تبحث عن ليف أيضا,أليس كذلك؟”أخيرا تقول له.
يهز كتفه استهجانا,:”ربما فقط أبحث عن هارب آكرون,كالبقيه.”
هذا يجعل ريسا تبتسم.حتى فى المنازل الآمنه,قد سمعو تلك الإشاعات المغرضه عن هارب من بلده آكرون فر من شرطى بتخديره بمسدسه الخاص.
“ربما هو فى طريقه لهنا!” هكذا يتهامس الأولاد حول المستودع,كما لو كانوا يتكلموا عن أحد المشاهير.
ريسا لا تملك أى فكره عن كيفيه بدء الإشاعه,بما أنها لم تكن فى الأخبار.و أيضا هى منزعجه قليلا لأنها ليست متضمنه فيها.كان يجب أن يكون الأمر مثل بونى و كلايد, فحبكه الإشاعه ستكون حينها أكثر إثارة.

“لذا أنت لن تخبرهم أبدا أنك هارب آكرون؟”تسأل كونر بهدوء.
“لا أريد هذا النوع من الاهتمام ... بجانب,لن يصدقونى على أيه حال.! ,جميعهم يقولوا أن هارب آكرون بويف ضخم,بطل خارق.
لا أريد أن أخيب ظنهم.”

لا يظهر ليف مع أى من الدفعات,الشئ الوحيد الذى يصل معهم هو ازدياد ملحوظ فى التوتر. ثلاثه و أربعون واحد بنهايه اسبوعهم الأول,و مازال يوجد فقط حمام واحد,لا استحمام, و لا إجابه عن مدى استمرار هذا الوضع.
التوتر يتعلق بقوه كقوه رائحه الأجساد فى الهواء ..

الفاتيجز يبذلو ما بوسعهم لإبقائهم جميعا مغذون و مشغولين.و إن كان فقط لتقليل الاحتكاكات فيوجد بعض صناديق الألعاب,مجموعه أوراق للعب غير مكتمله, كتب أوراقها مطويه من الزوايا لا تريدها أى مكتبه.لا يوجد أى الكترونيات,لا كرات,لاشئ قد يصنع أو يشجع الضوضاء.

“لو سمعكم الناس بالخارج,فقد انتهى أمركم,”يذكرهم الفاتيجز كلما استطاعوا.
تتسائل ريسا لو يمتلك الفاتيجز حياه منفصله و بعيده عن إنقاذ المتفككين,أم إن كان هذا المسعى هو عمل حياتهم !

“لماذا تفعلوا هذا لأجلنا؟”سألت ريسا أحدهم خلال اسبوعهم الثانى ,الحارسه كانت مثل الببغاء فى اجابتها,مثل تسجيل صوتى لمراسل ,:”إنقاذك و الآخرون مثلك هو فعل ناتج عن الضمير,”قد قالت المرأه ,:”فعل هذا الأمر هو فى حد ذاته جائزه.”

الفاتيجز كلهم يتكلموا هكذا ,كلام عن الصوره الأكبر,كما تُطلق عليه ريسا ,رؤيه الكل,و لاشئ من الأجزاء.
إنه ليس فقط فى كلامهم,بل أيضا فى عيونهم.حينما ينظروا لريسا ,تستطيع أن تعرف أنهم لا يرونها حقا.
يبدو كما لو أنهم يروا الجماهير من المتفككين كمبدأ بدلا من مجموعه من الأولاد المتوترين ,و بهذا يفقدوا الهزات الأرضيه الاجتماعيه التى تحرك الأُمور بقوه كما تحرك الطائرات النفائه السقف.

بنهايه الأسبوع الثانى,ريسا امتلكت فكره جيده أين تتخمر المشاكل.لقد تمحور الأمر حول فتى واحد تمنت أنها لن تراه مجددا أبدا,لكنه ظهر قصيرا بعد وصولها وكونر ... رونالد.

من بين كل الأولاد هنا,هو حتى الآن اكثرهم احتماليه ليكون خطرا.والشئ المقلق هو أن كونر لم يكن حقا فى هيئة استقرار مشاعرى هذا الاسبوع الماضى.
كان بخير فى المنازل الآمنه,لقد تحكم فى أعصابه,لم يفعل أى شئ متهور أو غير عقلانى .. لكن مع ذلك ,هنا,فى وسط كل هؤلاء الأولاد.هو سريع الانفعال و شديد التحدى.أبسط الأمور تستطيع إزعاجه ,لقد خاض عشرات المعارك بالفعل.

هى تعرف أن هذا بالتأكيد لماذا قرر والداه تفكيكه... فمزاج عاصفى قد يقود بعض الأهالى لإجراءات يائسه !..
المنطق العام يحث ريسا أن تبعد نفسها عنه.فتحالفهما كان بسبب الحاجه,لكن لا يوجد سبب لتتحالف معه بعد الآن.مع هذا..يوما بعد يوم,تجد نفسها منجذبه نحوه .. و قلقه بشأنه.
لذا تقترب منه بعد الإفطار فى أحد الأيام بتصميم على فتح عينيه على خطر قائم جلى.
هو جالس وحده,يرسم لوحه على الأرض الأسمنتيه بمسمار صدئ .. تتمنى ريسا لو بإمكانها قول أنها لوحه جيده,لكن كونر ليس بالرسام! ..الأمر يخيب ظنها, لأنها تريد بيأس أن تجد شئ بإمكانه تعويض ما رأته.
فلو كان فنان فبإمكانهم الارتباط على مستوى إبداعي.سيكون بإمكانها أن تتحدث معه عن شغفها بالموسيقى,وسيستطيع الفهم ,لكن كما يبدو الآن,يخيل لها أنه لا يعرف حتى,ولا يهتم.. بكونها تعزف على البيانو.

“من الذى ترسم؟”تسأل
“فقط فتاه عرفتها فى موطنى,”يقول.
تخنق ريسا غيرتها بصمت فى فراغ سريع ملئ بالعاطفه,:”شخص اهتممت به؟”
“نوعا ما”
تأخذ ريسا نظره فاحصه أخرى على الرسمه.”عيناها كبيره جدا على وجهها.”
“أعتقد هذا بسبب أن عيناها ما أذكره بوضوح.”
“و جبهتها منخفضه جدا.بالطريقه التى رسمتها,فلن تمتلك مساحه لعقل.”
“صحيح .. حسنا,هى لم تكن بذاك الذكاء.”
تضحك ريسا على هذا,و بالتبعيه يبتسم كونر.
حين يبتسم,من الصعب تخيل أنه نفس الشخص الذى تورط فى كل تلك المشاجرات ... و تحاول قياس ما إن كان متقبل ليسمع ما لديها لتخبره.

ينظر بعيدا عنها.”هل يوجد شئ تريدينه,أم أنك فقط ناقده فنيه اليوم؟”
“أنا... كنت أتسائل لماذا تجلس وحدك.”
“آآه,إذا انت أيضا طبيبتى النفسيه.”
“من المفترض أن نكون ثنائى.فلو كنت ستحافظ على الصوره,لا يمكنك أن تكون غير اجتماعى بالمره.”

ينظر كونر لجماعات الأولاد,مشغولون فى النشاطات الصباحيه المختلفه. وتتبع ريسا نظرته.
يوجد جماعه من الأولاد يكرهوا العالم,و يقضو اليوم كله فى تقيؤ السموم ,يوجد فتى يتنفس من فمه,لا يفعل أى شئ سوى قراءه نفس الكتاب الهزلى مره تلو الأخرى مجددا ,ماى منسجمه مع فتى كالح ذو شعر مدبب اسمه فينسينت,يكتسى الجلد و جسده ملئ بالثقوب لابد أنه رفيق روحها,لأنهما يتبادلا القُبل طوال اليوم, جاذبين حشد من الأولاد ليجلسوا و يشاهدوا.

“لا أريد أن أكون اجتماعى,”يقول كونر.”أنا لا أحب الأولاد هنا.”
“لماذا؟”تسأل ريسا,”هم يشبهونك كثيرا,”
“هم فاشلون.”
"أجل,هذا ما أعنى.”
يعطيها نظره فاتره مستاءه,ثم ينظر لأسفل نحو رسمته,لكن يمكنها رؤيه أنه لا يفكر حقا فى الفتاه.. عقله فى مكان آخر.”لو أننى منعزل بنفسى,إذا فلن أتورط فى شجارات.”

يضع المسمار أرضا,مستسلما عن رسمه.”لا أعلم ما يؤثر على.ربما هى كل تلك الأصوات.ربما هى كل تلك الأجساد المتحركه حولى.تجعلنى أشعر كما لو أن النمل يزحف بداخل عقلى و أريد الصراخ.أستطيع التحمل فقط لبرهه,ثم..أنفجر,
لقد حدث هذا حتى فى المنزل,الجميع كانوا يتحدثو فى نفس الوقت على طاوله العشاء .. فى مره,كان لدينا عشاء عائلى و الكلام جعلنى أفقد عقلى,رميت طبق بعنف نحو دولاب آنيه الصينى .. تناثر الزجاج فى كل مكان وأفسد الطعام.سألنى والداى عما حدث معى,ولم أستطع إخبارهم.”

حقيقه كون كونر مستعد لمشاركه هذا معها يجعلها تشعر بشعور جيد.يجعلها تشعر أقرب إليه.ربما الآن بعد أن انفتح لها,فسيظل مفتوح طويلا بما يكفى ليسمع ما لديها لتقوله له..:“يوجد شئ أريد أن أحدثك بشأنه.”
“نعم؟”
تجلس ريسا بجواره,مخفضه صوتها,:“أريدك أن تراقب الأولاد الآخرون,أين يذهبوا.لمن يتحدثوا.”
“جميعهم؟”
“أجل,لكن كل على حده.بعد فتره ستبدأ بملاحظه الأشياء.”
“مثل ماذا؟”
“مثل أن الأولاد الذين يأكلون أولا هم الذين يقضوا أكثر الوقت مع رونالد..لكنه لا يذهب لمقدمه الصف بنفسه أبدا ,مثل كيف أن أصدقائه المقربون يتسللوا للجماعات الأخرى لإثاره الجدل بينهم ليتفرقوا .. مثل طريقه رونالد فى كونه لطيف تجاه الأولاد الذين يشعر الجميع نحوهم بالشفقه.. لكن فقط حين لا يشعر أحد بالشفقه نحوهم بعد هذا,فيقوم باستغلالهم.”
“يبدو أنك تقومين ببحث عنه.”
“أنا جديه.لقد رأيت هذا من قبل.هو جائع للقوه..هو شرس..و هو متقد الذكاء.”
يضحك كونر على هذا القول ,:”رونالد؟.. هو لا يستطيع حتى إخراج نفسه من كيس ورقى.”
“لا,لكنه يستطيع إقناع الجميع بالدخول فى واحد.. ثم يحطمه.” ,كما يبدو فهذا الكلام اعطى كونر وقفه للتفكير.(جيد),تعتقد ريسا,(عليه أن يفكر,عليه أن يُخطط باستراتيجيه.)
“لماذا تخبرينى بهذا؟”
“لأنك تهديده الوحيد.”
“أنا؟”
“أنت مقاتل.. الجميع يعرف ذلك.و يعرفو أيضا أنك لا تقبل الإهانه من أى شخص .. هل سمعت هذا الفتى يتذمر حول وجوب تصدى أحد ما لرونالد؟”
“أجل.”
“هم يقولوا هذا فقط حين تكون قريبا بما يكفى لتسمع.هم يتوقعوا منك فعل شئ بشأنه... و رونالد يعلم ذلك.”
يحاول أن يُبعدها عنه,لكنها تتكلم فى وجهه,:“اسمعنى,لأنى أعرف ما أتحدث عنه.هناك فى منزل الولايه كان يوجد دائما أولاد خطيرون تنمروا لطريقهم نحو السلطه.لقد نجحوا فى فعل ذلك لأنهم عرفو تماما من عليهم أن يُسقطوا,ومتى..
و الشخص الذى يُسقطوه بشده يكون الشخص الذى يملك القدره الأكبر على الإطاحه بهم.”

يمكنها رؤيه قبضه كونر تتشكل.هى تعلم أنها لم تصل إليه,لقد تحصل على الرساله الخاطئه..!
“لو يريد شجارا,فسيحصل على واحد.”
“لا! لا يمكنك أخذ الطعم! فهذا ما يريده!سيفعل كل شئ باستطاعته ليجرك لقتال.لكن لا يمكنك مجاراته.”
يجز كونر على أسنانه ,:”أتعتقدى أننى لا أستطيع التغلب عليه فى عراك؟”
تمسك ريسا بمعصمه و تحكم قبضتها عليه.”فتى مثل رونالد لا يريد شجارك .. هو يريد قتلك.”

__________________________________________________ _________________
كليبتومانيك : عدم القدرة على مقاومة الرغبة فى السرقة.
الفاتيجز : فرقه من الجيش مختصه بأداء المهمات الغير حربية.