عرض مشاركة واحدة
قديم 02-18-2023, 05:12 PM
المشاركة 652
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
الفصلُ الثّامنُ والأربعونَ


في اللَّامَاتِ


اللَّامُ تَقعُ زائدةً في قولِكَ: وإنَّما هُوَ ذَلكَ.
ومنها لَامُ التَّأكِيدِ، وإنّما يُقالُ لهذِهِ اللَّامُ لَامُ الابْتِدَاءِ نَحوَ قولِهِ
عَزَّ وجَلَّ {لأَنْتُمْ أشَدُّ رَهْبَةً في صُدُورِهِمْ مِنَ اللهِ}*.
ومِنْهَا في خَبَرِ إنَّ نَحوَ قولِكَ: إنَّ زيدًا لقائِمٌ، وفي خَبَرِ الابْتِداءِ
كَمَا قَالَ القَائلُ (أُمُّ الحُلَيْسِ لَعَجوزٌ شَهْرَبَهْ)
ومِنْها لَامُ الاسْتِغَاثَةِ (بالفَتْحِ) كَقَوْلِكَ: يا للنَّاس، فإذَا أَرَدْتَ
التَّعَجُّبَ (فَبِالكَسْرِ).
ومِنْها لَامُ المُلْكِ كقولِكَ: هَذهِ الدَّارُ لِزَيْدٍ. ولَامُ المُلْكِ كقولِهِ
تَعَالى {لِلّهِ مَا في السَّمَوَاتِ والأرْضِ}**.
ولَامُ السَّببِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى {إنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللّهِ}*** أيْ مِنْ
أَجْلِهِ "عَنِ الكِسَائيّ". وكَقَوْلِهِ عَزَّ وجَلَّ {أَقِمِ الصلاةَ لِذِكْرِي}=
أيْ من أجْلِ ذِكْرِي.
ولَامُ عِنْدَ، كَقَوْلِهِ عَزَّ وجَلَّ {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إلى
غَسَقِ اللَّيلِ}== أيْ عِندَ دُلُوكِهَا.
ومنها لَام بَعْدَ، كَقَوْلِهِ صلّى اللّهُ عَليهِ وسَلَّمَ (صُومُوا لِرُؤيتِهِ
وأفْطِرُوا لِرُؤيَتِهِ)===.
ومِنْها لَامُ التَّخْصِيصِ كقولِكَ: الحمدُ للهِ، فَهذهِ لَامٌ مُخْتَصَّةٌ في
الحَقِيقةِ بِاللهِ، ومِثْلهَا قولُهُ تَعَالَى {والأَمْرُ يَومَئذٍ لِلّهِ}+.
ومِنْها لَامُ الوَقْتِ كقولِهِمْ: لِثَلاثٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ كَذَا، أو لِأرْبَعٍ
بَقِينَ مِنْ كَذَا، قالَ النَّابغةُ:

تَوَهَّمتُ آيَاتٍ لَهَا فَعَرْفْتُهَا
لِسِتَّةِ أعْوامٍ، وذَا العَامُ سَابعُ


ومِنْهَا لَامُ التَّعَجُّبِ كقولِهِ: لِلهِ دَرُّهُ، ويُقالُ: يَا لِلْعَجَبِ! مَعْنَاهُ
يَا قَومُ تَعَالَوْا إلى العَجَبِ. وقَدْ تَجْتَمْعُ الّتي لِلنِّداءِ والّتِي
للتَّعَجُّبِ كما قالَ الشَّاعِرُ:

*أَلَا يا لَقَوْمِي لِطَيْفِ الخَيَالِ*

ومِنْهَا لَامُ الأمْرِ كمَا تَقولُ: لِيَفْعَلْ كَذَا ولِيُطْلِقْ كَذَا، وفي القُرْآنِ
العَزِيزِ }{ثُمَّ لِيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلِيُوفُوا نُذورَهُمْ}++.
ومِنْها لَامُ الجَزَاءِ كَقَوْلِهِ عَزَّ وجَلَّ {إنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتحًا مُبينا لِيَغْفِرَ
لَكَ اللّهُ مَا تَقَدَّم مِنْ ذَنْبِكَ وما تَأخَّرَ}+++.
ومِنْهَا لَامُ العَاقِبَةِ كَمَا قَالَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ {فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَونَ
لِيَكونَ لَهُمْ عَدُوًّا وحَزَنًا}++++ وهُمْ لَمْ يَلتَقِطُوهُ لِذلكَ، ولكنْ
صارتْ العَاقِبَةُ إليهِ. وقالَ سَابِقٌ البَرْبَرِيُّ:

ولِلمَوتِ تَغْذُو الوَالِدَاتُ سِخَالَها
كَمَا لِخَرابِ الدَّهْرِ تُبْنَى المَسَاكِنُ



*"13" من سورة الحشر.
**"284" من سورة البقرة.
***"9" من سورة الإنسان.
="14" من سورة طه.
=="78" من سورة الإسراء.
===رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما والنسائي في
سننه والبيهقي في السنن الكبرى.
+"19" من سورة الانفطار.
++"29" من سورة الحج.
+++"1" و"2" من سورة الفتح.
++++"8" من سورة القصص.