عرض مشاركة واحدة
قديم 01-07-2012, 08:13 PM
المشاركة 28
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاستاذة ريم بدر الدين

شكرا جزيلا على اعناء هذا الحوار ....

في الواقع انا لدي تساؤل مشابهه :
هل يعقل ان الانسان حينما يصل الى لحظة الوجد، والتي شبهها الشاعر المرحوم عبد اللطيف عقل بلحظة ولادة النص الابداعي، ينفتح عقله على عالم اللاماده ...حيث يلتقي الزمان كله في لحظة واحدة والمكان في نقطة واحدة؟ فيكون قادر على التوقع ؟

و حيث أنني من المعنيين بالكتابة في حال من الأحوال أستطيع أن أقول أن لحظة ولادة النص الأدبي هي لحظة مشرقة حقا بقدر ماهي متعبة و مؤلمة .. في هذه اللحظة تصبح النفس بشفافية عالية جدا تستطيع معها ان ترى الأبخرة المتصاعدة من غسيل منشور في الشمس و أن ترى الهالات اللونية المحيطة بالزهرة و أن ترى في السماء قطع الغيوم حروفا تكتب بتراص عجيب ..تستطيع أن تتلمس خشونة اللون الأسود و حرارة الأحمر و نعومة الأبيض و برودته و شقاوة الزهري .. هذه ليست كلمات خاصة بنص نثري بل هي عين ما أحس به لحظة الكتابة
و قد قرأت عن سيدة في الاتحاد السوفيتي السابق تستطيع أن تقرأ بأصابع قدميها و رجليها مع أنها أمية و كفيفة البصر و لكنها في سنوات عمرها الأخيرة لم تعد تقرأ عندما يحل الظلام و تخبرك هذا الخط مكتوب باللون الأسود و هذا بالأحمر و عندما سألت كيف تعرفين أجابت بأن الأسود خشن و الأحمر ساخن و الأخضر مائع !
وعن تجربتي الشخصية فقد أنفقت أثناء كتابة كل مشهد من مشاهد روايتي ساعات طويلة أحس بعدها بسخونة رأسي لأنني أنتقل إلى عوالم لم أرتدها من قبل لكنها تعرض أمام ناظري كما في شاشة عرض .

و لكني مازلت أدهش لمن يستشرف بعد أعوام طويلة من كتابته عملا إبداعيا كيف استطاع أن يرى بهذا الكشف ..
لعل لدي مثالين مهمين برأيي: جوروج اورويل و روايته مزرعة الحيوانات و زياد الرحباني في مسرحيته نزل السرور
ربما اكون قد خرجت عن التوقع و لكنني وجدتها هنا شهادة لازمة مني ككاتبة
لي عودة بحول الله