عرض مشاركة واحدة
قديم 09-04-2010, 11:31 AM
المشاركة 21
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ عنوان الزاد ] :
-------------------------
( أبواب الرحمة الإلهية )
............................
إن هنالك بعض الأمكنة ، وبعض الأزمنة ، وبعض الحالات ؛ يفتح الله فيها أبواب الرحمة الإلهية ..
ومن هذه الأمكنة المساجد ، التي هي بيوت الله - عز وجل - في الأرض ..
فالمساجد كلها متساوية في الشرف والفضيلة ، من مسجد القرية إلى المسجد الحرام ..
نعم هناك تفاضل لا شك في ذلك !..
ومن حيث الأزمنة ، هناك مثلا : ليلة الجمعة ، وليلة النصف من شعبان ، وليالي القدر الخ..
في هذه الليالي ، يهب الله - عز وجل - عباده ما يشاء من الفضل .

أما الحالات التي تتجلى فيها الرحمة الإلهية، فمنها :

- نزول المطر :
فالمؤمن بمجرد أن ينزل المطر، يرفع يديه إلى السماء بالدعاء ..
وقد وصفه الله تعالى في القرآن الكريم بالماء الطهور :
{ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُورًا } ..
حتى أن البعض يشرب ماء المطر بنية الاستشفاء ، ويقول : أن هذا قريب عهد بربه ، لم يلمس هذا الماء أي إنسان ..
روي عن الإمام علي أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال :
« تفتّح أبواب السماء عند نزول الغيث ، وعند الزحف ، وعند الأَذان ، وعند قراءة القرآن ، ومع زوال الشمس ، وعند طلوع الفجر » .

- عند هبوب الرياح :
قال تعالى في كتابه الكريم :
{ وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ } ؛ أي نحن الذين جعلنا الرياح تنتقل من مكان إلى مكان ..

- عند الزوال :
يقول تعالى : { حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلَّهِ قَانِتِينَ } ؛ أي الظهيرة ..
عند صلاة الظهر تفتح أبواب السماء ، ولهذا أمرنا بالحفاظ على جميع الصلوات وخاصة صلاة الظهر ..

- عند التقاء الصفين ..
ومن حالات استجابة الدعاء عند التقاء الصفين ؛ أي صفي المسلمين والكفار للقتال ، قال أمير المؤمنين علي( عليه السلام ) :
« اغتنموا الدعاء عند خمسة مواطن : عند قراءة القرآن ، وعند الأذان ، وعند نزول الغيث ، وعند التقاء الصفين للشهادة ، وعند دعوة المظلوم ؛ فإنّها ليس لها حجاب دون العرش » .

- السحر ..
إن المطر له موسم، والرياح لها مواسم ..
ولكن أبواب السماء تفتح بدءاً من ساعات السحر ، حتى طلوع الشمس ..
أيضا هذا الوقت من الأوقات التي تنغمر فيه الرحمة الإلهية ، خصوصا بالنسبة إلى الرزق .. نحن مشكلتنا أننا جعلنا الأرزاق تساوي المال، والحال أن المال آخر الأرزاق : أول الرزق الإيمان والاطمئنان النفسي ، وبعد الإيمان الزوجة الصالحة ، وبعد الزوجة الذرية الطيبة .. وبعدها الدابة السريعة ، والدار الوسيعة ، والمال الوفير؛ وهي في أسفل القائمة ..
وذلك لأن رب العالمين يعطي الإنسان الأهم فالأهم !..
فالمؤمن الذي يصبح ويمسي لا يخاف شيئا ، ولا يحزن على شيء .. هذا الإنسان قمة في الراحة النفسية .

سر هذه الخصوصية لهذه الحالات :
أولا :
إن هذه الحالات تستقطب الرحمة .
ثانيا :
إن الله - عز وجل - يريد أن يرحم ، ولكن يجعل لرحمته علامة ، وليست الحالات هي التي أوجبت الرحمة .. هو أراد أن يرحم في مثل هذه الساعة منذ الأزل ، ولكن ليلفت نظرنا قال :
إذا نزل عليكم المطر ، وهبت الرياح ، و...الخ ؛ سأرحمكم ..
فاغتنموا الفرصة !..

فإذن ، على كل التقديرين ، المؤمن صياد الفرص ، يغتنم كل الأزمنة وكل الأمكنة وكل الحالات .. ويلجأ إلى الله تعالى ؛ كي يفتح له الأبواب المغلقة .
منقول

4 / 9 / 2010