هكذا يبدأ الفجر الأول
حين يلجّ صبحٌ نقي
يمتطى عذرية البياض
ليكتب همهمة الأنفاس
بوهج ٍ من سحر
هنا فوق سنابل الأيام
تشع لحظة
انبلاج الحرف
تحت راية منابرية
ظللت الإبداع في زوايا النبض
فكان الحصاد من إشراقة الحرف
الموغل ألقاً تلوكه أقلام
تعجن الجمال بزخات المطر الهاطل هنا..
فتمتطي ملامحنا حفنة من أحلامنا
المطلية بالفجر الأبيض..
وجاء ربّان سفينة الشمس
(حاتم الحمد)
يحمل شطآن المدن الخرافية يشرع أبوابها
يعلق أجراس الحرير..نحو جزيرة الأحلام
وحدها غيوم تكاثرت هنا نثرت صرير الحرف فكان
حاتم
الجود يمضي وبين يديه مشاعل
توقظ الليل والحنطة السمراء تشرق نضجا قبل موعد الحصاد
وحين تبتل منابر الجمال
يشع العطر من فم الريح
القادم بحلول
( حمود الروقي)
حين يجوب الحلم حاسر الرأس
يرعى الهمس..
ينهش الشتاء قبل أن يلف بوحنا
صمتٌ وأرق..
فتصحو المدينة البنيّة
على وقع الناي المعتّق بالذهول..
وحين يخشى العابرون المساء الحزين
وقبل أن يذوي الفجر بين الركام
وتألف أعين العابرين مرارة الحرف
يشرق صوت مقروء
يشق صهيل الأودية الملونة بالبهاء
فتلمح
(على الغنّامي)
وقد ألتف بضوء النجوم
يجلب الروح إلى المدينة البنية
فيظهر القمر وقد أشاح العتمة
دون خجل من جثة الليل..
وحين يمجنا الملل تشع
ورقة متدلية من شجرة الأحلام
تنزوي جانب السور الأيمن
من مدينة الحبر البني
تورق ذهولاً..
تشق سنابل الحنطة المبللة جمالاً
تسكب الربيع لتوقظ من عمق الروح
نهر الحياة المملوء بزمهرير دافئ..
لن تنتابك الدهشة حين تلمح التوقيع
(سحر الناجي)
صرخة الجمال هذه أشاحت لؤلؤاً
يجمع النثار العابق في مساحات الضوء
فكان كتاب (سحر المنابر)
محمد الشهري