عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
16

المشاهدات
6065
 
رشيد الميموني
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


رشيد الميموني is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
597

+التقييم
0.12

تاريخ التسجيل
Dec 2010

الاقامة
تطوان / شمال المغرب

رقم العضوية
9563
03-04-2011, 01:33 AM
المشاركة 1
03-04-2011, 01:33 AM
المشاركة 1
افتراضي عندما تكونين أنت الحلم
عندما تكونين أنت الحلم
الليل .. مهد أحلامي .. أسري معه و أسعد بصحبته .. وفي كل مرة يتجلي فيها حلمي ، أطرق بابه لعلي أقتحمه و أعيشه من جديد ، لأني أعلم أني سأجدك هناك كما كنت حين حلمت بك .. لكن الحلم يستعصي علي و يتمنع فألوذ بخيالي مستحضرا تفاصيل لقائي بك عند الغدير وأنت مكللة بأوراق الخريف وقد غطت جسدك الرشيق .
أحاول جاهدا تذكرك ، فتبدين لي تارة أقحوانة ، وتارة زنبقة ، و أحيانا وردة جوري .. أو تتشكلين بذلك كله فتكونين باقة أحضنها ، وكأن لا وعيي ينبهني أنني أعيش فقط حلما و أنه سينتهي إن آجلا أو عاجلا .. فأسابق الزمن كي أرتوي منك إلى حد الثمالة .. تسكبين في مسامعي أشهى الكلمات و أعذب الحروف .. صرت مدمنا على ذلك حتى في الحلم . لأني أجدك في كل كلمة و في كل حرف .. بل أنك تلك الكلمات و تلك الحروف . وحين يبلغ همسك مبلغه في نفسي و تتأجج مشاعري ، يعن لك أن تضفي على نفسي نشوة وتزيدي في ثمالتي حتى أحس بالأرض تميد بي ، فتنهضين و تبدئين بالعدو على ضفة النهر منتظرة أن ألحق بك .. فأتريث قليلا لأني أعلم أنني سوف أجدك هناك على تلك الربوة المعشوشبة . وأسمح لنفسي بلحظات أتذوق فيها حلاوة الشهد المنتظر حين أقتفي خطاك و أمد يدي لتمسك بك و قد بلغ منك الجهد مبلغه ..
هناك على تلك الربوة ، تستلقين لاهثة مبتسمة ، فتغمضين عينيك وقد تجلى جسدك في أبهى صوره .. ويصمت الكون من حولنا وتخرس كل الأصوات مفسحة المجال لأجمل و أبهى عشق تتغنى به الأطيار و الأنهار .. وينتشي به الأقحوان و ماء الغدير . وتتمايل أغصان الأشجار بالقرب منا متغنية بهذا العشق الفريد ..
أحاول اقتحام الحلم لأتذكر كل تفاصيل ذاك العشق فلا أجد في مخيلتي سوى طعم الرحيق الذي نهلته من رضابك وعطرك الذي كان يتضوع من جسدك الملقى في دعة و سكينة قرب الغدير أو على الربوة .
تسألينني عن أشياء ، فأجيبك أنني لم اعد أفهم من الكون سوى ما تسكبينه من عذب الكلم .
و أخبرك أنني سوف أحلم بك وأحتفظ بحلمي هذا كي يكون زادا لخاطرتي فتندهشين لذلك وتتعجبين كيف يمكن أن يحدث ذلك و نحن نلتقي لأول مرة .. فأجيبك و قد أحاطت ذراعي بخصرك المزين بأعشاب الغابة وأوراق الشجر اليانعة : لا تتعجبي ، ولا تندهشي .. فأنت ربما سكنت حلمي من الأزل .. وربما يكون قدري أن تسكني أحلامي كل ليلة رغم أني لا أعرفك .. بل إن حلمي يقول لي إنني أعرفك ..
وحين يصل الحلم إلى مشارف النهاية .. نكون قد انتشينا بما فيه الكفاية و نهلنا من الرحيق
حتى ارتوينا لنفترق ولو إلى حين ، كي نلتقي قريبا في حلم آخر أجمل و أبهى ، لأني اعلم أنك ستكونين أعذب و أرق . و أن كلماتك سوف تسكن وجداني إلى ما لا نهاية .