عرض مشاركة واحدة
قديم 09-24-2010, 12:09 AM
المشاركة 30
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

* في كل مساء ..
لن تدنو مني بعد ,, وأنا أقف تحت أنفاسك .. وأغمر رأسي في شرايينك .. وأنا أجوب عروقك كإكسير للجمال ..
لن تدنو أكثر .. وقد نقشتني في راحتيك كخطوط فأل تستبشر بانفلاتها على كفيك ..
كم أبغض تكلفك أيها النبيل .. إجلالك .. وتحياتك المؤطرة بالود , كم أمتعض من انحناءت لباقتك على أحداقي ..
قلت يومآ تزيدني هفوة لأنحى عنك صوب الصمت :
- فاتنتي .. الكلام يعجز امام معبد كلماتك في ترجمة خيالك الرائع ..
وسروري بلاحد حين اقرا لك واتحجم امام مقدرتك وإلمامك بجمال التعبير وحسن المعاني ..
باختصار .. انتِ اسطوره من الترجمه للخيال والابداع السحري ..
هل هذا كل ما يروقك بي أيها الشاعر .. هل هو الحرف الذي يجمعنا بعد أن همست لي يوما كطفل جاءني بطرفة جديدة :
- كنت اليوم مدعو عند قوم كرماء على مائدة الإفطار , وقد قدموا لنا البرياني كطبق مما أدهشني ..
ضحكت أنا في حين أردفت أنت : تبسمت أمام المائدة كثيرا وتذكرت حكايتنا مع البرياني ذات صباح كنت فيه أتضور جوعآ ..
عفويتك تلك أبقتك بمعيتي ذلك المساء .. عريت أحداقي من وجوه الناس وبقيت متأملة لملامحك الرصينة السمراء .. التي علقتها على أهدابي كمظلة ضوء ..
أخبرتك قبل يومين بأنني أحبذ البعد .. ولكنك كدت أن تكسر صوتي على جدار غضبك .. وحين هدأت , قلت لاهثا :
- أرجوكِ لا تعيدي على مسامعي هذا الكلام ..
أخوض شجارا معك في وحدتي .. أغضب .. وأنكمش أمامك على مقعدي باكية ..
فأراك قد مسحت دموعي بقصائدك .. وجلبت لي من حدائق القمر أجمل الزهور ..
تذهلني عزيمتك .. ومحاربتك المجهول من أجلي .. أسمع صوت حيرتك يرن في قلبي ولا أجرؤ على إيقافك ..
قلت لي بإصرار :
سيأتي يومآ وتجدينني أمامك .. ولن يكون بعيدآ بحول الله .. أعدكِ بذلك ..
ولكن الليالي تأخذك مني بعيدا , تغرقك بالأعباء والذهول .. الأيام أخالها تأكل وجودك من مائدة زمني ..
حتى عمت فوضويتك مدينتي التي اعتادت الترتيب والهدوء بدون أوراق شعرك .. وصراخ قصائدك ..
صدقني .. بت أحس بأبياتك وكأنك تكتبها على رق روحي أو دفاتر جسدي المنحوتة بتفاصيلك ..
عندما غرق صبري في غيابك , وبرحت طيف بلا ملامح على المدى ..
وقفت على ضفتي .. أترقبك .. وأروي للنهر حكاية الفارس الغائب ..
تجمدت كل مساء على أرصفة الإنتظار .. أحلم بمجئ وجهك مع هطول الفجر .. أو مع تمتمات البدر ..
كل مساء أنتظرك أنا ..
أنت .. مالذي فعلته ؟