عرض مشاركة واحدة
قديم 04-27-2024, 01:06 AM
المشاركة 5
عبدالستارالنعيمي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: الشعر شعر والنثر نثر- متجدد
جاء في كتاب سر الفصاحة لابن سنان الخفاجي في التمييز بين الكلام المنظوم والمنثور
(ما يقال في تفضيل أحدهما على الآخر ؛حد الشعر : هو كلام موزون مقفى يدل على معنى ، وقلنا كلام ليدل على جنسه ، وقلنا : موزون لنفرق بينه وبين الكلام المنثور الذي ليس بموزون ، وقلنا : مقفى لنفرق بينه وبين المؤلف الموزون الذي لا قوافي له ، وقلنا : يدل على معنى لنحترز من المؤلف بالقوافي الموزون الذي لا يدل على معنى
وسمّي شعراً من قولهم شعرت بمعنى فطنت والشعر الفطنة
كأن الشاعر عندهم قد فطن لتأليف الكلام، وإذا كان هذا مفهوماً ما فأقل ما يقع عليه اسم الشعر بيتان في التقفية لا تمكن في أقل منهما، ولا تصح في البيت الواحد ْلأنها مأخوذة من قفوت الشيء إذا تلوته
كقول امرئ القيس
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل *بسقط اللوى بين الدخول فحومل
فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها**لما نسجتها من جنوب وشــــمأل

فهو شعر؛فالشعر بيّن والنثر بيّن ْلاولي اْلألباب؛ولكن أين لب الذي يطلق على النثر قصيدة! يكتب نثرا ويسميه بقصيدة النثر نحن لسنا ضد التجديد والتطور في القصيدة العربية؛بل تواقون لذلك التجديد الذي يشمل هيكلة ولغة القصيدة دونما تغيير في قالبها الشعري المبني على تساوي التفاعيل والتقفي المنتظم؛ فالأندلسيون جددوا في الموشح من غير هجر العمود بل أعادوا التركيب ونوعوا في القوافي دون ترك فكان الموشح صورة لواقعهم ؛ وكان قالب الموشح قالبا موسيقيا
إن أولى حملات التغيير المفبركة في الشعر كانت في أواسط القرن التاسع عشر حيث التراجم الكثيرة لشعر الغرب ومؤلفات المستشرقين الهادفة لوأد الأدب العربي وزيارات أرباب اْلأدب العربي ْلأوربا وأمريكا وغيرها ؛ثم انتشار
جواسيسهم بين طلاب الجامعات العربية؛ كل ذلك أدى إلى التغرير بذوي النفوس الضعيفة للوقوع في شراك الرذيلة ونكرانهم للقيم اْلأصيلة مما أدى إلى إبراز نوع متغير عن اْلأصل في الشعر العربي ذلك الشعر الهجين المسمى بالشعر الحر أو التفعيلي
وهنا نجد اْلأدلة الدامغة لما تقدمنا به في الكتاب المثير( من دفع أجرة العازف) الصادر سنة 1999للباحثة الانجليزية التي تخرجت من جامعة أكسفورد فرانسيس ستونر سوندرز مع (عنوان فرعي) المخابرات اْلمريكية وحرب الثقافة
عنوان الكتاب باالنكليزية هو -Who paid the piper ـ
والكتاب الذي أثار ضجة عالمية يعتمد في عنوانه على مثل (انجليزي يقول) من يدفع أجر العازف يختار اللحن( وهو وثيقة دامغة بالوثائق والشهادات عن أساليب تجنيد المخابرات الأمريكية للنخب الثقافية والسياسية والعلمية في العالم بوعي من هؤلاء أو دون وعي من بعضهم من أجل مصالح سياسية أمريكية عليا، وعمليات التمويل والغطاء السياسي لهذا التمويل، أو الغطاء الثقافي للنماذج التي لا تقبل العمل المباشر في وكالة المخابرات يجري بإيجاد( تسوية) مقبولة لها للحفاظ على الكرامة أو ماء الوجه ويشير الكتاب إلى (قلة من الكتّاب والشعراء والفنانين والمؤرخين ) الذين لم ترتبط اسماؤهم بطريقة ما بهذا المشروع السري في القرن الماضي)
وفي اعتراف صريح لرجل المخابرات البريطانية في تلك الحقبة السيد توم برادن فإن لعبة تجنيد هذه النخب كانت تتم من خلال ندوات أو مؤتمرات أو حلقات دراسية وتركهم يعتقدون أنهم أحرار في التفكير وفي إصدار القرارات ولكنهم لا يعرفون أن المخابرات هي التي تحركهم كالدمى من وراء ستار
يقول برادن:
(لم يكن الهدف من دعم الجماعات اليسارية هو التدمير أو الهيمنة، بل تحقيق اقتراب ذكي أو غير محسوس من تفكير هذه الجماعات ومراقبته، وتوفير أداة تعبير لهم يستطيعون من خلالها التنفيس، ثم في نهاية المطاف ممارسة نوع من حق الاعتراض ـ فيتو ـ على مطبوعاتهم، أو أفعالهم إذا حاولوا أن يصبحوا تقدميين أكثر من اللازم)
ومن ضحايا هذا الأسلوب في التجنيد عن طريق الدعم أو صنع غطاء الدعم الثقافي والسياسي في العالم العربي في منتصف القرن الماضي :
ـ مجلة حوار اللبنانية.
ـ مجلة شعر اللبنانية.
ـ مجلة فصول المصرية.
ومن ضحايا هذا اْلإسلوب من الشعراء والكتّاب العرب:
أدونيس، ويوسف الخال و نازك الملائكة وغيرهم( حيث أنهم لم يكونوا على
معرفة إلا بصورة متأخرة بهذه الصورة من صور التجنيد السياسي التي لم تكن مألوفة في العالم العربي، وقد أدى انكشاف هذه الطريقة إلى صدمة نفسية وأخلاقية لم يتخلص منها بعض هؤلاء حتى اليوم وصارت وصمة عار في تاريخهم؛ فعشيرة نازك مثلا استبدلت اسمها بغير اسم تلافيا للعار‘
أما تجنيد الباقين من اْلأدباء والشعراء فكان مكشوفا بدون غطاء ومنهم أولاء الذين سنذكرهم كنماذج وليس ككل ؛؛؛؛